شكّل موضوع ''صناعة المخطوط'' محور يومين دراسيين احتضنتهما المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بولاية أدرار، في إطار إحياء شهر التراث، حيث شهدت الفعالية مشاركة أساتذة وباحثين من داخل وخارج الولاية. المشاركون في هذه الفعالية التي نظمها المركز الوطني للمخطوطات بأدرار، تدارسوا سبل صناعة المخطوط ومكوناته، وجوانبه الفنية والجمالية، حيث ارتاءوا تسليط الضوء على هذا الفن لإبراز قيمته وطريقة ترميم المخطوط للحفاظ على التراث الجزائري. أوضحت ''لعجالي صليحة'' مديرة المركز الوطني للمخطوطات، أن هذه الأخيرة تنقصها الدراسات والأبحاث، في حين اعتبرت ''خيرة بن بلة'' أستاذة الآثار الإسلامية بمعهد الآثار بجامعة الجزائر 02، في محاضرة حول ''صناعة المخطوطات تعريفات ومفاهيم''، أن الدارس للمخطوط بإمكانه الاستفادة منه، من خلال ثلاثة جوانب، ''المعلومات''، ''المكونات المادية له'' و''الصيانة والترميم''، وقدم الأستاذ عبد اللّه سماعيلي مداخلة بعنوان ''المظاهر الكوديكولوجية في مخطوطات أهل العبد بتندوف''، فيما تحدث الأستاذ ''بايشي عبد اللّه''، عن فن تجليد المخطوط، بالإضافة إلى مداخلة حول ''المصاحف الأثرية بالجزائر في العهد العثماني.. مصحف الجامع الجديد نموذجا'' لنايم فيصل، فضلا عن مداخلة حول ''مقومات صناعة المخطوط'' للأستاذ كرزيكة علي. وبعد يومين من الدراسة والنقاش المثمر أوصى المؤتمرون بمواصلة جرد وفهرسة مخطوطات كل الخزانات عبر التراب الوطني، وضرورة التعاون بين المحققين والفهرسيين والأثريين للاستفادة من المخطوط بكل جوانبه، إلى جانب تنظيم دورات تدريبية حول ترميم المخطوط ورقا وغلافا، بالإضافة إلى العمل على تنظيم ندوات علمية تتناول علم المخطوطات بكل مجالاته، وإنشاء مشاريع بحث مع أساتذة مشاركين متخصصين في مجال المخطوط، وفي سياق متصل أوصى المشاركون بإنشاء جسور تواصل مع مؤسسات وطنية وعربية وعالمية متخصصة في مجال المخطوط وتبادل الخبرات، فضلا عن دعوة وزارة الثقافة إلى استحداث جائزة وطنية لأحسن خزانة في حفظ المخطوطات، وتنظيم ملتقى وطني أو دولي حول المخطوطات، تطبع أعماله ضمن مجلة المركز الوطني للمخطوطات بولاية أدرار.