أحد إفرازات طوفان الأقصى الذي تجاوز تأثيره الواقع الإقليمي اعتبر أساتذة العلوم السياسية والعلاقات الدولية، قرار إعادة النظر في عضوية فلسطين بشكل إيجابي، مكسبا للدبلوماسية الجزائرية المدافعة عن القضية. ويرى البعض الآخر، وفق ما أكدوا في تصريحات ل «الشعب»، أن ما حدث في الجمعية العامة للأمم المتحدة، صعق الكيان الصهيوني وأربك الدول المتواطئة معه، كما أفرز متغيرات على الساحة الدولية، تمهد لبروز معالم جيدة على هذه الأخيرة. اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور توفيق بوقاعدة، قرار اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة بغالبية ساحقة الذي يوصي مجلس الأمن بإعادة النظر في عضوية فلسطين بشكل إيجابي، اعتبره مكسبا جديدا للدبلوماسية المدافعة عن حق الشعب الفلسطيني في تأسيس دولته المستقلة، وهو اعتراف ضمني من غالبية المجتمع الدولي بهذا الحق، ويعد مؤشرا واضحا على تنامي الرفض للسياسة الأمريكية وغطرستها في استخدام حق النقض بما يخدم مصالحها حتى ولو كان ضد الشرعية الدولية التي لطالما تغنّت بها وخاضت حروبا ضد دول باسمها، لكن عندما يتعلق الأمر بإسرائيل تضرب بهذه الشرعية عرض الحائط. يعتقد الأستاذ بوقاعدة، أنه لا علاقة للقرار بالحرب والمفاوضات بين الاحتلال الصهيوني وحماس، وإن كان القرار الذي تم التصويت عليه بالإجماع هو أحد إفرازات طوفان الأقصى الذي تجاوز تأثيره الواقع الفلسطيني والإقليمي، بل هو يرسم الآن معالم لتحولات دولية جوهرية في بنية النظام الدولي. أما أستاذة العلوم السياسية الدكتورة نبيلة بن يحيى، فقد ذكرت بأنه منذ 7 أكتوبر 2023 والقضية الفلسطينية تعرف تطورات مهمة في المشهد الدبلوماسي والسياسي والدولي، بالرغم من الإبادة التي يتعرض لها والتطهير العرقي والحرب غير المتوازنة، تجاه شعب أعزل، الذي يكافح الاحتلال الصهيوني لأجل حريته وحق تقرير مصيره، وقد صوّت 134 عضوا في هيئة الأممالمتحدة على عضوية فلسطين كدولة ذات سيادة. هذا التصويت بالأغلبية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وباقتراح من الجزائر، أخلط أوراق المحتل الصهيوني في تحركاته وتوغله السياسي والأممي -تقول الأستاذة بن يحي-خاصة مع موجة التحرك العالمي الغربي الأوروبي والأمريكي ضد الحرب على غزة، مدينين الاحتلال الصهيوني وجرائمه.