افتتح، أمس، بقصر الثقافة مفدي زكرياء معرض «التراث غير المادي» في حضرة الموروث الثقافي الشعبي»، المنظّم من طرف مديرية تطوير الفنون وترقيتها ممثلة في نيابة مديرية تثمين التعابير الثقافية والتقليدية والشعبية في إطار الاحتفال بالذكرى ال 59 لعيدي الاستقلال والشباب. في تظاهرة ثقافية حملت في جعبتها تقاسيم الجزائر العميقة، بموروثها التقليدي والشعبي غير المادي، وذلك من خلال معرض أشرف عليه كلا من مدير تطوير الفنون وترقيتها ميسوم لعروسي، ومدير تنظيم توزيع الإنتاج الثقافي والفني سمير ثعالبي، جمع روح الفن الأصيل لأربعين عارض وعارضة، احتفوا بطريقتهم الخاصة أجواء استذكار الموروث العتيق من لباس تقليدي وحلي واكسسوارات ذات الطابع المحلي الأصيل، الذي لم يتمكن الاحتلال الفرنسي الغاشم من طمسه، وذلك من خلال معرض يدوم ثلاثة أيام، احتفاءً بصمود ذاكرة الموروث الثقافي الضاربة عمق تاريخنا وحضارتنا في ظل التكنولوجيا الحديثة والعصرنة، وسعيا من وزارة الثقافة والفنون على تثمين وتشجيع المحافظة على استمراريته وتوارثه غير الأجيال الناشئة. وفي ذات السياق، سمحت المناسبة للمشرفين على معرض المنتوجات التي زيّنت أروقة القصر من تثمين وتشجيع الحرفيين، وللتعرف أكثر على نوعية نشاطات العارضين، الى جانب طرح انشغالاتهم، التي استمعوا إليها بكل عناية وتجاوبوا مع أفكارهم وإبداعاتهم التي استقطبت الزوار وحظيت باهتمامهم. وفي ذات الصدد، من جهته صرّح نائب المديرية الفرعية لتثمين التعابير الثقافية والتقليدية والشعبية وسمير خلوفي، أن الهدف من معرض التراث غير المادي الموسوم ب «حضرة الموروث الثقافي الشعبي»، هو إبراز مكنون كل ما له علاقة في مضمار التعابير الثقافية من موروث تزخر به الجزائر، من صناعات وحرف، ولنبزر أهمية الموروث الثقافي للمواطن. أضاف المتحدث، بأنّنا أحببنا تزامن المعرض بمناسبة الذكرى ال 59 لعيدي الاستقلال والشباب، وبما أنّنا ركبنا موجة الاقتصاد الثقافي فإنه بات من الضروري التطلع إلى إسهام المجال التي تسعى عليه الوزارة الوصية في كل المناسبات والمحافل الوطنية والدولية. يتضمن المعرض مختلف المنتجات التراثية ذات الصلة بالتراث غير المادي من حرف يدوية، صناعات فخارية، لباس تقليدي، صنوف الألعاب التقليدية، قعدات تقليدية للعبة العرائس..إبخ، وذلك إسهاما من الوزارة الوصية في إحياء الذاكرة والتاريخ المتمثلة في إبراز تراثنا الثقافي غير المادي إبان الاستعمار، الذي قاوم بدوره باعتباره جزءا هاما من الهوية الوطنية حيث صمد طيلة الفترة الاستعمارية رغم محاولات الاستعمار المتكررة لطمسه ومحوه. وفي ذات السياق، يعتبر التراث الثقافي غير المادي خلال الفترة قبل الاستقلال على محمل تفاصيل الحياة المريرة التي عاشها المجتمع، والمرأة الجزائرية في ظل الحرمان والظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة التي دفعتها إلى الابتكار والإنتاج في مختلف المجالات ليد حاجياتها وأسرتها بمواد قليلة متاحة من محيطها آنذاك، ومن هنا تواصلت هاته الطرق وأصبحت متداولة وموروثة في المجتمع الجزائري النسوي خاصة.