أكد البروفسور مراد كواشي أن الجزائر البلد الطاقوي الغني والرائد في تموين دول القارة الأوروبية، ويثبت – في كل مرّة - أنه يسير نحو تعزيز احتياطاته، ويؤكد بأنه صمام أمان في سلاسل التوريد الآمنة من الطاقة في سوق الطاقة العالمية، وتموين سلس لجيرانه في القارة الأوروبية، ولم يخف أن توجيهات رئيس الجمهورية كانت الفاصلة ومثلت دعما كبيرا لتبني توجه توسيع وتثمين الاحتياطي للرفع من الإنتاج الوطني للغاز والنفط. في خضم التطوّر الباهر المحقّق على صعيد توسيع الاحتياطي والإنتاج الطاقوي الجزائري، يعتقد البروفسور مراد كواشي الخبير الاقتصادي والمهتم بشؤون الطاقة، أن اكتشافات المحروقات الثمانية الأخيرة المهمة والمحققة في مواقع جديدة منذ بداية السنة الجارية، يعد تتويجا للإستراتجية الجزائرية الجديدة الهادفة إلى تطوير قطاع الطاقة، مشيرا إلى أن مجمع سوناطراك، رصد ميزانية ضخمة تناهز 50 مليار دولار للفترة الممتدة من 2024 إلى غاية 2028، من أجل زيادة عمليات الاستكشاف والبحث والتنقيب، إلى جانب الرفع من سقف إنتاج النفط والغاز. أداء احترافي وسُمعة عالمية الإستراتجية الجزائرية كلّلت بتحقيق اكتشافات طاقوية مهمة في مناطق غير تقليدية، يقول الخبير كواشي، وهي اكتشافات تأتي كاستمرارية لمختلف ما تم تحقيقه خلال السنوات الماضية، ففي السنة الفارطة – يواصل كواشي - تم تحقيق 15 اكتشافا طاقويا جديدا، علما أن الجزائر احتلت خلال السنتين الماضيتين المرتبة الأولى عالميا في الاكتشافات الطاقوية، وهذه المكاسب ستزيد من أهمية ومكانة الجزائر الطاقوية من جهة، وتمنح للجزائر ثقة أكبر خاصة لدى زبائنها الأوروبيين ومن جهة أخرى، على اعتبار أن الجزائر شريك موثوق ومورد آمن لمختلف زبائنها الأوروبيين على وجه الخصوص. وحول الدور المعوّل أن تلعبه شركة سونطراك، نظير سمعة عالمية افتكتها بأدائها الاحترافي على صعيد الاستكشاف وتعميق الاستثمارات، قال كواشي إن العملاق الطاقوي الجزائري سونطراك، أضحى الشركة الأولى في إفريقيا، إلى جانب ذلك، يحتل اليوم المرتبة 12 عالميا ضمن كبريات شركات الطاقة في العالم، وفي كل ذلك افتك سمعة جيدة وصار يبحث عن أسواق جديدة. العمود الفقري للاقتصاد الوطني ومن بين ما يتحقق على صعيد تنويع وتوسيع قائمة الزبائن، ذكر الخبير كواشي أنه منذ يومين تم عقد اتفاقية مع شركة سلوفينية بهدف زيادة كميات الغاز الطبيعي المورد إلى هذه الدولة الأوروبية، وهذا من خلال استخدام أنبوب الغاز الرابط بين الجزائر وإيطاليا، بالإضافة إلى اتفاقين آخرين من أجل توريد الغاز لكل من دولتي كرواتيا والمجر. وبالموازاة مع ذلك، أوضح كواشي، أن العملاق الجزائري يتجه إلى الشرق، ويسعى من خلال هذا التوجه إلى تنويع محفظة زبائنه وشركائه، في وقت يكتسي هذا التنويع أهمية قصوى من الناحية الإستراتجية، على اعتبار أنه سيزيد من القوة التفاوضية لعملاق الطاقة الجزائري، وهذا ما يؤكد حقيقة راسخة تتمثل في أن سوناطراك صارت من أكبر وأهم شركات الطاقة في العالم، ولديها سمعة عالية، إضافة إلى أنها ترتبط بشراكات مهمة مع شركات عملاقة إيطالية وأمريكية وفرنسية وبريطانية، كما يتوقع أن يكون لسوناطراك دور كبير سواء على المستوى الخارجي أو في الاقتصاد الوطني، باعتبارها شركة مواطنة تشكل العمود الفقري للاقتصاد الجزائري. كل الخطط والتفاصيل سطرت ودرست وضبطت، وهذا ما يعكس ثبات المستقبل الواعد والمزدهر لإنتاج الغاز في الجزائر، علما أن رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، كان قد طالب سوناطراك بزيادة إنتاجها إلى حوالي 200 مليار متر مكعب سنويا، بهدف تغطية الطلب المحلي والخارجي، وفي وقت سابق، طالبها بتصدير 100مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي على الأقل، وسجّل أن الجزائر تحتل حاليا، المرتبة الثانية كأكبر مورد للاتحاد الأوروبي من الغاز عبر الأنابيب، وهذا بعد النرويج، بينما في شهر فيفري الماضي صارت أكبر مصدر للغاز المسال في إفريقيا، ويعتقد كواشي أن جميع الأرقام المسجلة صارت في صالح الجزائر، لأنها أصبحت تعتمد على مقاربتين في تصدير الغاز، وبالإضافة إلى المقاربة والطريقة القديمة بتوريد الغاز عبر الأنابيب، فقد طوّرت الجزائر عملية تصديره كثيرا. وبفضل ما باتت تحققه سونطراك من اكتشافات ضخمة بإمكاناتها الخاصة، فإن هذا يؤكد مدى انفتاحها على التكنولوجيا المتطوّرة ويعكس احترافية إطاراتها، ومن الطبيعي، أن تبحث الجزائر عن أسواق جديدة بالإضافة إلى الأسواق التقليدية المتمثلة في دول غرب أوروبا، وتتجه نحو زبائن من دول أوروبا الشرقية، من خلال إبرام عقود تربطها مع كل من كرواتيا وسلوفينيا والمجر، وهذا بهدف تنويع زبائنها في قطاع الغاز، ويدّل ذلك على أن الجزائر يوما بعد يوم تثبت بأنها ورقة طاقوية هامة بمنطقة البحر المتوسط.