دعم كامل من المجتمع الدّولي لقيام دولة فلسطين رحّب الخبير الأمني والاستراتيجي أحمد ميزاب بنتائج تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على مشروع قرار يطالب مجلس الأمن بقبول دولة فلسطين عضوا كامل العضوية في الأممالمتحدة، واصفاً الخطوة ب "الايجابية" وبالمكسب الاستراتيجي الثمين الذي يمكن الانطلاق منه لتحقيق أهداف أخرى مستقبلاً. قال ميزاب ل "الشعب" "إنّ نتائج التصويت تشكّل نقطة إستراتيجية هامة يمكن الاشتغال عليها مستقبلاً ولا ينبغي التفريط فيها"، معتبراً أنّ ما حدث خلال جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة يحمل دلالات عدّة لا يمكن التغاضي عنها. وأوضح المتحدّث أنّ تصويت 143 عضواً على القرار، وهو ما يشكّل أغلبية ساحقة من الأعضاء، سيعطي لهذه التوصية قوة إضافية ستضع مجلس الأمن أمام "حِمل ثقيل". ولم يُخفِ ميزاب إمكانية معارضة الولاياتالمتحدةالأمريكية للقرار في مجلس الأمن، لكنه في الوقت ذاته، اعتبر ما تحقّق في الجمعية العامة للأمم المتحدة "انتصاراً استراتيجياً"، يمكن أن تُبنى عليه الكثير من الخطوات القادمة، داعياً إلى بذل المزيد من الجهد الدبلوماسي من أجل الاستثمار في القرار للوصول إلى مواقف مرنة تساعد على تمرير هذه التوصية عبر مجلس الأمن لاعتماده مرة أخرى في الجمعية العامة للأمم المتحدة. أشار الخبير الأمني والاستراتيجي إلى أنّ نتائج التصويت هي إنصاف لحق الشعب الفلسطيني، وإقرارٌ تام بأنّ ما ارتُكِب في حقه يعتبر جرائم إبادة، ويأتي التصويت حسبه - كتتويج لسبعة عقود من نضال مستميت، بذله الشعب الفلسطيني في وجه الغطرسة والتعنّت الصهيوني. وأردف قائلاً إنّ المجتمع الدولي قد أنصف القضية الفلسطينية العادلة، والذي ذاق ذرعاً من كل المحاولات والألاعيب التي تُمارس في أروقة المنظمات الدولية في إطار محاولة تغييب القضية الفلسطينية. قاب قوسين أو أدنى وتابع المتحدّث بالقول إنّه في ظل التحوّلات الدولية الكبرى والأحداث المتسارعة التي تعرفها منطقة الشرق الأوسط، يمكن القول إنّ خطوة مثل هذه وفي هذا الوقت بالذات، تشكّل دليلاً قاطعاً على وجود تحوّلات عميقة في المنظومة الدولية، وبأن العالم اليوم، أصبح ينظر لسياسات بعض القوى كحجر عثرة أمام تحقيق مبدأ السلم والاستقرار العالميين، بل بات العالم ينظر لهذه السياسات كتهديد للاستقرار العالمي. وخلص محدّثنا إلى أنّ تصويت 143 دولة لصالح العضوية الكاملة لدولة فلسطين، بمثابة رسالة قوية من هذه الدول بضرورة إصلاح هيئة الأممالمتحدة، ووضع حد لغطرسة بعض القوى داخل أروقة الهيئة الأممية. وعرّج الخبير للحديث على أهمية القرار في ظل طبيعة التحولات التي تعرفها منطقة الشرق الأوسط، والتي ألقت بظلالها على الأمن والاستقرار العالميين، مؤكّداً على أن المجتمع الدولي بات يُدرك أن الصمت إزاء ما يحدث في فلسطين، قد يؤثّر بشكل سلبي على مفهوم الأمن والاستقرار الدوليين، وبالتالي "نحن اليوم أمام فرصة تاريخية ومحطة مفصلية هامة قاب قوسين أو أدنى من إنصاف الشعب الفلسطيني، واسترجاع كامل حقوقه المسلوبة. المتحدّث وهو يعدّد نتائج تصويت الجمعية العامة على قرار منح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأممالمتحدة، أكّد أنّ عملية التصويت تحمل رسائل قوية أهمها الالتفاف الدولي حول القضية الفلسطينية. وأضاف قائلاً "الكيان الصهيوني أصيب بالجنون، وبالصدمة أمام حجم الداعمين للقرار، ويعكس التصويت درجة الامتعاض من الممارسات اللاّأخلاقية والإجرامية التي يمارسها الكيان الصهيوني في حق الفلسطينيين". وجدّد التأكيد على أنّ المجتمع الدولي أصبح لا يستحمل هذه التجاوزات والممارسات والسياسات التي ينتهجها الكيان الصهيوني ومن يقفون وراءه، وبالإمكان التأكيد أنّ الأخير قد حشر نفسه في زاوية ضيّقة، ودخل في حالة من العزلة الدولية نتيجة هذه الممارسات. قرار تاريخي من جهة أخرى، أكّد أستاذ القانون بالمركز الجامعي علي كافي بتندوف الدكتور علي سالم نور الدين، أنّ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة يعتبر محطة تاريخية، ويمثل تأييداً عالمياً واسعاً لحق الشعب الفلسطيني في قيام دولته كاملة السيادة والعضوية. وأفاد المتحدّث في تصريح ل "الشعب"، أنّ نتائج التصويت هي بمثابة "صك أبيض" يؤكّد دعم المجتمع الدولي لقيام الدولة الفلسطينية، والوقوف إلى جانب الشرعية الدولية بما لا يضع مجالاً للشك بأنّ فلسطين وشعبها ضحية لآلة الحرب الصهيونية. وقال علي سالم إنّ هذه الخطوة هي انتصار جديد للقضية الفلسطينية، حيث أنّ القرار طالب الأممالمتحدة باعتماد المادة 4 من الميثاق الأممي، الذي سيمكّن الدولة الفلسطينية من انتزاع مقعدها كدولة كاملة الأركان، وبذلك يبيّن موافقة هذا العدد الهائل من الدول على توصية لاعتماد فلسطين كدولة كاملة العضوية، مدى التضامن الواسع مع الشعب الفلسطيني وقضيته في وجه الاحتلال الصهيوني. ونوّه علي سالم بالمجهودات الجبارة والمساعي الحثيثة للدبلوماسية الجزائرية في أروقة الأممالمتحدة منذ انتخابها عضواً غير دائم في مجلس الأمن، والتي كانت من أهم أسباب اعتماد هذا القرار في الجمعية العامة. وأشار إلى أنّ نتائج التصويت على القرار تُحسب للدبلوماسية الجزائرية التي قامت بمشاورات ماراطونية كبيرة داخل أروقة الأممالمتحدة، والتي أفضت إلى تصويت 143 دولة على قرار انضمام فلسطين للمنظمة الأممية، وهو تأكيد على حضور الدولة الجزائرية بقوة ومكانتها في الساحة الدولية، ووقوف المجتمع الدولي - وإن كان متأخراً - مع الشرعية الدولية نصرةً للشعب الفلسطيني ولقضيته العادلة، ولحقه في تأسيس دولته وعاصمتها القدس.