يختتم اليوم برواق "باية" بقصر الثقافة مفدي زكريا، المعرض التكريمي للفنان التشكيلي الراحل "مصطفى سعاجي"، حيث تمّ عرض أزيد من 80 لوحة فنية، تروي مسيرة فنان قدير صور الجمال بعبقرية وإبداع. وتضمن المعرض لوحات فنية تشكيلية في الطابع التجريدي والطبيعة الصامتة، وغيرها من الأعمال التي اشتهر بها "مصطفى سعاجي"، الذي أبحر في عوالم الطبيعة وإيقاعات لونية ترجمت أحاسيسه، حيث تعكس في تناسقها مسيرته الفنية الشاهدة على ارتباطه الوثيق ببيئته وتاريخه وحضارة وطنه. استلهم "مصطفى سعاجي" فنّه من الطبيعة، وقد تنوعت مواضيع لوحاته إذ وزع أفكاره بين مضامينها بطريقة ذكية تعكس خبرته العالية في عالم الفن التشكيلي. أكثر ما يجذب في لوحات الفنان "سعاجي"، مجموعة أعمال فنية تشمل بورتريهات لشخصيات مبهمة الملامح، لا يظهر منها إلا الأعين، وكأنه سلّط الضوء من خلالها على النظرة الجماعية للأمل والفرح، إلى جانب ما تحمل لوحات زيتية أخرى تنوّعت بين عناصر الفن التشخيصي والانطباعي والتجريدي، بينما جاءت نحو 30 لوحة محملة بالحنين إلى الماضي، حيث تظهر من بين الألوان المتموّجة ملامح لبيئة بسيطة، كدلالة على التواضع، لاسيما من خلال مجموعة أفراد مقيمين في رحاب أرض طيبة وسط طبيعة خلابة، ما يعكس تأثر الفنان بمسقط رأسه، مدينة مغنية، وكذلك تأثره بالعمران الجزائري. يعد "مصطفى سعاجي" الذي رحل في أوج عطائه الفني، من أهم فناني الحركة التشكيلية التي أثراها بأعماله الجميلة، فقد كان فنانا ذو عطاء غزير ورفيع امتد عبر مسيرة طويلة حافلة منذ ثمانينات القرن الماضي إلى غاية وفاته. برز ضمن مجموعة فناني مدينة مغنية التي كان أحد أهم أعضائها، وقد شكّل انتاجه الفني بالإضافة إلى مجموعته التي يحتضنها هذا المعرض التكريمي، تجربة لافتة وإضافة نوعية في تاريخ الفن الجزائري لها ملامحها وسماتها الخاصة الأصيلة المتفرّدة، وتأثيرها المستمر لدى الأجيال الصاعدة.