تقدمت القضية الفلسطينية على جميع المواضيع التي ناقشها قادة البرلمانات العربية المجتمعون في الجزائر، حيث أدان المتدخلون جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ودعوا إلى تجاوز الخلافات العربية من أجل مجابهات التهديدات المتزايدة. دفعت دورة الجزائر لمؤتمر الاتحاد البرلماني العربي، بالقضية الفلسطينية إلى صدارة الأجندة، سواء في اجتماع الوفود أو في أشغال اللجان التي بلورت البيان الختامي. وبعد كلمة بوغالي، التي أكد فيها حرص الجزائر على نصرة القضية الفلسطينية والدفاع عنها في أعلى جهاز تنفيذي للأمم المتحدة، مجلس الأمن الدولي، دعا رئيس مجلس النواب العراقي بالنيابة محسن المندلاوي، إلى ضرورة الإسراع في تقديم قادة الكيان الصهيوني أمام القضاء الدولي ومحاسبتهم. وطالب المندلاوي وهو الرئيس السابق للاتحاد البرلماني العربي، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، بالإسراع في إصدار مذكرات الاعتقال بحق المجرمين الصهاينة، للقبض عليهم وتقديمهم أمام العدالة حتى يحاسبوا على جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني. وأشاد المندولاي، باعتراف كل من مملكتي النرويج وإسبانيا وجمهورية إيرلندا بالدولة الفلسطينية. ودعا المجتمع الدولي وخاصة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، إلى الإسراع بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، وقال: "إننا على قناعة في أن تتحرر فلسطين وتبسط سيادتها على جميع أراضيها بصمود المقاومين والأحرار". وتداول رؤساء الوفود المشاركة، كلماتهم وفق الترتيب الأبجدي، حيث رحبت دولة قطر باعتراف الدول الأوروبية الثلاث بالدولة الفلسطينية، وأكدت حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967. ولفت رئيس مجلس الشورى القطري، حسن بن عبد الله الغانم، إلى التحديات الاستثنائية التي تمر بها المنطقة العربية، بما في ذلك العدوان الصهيوني "الوحشي على قطاع غزة والإبادة الجماعية الممنهجة والتهجير القسري الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني.. مؤكدا أن هذه التحديات تتطلب موقفا حازما وفاعلا لتقديم كل أشكال الدعم له". من جانبه، أدان رئيس مجلس نواب الشعب التونسي إبراهيم بودربالة، أن الكيان الصهيوني، احتلال شعاره العربدة، ولا يكترث للمواثيق الدولية وأصبح يشكل تهديدا على المنطقة ككل. وبعد التعبير عن الأسف لعجز مجلس الأمن الدولي على قبول عضوية فلسطين في الأممالمتحدة، بسبب الفيتو الأمريكي، رحب بوردبالة بقرار الجمعية العامة الأممية بمنح امتيازات جديد لفلسطين ودعمه خطوة الاعتراف بعضويتها كاملة في الهيئة الأممية. رئيس مجلس الشورى لسلطة عمان، الشيخ خالد بن هلال بن ناصر المعولي، قال بدوره إن بلاده تشعر بالأسى والحزن على ما يحدث في فلسطين "داعيا البلدان العربية إلى رأب الصدع وطي الخلافات في ظل العدوان الصهيوني المجرم". وانتقد المعولي، ازدواجية المعايير لدى المجموعة الدولية وخاصة الغرب والتي سقطت مع إمعان الصهاينة في حرب الإبادة على قطاع غزة، مشددا على أن الاحتلال الصهيوني لا يعترف إلا بالقوة ولا يكترث لمبادرات السلام بمختلف مسمياتها. بدوره، استنكر رئيس الجمعية الوطنية الموريتانية، محمد بمب مكت، "حرب الإبادة الجماعية والتجويع والتهجير القسري الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني"، واعتبر ما يحدث من همجية "تخطيا لكل الحدود وأصبح وصمة عار". وأدان هجم الاحتلال الصهيوني على مدينة رفح بقطاع غزة، لما تمثله من خطر على أرواح المدنيين المحاصرين بهذه البقعة الجغرافية الصغيرة وقال "إن الهجوم على معبر رفح تحدّ سافر للرأي العام الدولي وخرق خطير للاتفاقيات الدولية". رئيس الوفد النيابي اليمني، سلطان سعيد عبد الله البركاني، أكد بدوره أن ما يحدث للشعب الفلسطيني "مهول" ونسخة مكررة عما حدث له سنة 1948، ولكن بأسلحة متطورة وأمام أنظار العالم هذه المرة. وحذر البلدان العربية، من أن الكيان الصهيوني لم يترك وسيحاربها جميعها "إذا لم نستطع مغادرة مربع الاختلافات ومواجهة خطط الشر والمؤامرات التي تحاك ضدنا". من جانبه، قال النائب الأول للمجلس الوطني الفلسطيني، موسى حديد، إن الشعب الفلسطيني يتعرض لإبادة جماعية، داعيا إلى اتخاذ إجراءات في اتجاه عزل الكيان الصهيوني وفرض حصار عليه لإجباره على وقف الحرب. الوكيل الأول لرئيس مجلس النواب لجمهورية مصر، أحمد سعد، أكد هو الآخر أن ما يعيشه الشعب الفلسطيني يعد "إحدى أفجع المآسي البشرية التي تشهدها الإنسانية". واعتبر أن الفلسطينيين يتعرضون "لجريمة شنعاء وتهجير قسري خارج أرضه".