بدأت الأمور الجدية بالنسبة للمنتخب الوطني المقبل على مواجهة نظيره البنيني في إطار التصفيات المؤهلة إلى كاس العالم. ورغم اكتمال تعداد المنتخب إلاّ أنّ مشكل الإصابات وعدم جاهزية البعض سيرغم البوسني على إجراء تغييرات على التشكيلة المتوقع مشاركتها في مباراة البنين. وكما في كل مرة وقبل بداية التربص تبدأ إصابات لاعبي “الخضر" تتلاحق وكأنها عدوى تنتقل من لاعب لآخر، وكانت البداية بحليش ثم مصباح وبزاز وأخيرا الحارس سيدريك، دون نسيان الغائبان كادامورو ويبدة، إضافة إلى الغياب الاضطراري للاعب لحسن بسبب العقوبة، كلها عوامل معاكسة قد تحد من خيارات البوسني أمام البنين. لكن من جهة أخرى ستكون هذه الغيابات مؤشرا لقياس مدى جاهزية اللاعبين الآخرين المعول عليهم، الذين سيبيّنون أيضا مدى امكانية الاعتماد عليهم مستقبلا، كما ستكون هذه المباراة فرصة للاعبين الذين يشتكون من التهميش من أجل إثبات علو كعبهم والدخول بقوة في مخططات المدرب هاليلوزيتش. زيتي وجابو مرشّحان كأساسيان سيكون مدافع وفاق سطيف محمد زيتي أمام فرصة ذهبية من أجل إقناع هاليلوزيتش بأنه لا يقل قيمة من اللاعبان مهدي مصطفى وكادامورو، وستخدم الظروف اللاعب زيتي في هذه المباراة أكثر من أي وقت مضى خاصة بعد غياب كادامورو المصاب. ورغم أنّ مهدي مصطفى يبقى المرشح الأول لشغل الجهة اليمنى أمام البنين، إلاّ أنّ غياب لحسن بسبب العقوبة وعدم تعوّد الوافد الجديد سفير تايدر على الأجواء الإفريقية قد يجبر هاليلوزيتش على إقحام مهدي مصطفى في الوسط رفقة قديورة وإعطاء الفرصة لزيتي للعب على الجهة اليمنى. وسيكون زيتي مطالبا بطمأنة هاليلوزيتش دفاعيا وهجوميا، وهو الأمر الذي يريده البوسني بما أنّ اللاعب حشود لم يعط البوسني ضمانات كبيرة في الدفاع.وستزيد القوة البدنية التي يتمتع بها مدافع الوفاق من نقاطه للمشاركة، دون نسيان خبرته الكبيرة على المستوى الإفريقي سواء مع الوفاق أو مع المنتخب الأولمبي سابقا. من جهته، سيستفيد صانع ألعاب الافريقي التونسي عبد المومن جابو من تدهور مستوى لاعب مارسليا فؤاد قادير، الذي انخفض مستواه بشكل كبير بعد إمضائه لنادي الجنوب الفرنسي. ولن يتردّد هاليلوزيتش في إعطاء الفرصة للمتألّق جابو الذي يمر بفترة زاهية مع فريقه، وسيكون جابو مطالبا باستغلال هذه الفرصة كاملة من أجل إقناع هاليلوزيتش بأنّه يمثل حلا من الحلول واستغلال غياب بودبوز المعاقب لأسباب انضباطية. غولام، براهيمي، تايدر وغيلاس...حلول إضافية ستكون مباراة البنين فرصة جيدة للرباعي غولام، براهيمي، تايدر والمهاجم غيلاس من أجل اكتشاف أجواء ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة. ورغم أنّ مشاركة غولام تبقى شبه أكيدة في ظل معاناة مصباح من الإصابة، إلاّ أنّ مشاركة الثلاثي الآخر سيبقى مرتبط بالطريقة التي سيعتمد عليها التقني البوسني ومعرفة مدى جاهزيتهم خاصة من الناحية النفسية بما أنّ الضغط سيكون كبيرا على زملاء المدافع بلكالام من أجل تحقيق الانتصار لوضع حد لمرحلة الفراغ التي مرّ بها المنتخب، لكن الأمر الوارد هو منح براهيمي وتايدر فرصة اللعب خلال هذه المواجهة لتحريرهم من الناحية النفسية وربطهم بالمنتخب رسميا ومعنويا أما في الهجوم ورغم أنّه سيتشكل من الثنائي سليماني وسوداني إلاّ أنّ لعب غيلاس لبعض الوقت يبقى هو الآخر أمرا منتظرا، خاصة إذا كانت النتيجة في غير صالح “الخضر"، وهو الأمر الذي لا يتمناه هاليلوزيتش