شرع الأسير المدني الصحراوي ضمن مجموعة "أگديم إزيك " المتواجد بالسجن المركزي القنيطرة شمال العاصمة المغربية، الرباط، أمس الأول في إضراب إنذاري عن الطعام لمدة 48 ساعة احتجاجا على مصادرة حقه العادل في التطبيب والعلاج. حسب ما توصّلت به رابطة حماية السجناء الصحراويين من أسرة الأسير المدني الصحراوي، فقد طالب عبد الله الوالي لخفاوني إدارة السجن المركزي القنيطرة بتوضيح الأسباب المتعلقة بعدم نقل هذا الأخير إلى المستشفى لإجراء فحوصات طبية على مستوى الركبة والمسجلة في الدفاتر الطبية التابعة للسجن منذ 25 فيفري 2023. ولم تباشر إدارة السجن المركزي القنيطرة منذ ذلك التاريخ أية إجراءات عملية متصلة بمتابعة الحالة الصحية للأسير المدني الصحراوي عبد الله الوالي نظرا لتدخل جهات أخرى حسب ما صرح به طبيب المصحة السجنية، موضحا أه لا يتمتع بالصلاحيات الكاملة في هذا الصدد، مما يؤكد الإهمال الطبي المتعمد الذي يتعرض له عبد الله الوالي لخفاوني. وتضيف أسرة الأسير أن إدارة السجن المركزي القنيطرة رفضت الأربعاء الماضي إستلام الإشعار الخطي المتعلق بالإضراب الإنذاري عن الطعام من الأسير المدني الصحراوي عبد الله الوالي لخفاوني، والذي يتضمن عبارة المعتقل السياسي الصحراوي. تجدر الإشارة إلى أنّ فريق العمل الأممي الخاص بالاعتقال التعسفي قد أصدر قراره المؤرخ في شهر ديسمبر 2023، والقاضي بالإفراج الفوري واللامشروط عن الأسرى المدنيين الصحراويين مجموعة "أگديم إزيك" مع تعويضهم، وجبر الضرر الذي لحق بهم جراء سنوات الاعتقال التعسفي وغير القانوني. معتقلون في مواجهة الجلاد في الأثناء، أثارت صحيفة "لومانيتي" الفرنسية، قبل يومين، الأوضاع المزرية التي يعاني منها المعتقلون السياسيون الصحراويون ضمن مجموعة "أكديم إيزيك"، في سجون الاحتلال المغربي، مسلطة الضوء على المعتقل نعمة أسفاري، كشخصية بارزة في نضال الشعب الصحراوي الذي جعل من سجنه وسوء معاملته في سجون المحتل، تجربة جديدة منحته القوة ورباطة الجأش ليضع نصب عينيه أفقا واضحا عنوانه "التحرر".وعلى الرغم من القيود التي تفرضها إدارة سجن القنيطرة بالمغرب على المعتقلين الصحراويين ومنعهم من الاتصال بالعالم الخارجي، تمكنت الجريدة من الاتصال بالمعتقل السياسي نعمة اسفاري القابع بسجون الاحتلال المغربي منذ 2010. وقالت الصحيفة أنه بعد ما يقارب 14 عاما خلف جدران منيعة، يبقى المعتقل السياسي نعمة أسفاري وغيره من المعتقلين الصحراويين يعانون في سجون الاحتلال، وتطرقت الصحيفة بإسهاب الى ظروف الاعتقال التعسفية التي طالت نعمة أسفاري بمدينة العيون المحتلة يوم 7 نوفمبر 2010، هو و24 من رفاقه خلال التفكيك الهمجي، من قبل شرطة الاحتلال، لمخيم الاحتجاج السلمي بأكديم إيزيك. محاكمات جائرة وتعذيب مستمر لفتت الصحيفة إلى المحاكمات الجائرة التي تعرض لها نعمة أسفاري ورفقائه، بدءاً بالمحاكمات العسكرية سنة 2013، حيث حكم على هؤلاء النشطاء دون أدلة بأحكام تتراوح بين السجن لمدة عشرين عاما والسجن مدى الحياة، لتنتقل فيما بعد الى "مهزلة" المحاكمات المدنية، حيث تم الحكم عليه بالسجن ثلاثين سنة وأحكام ثقيلة على رفاقه، موزعين على سبعة سجون تعرضوا فيها للتعذيب الجسدي والنفسي والمضايقات والعزلة المتزايدة، مما أدى الى تدهور حالتهم الصحية. وذكرت "لومانيتي" أنه أمام الظروف القاسية لاعتقالهم والمحاكمات الجائرة في حقهم، دعا الفريق العامل المعني بمسألة الاحتجاز التعسفي التابع لمجلس حقوق الإنسان الأممي، العام الماضي، الحكومة المغربية إلى "الإفراج الفوري" عن هؤلاء المعتقلين، وأحال القضية إلى المقرر الخاص المعني بالتعذيب وغيره من أشكال المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة. نضال مستمر من أجل الحرية حسب نعمة أسفاري، فكل ما يتلقاه المعتقلون السياسيون الصحراويون من العالم الخارجي هو مجرد أصداء مشوّهة من الدعاية التلفزيونية المغربية. وعاد ليؤكّد أنه "ليس لدينا خيار آخر، فعلى الرغم من القمع في الأراضي المحتلة والمنفى ولا مبالاة المجتمع الدولي، يجب أن نواصل النضال بكل الوسائل المتاحة لنا لكسر الوضع الراهن الذي استمر الآن لمدة خمسين عاما". واختتم نعمة اسفاري حديثه مع الجريدة الفرنسية بالتأكيد على أنه تعلم في السجن أن يتغلب على ماضيه المؤلم، فالاختفاء القسري لوالده عندما كان في الخامسة من عمره، ووفاة والدته بعد ذلك بثماني سنوات، "حرّراه من معاناته الشخصية. هذه التجربة منحتني القوة ورباطة الجأش والقدرة على التحمل ونوعا من الحكمة، فخلف جدران سجن القنيطرة، وضعت نصب عيني أفقا واضحا هو التحرر".