إعادة تدوير النفايات هي عملية تحويل المواد القابلة للتدوير من النفايات إلى مواد جديدة تستخدم في صناعات أخرى وتهدف العملية إلى تقليل كمية النفايات التي تنتهي في المكبّات الصحية أو تحترق في المحارق، ممّا يساهم في حماية البيئة وتوفير الموارد الطبيعية. تتضمّن عملية إعادة التدوير جمع النفايات القابلة للتدوير، وفرزها، وتجهيزها، وتحويلها إلى مواد جديدة، ولتعزيز التنمية المستدامة وتطوير تقنيات جديدة لمعالجة المشكلات البيئية توجّب تفعيل الشراكة مع المؤسّسات الناشئة في مجال إعادة تدوير النفايات. وأصبحت النفايات اليوم في كلّ دول العالم مجالا استثماريا بفضل تقنية إعادة التدوير بعد أن كانت مصدر تلوّث بيئي وانبعاث الروائح الكريهة، حيث أصبح من الضرورة إعادة تعديل رؤية النفايات على أنّها مجرد مكوّنات تستقر في مدافن القمامة، بل هي شيء ثمين يمكن استخدامه في دعم الاقتصاد. وبالنظر إلى استنزاف مئات الهكتارات من العقار من أجل مراكز الردم وعلى خلفية السلبيات الناجمة عنها، سعت السلطات الجزائرية نحو الانتقال من التسيير الإداري للنفايات إلى التسيير الاقتصادي بمشاركة القطاع الخاص، نظرا للقيمة الاقتصادية للنفايات كما هو معمول به في الدول المتطوّرة، ممّا سيخلق فرص عمل أكثر للقضاء على نسبة معينة من البطالة. وأكّد ربعي عز الدين مدير مركز الردم التقني بتبسة، أنّ مركز الردم بتبسة، استقبل سنة 2023 حوالى 53933 طن من النفايات، فيما استقبل مركز الردم بالشريعة 17074 طن، وتقدّر كميات النفايات المسترجعة ب 525 ألف كلغ من بين أهم المواد المسترجعة ورق الكرتون بحوالي 142 ألف كلغ والبلاستيك ب16 ألف كلغ وغيرها من المواد الأخرى. الشراكة مع طلبة الجامعة والمؤسّسات الناشئة لرسكلة النفايات ويؤكّد الخبراء والمختصّون أنّ الشراكة مع المؤسّسات الناشئة في مجال إعادة تدوير النفايات تكون مفيدة بشكل كبير لتعزيز التنمية المستدامة وتطوير تقنيات جديدة لمعالجة المشكلات البيئية. وفي ذات السياق، كشف الأستاذ خالد رايس أستاذ بمعهد المناجم بجامعة الشيخ العربي التبسي بتبسة عن التزام الجامعة بدورها المنوط بها في التعاون في هذا المجال مع مركز الردم بتبسة، حيث كانت أول مشاركة عام 2020 بمشروع تصميم سلسلة تكنولوجية لفرز المخلّفات المنزلية لإعادة تدويرها وتثمينها والتقليل من حيز الردم المطلوب، وتثمين هذه المواد الأولية كقدرة اقتصادية، وقد أسفر هذا المشروع عن الحصول على براءتي اختراع والحصول بهما على ثاني أفضل اختراع في الجزائر لعام 2021.