دخلت حرب غزة يومها ال246 على وقع قصف صهيوني متصاعد في مختلف أنحاء القطاع، وخاصة مناطق الوسط والجنوب، مخلفًا شهداء وجرحى بما في ذلك رئيس بلدية النصيرات إياد المغاري، الذي قال المكتب الإعلامي الحكومي إنه تعرض لعملية اغتيال بعد قصفه بشكل مباشر بهدف خلق حالة من الفوضى والفلتان ومضاعفة الأزمة الإنسانية وعرقلة تقديم الخدمات البلدية للمواطنين والنازحين. ميدانياً، تواصل المقاومة تنفيذ عمليات نوعية ضد قوات الاحتلال مع دخول الحرب شهرها التاسع، إذ أعلنت كتائب القسام تنفيذ عدة عمليات، بما في ذلك عملية تسلل لمقاتليها خلف خطوط المواجهة خلف السياج الفاصل ومهاجمة مقر قيادة فرقة الاحتلال العاملة في مدينة رفح، فيما أقرّ الاحتلال بمقتل عسكري خلال العملية. مجازر لا تنتهي للشهر التاسع في الاثناء، مازال العدوان الصهيوني الغاشم الذي دخل شهره التاسع مستمرا على قطاع غزة يحصد المزيد من الشهداء ويخلف الكثير من المصابين، حيث أعلن مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، أمس، استقباله 54 شهيدا فلسطينيا وعشرات الإصابات جراء غارات صهيونية استهدفت محافظة وسط قطاع غزة خلال الساعات ال24 الماضية. وقال متحدث المستشفى، خليل الدقران، في تصريح، إن "54 شهيدا وعشرات الإصابات وصلوا المستشفى جراء استمرار العدوان الصهيوني على المحافظة الوسطى". وأضاف الدقران أن "استمرار العدوان العنيف على المحافظة الوسطى يؤثر على قدرة المستشفى في استيعاب حالات جديدة في ظل الأوضاع الصعبة التي يمر بها جراء نقص الوقود والمعدات والمستلزمات الطبية".وحذر من أن توقف المستشفى عن العمل سيتسبب بكارثة حقيقية في القطاع. كما اندلعت حرائق في مناطق متفرقة من مخيم البريج وسط القطاع جراء القصف المدفعي الصهيوني المكثف على المخيم. وأفادت مصادر طبية، باستشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين في قصف استهدف سيارة مدنية في مخيم النصيرات، وسط القطاع. وذكرت المصادر بأن 4 فلسطينيين استشهدوا وأصيب 6 آخرون جراء قصف الطائرات الصهيونية منزلا لعائلة الرفاتي في مخيم المغازي (وسط). كما استشهد فلسطيني آخر وأصيب آخرون في قصف استهدف تجمعاً للمدنيين في منطقة الزوايدة المكتظة بالنازحين (وسط)، فيما استشهد فلسطيني وأصيب عدد آخر في إطلاق نار وقذائف من الدبابات الصهيونية على مناطق غربي مدينة رفح، بحسب شهود عيان. وفي السياق، أفادت مصادر طبية في المستشفى المعمداني بمدينة غزة، بأن فلسطينيين اثنين استشهدا وأصيب 6 آخرون في قصف لمنزل عائلة الأشرم قرب مسجد السلام في حي الصبرة جنوبي المدينة. وارتقى الخميس عدد من الشهداء في قصف مدرسة تؤوي نازحين بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ليرتفع عدد الشهداء إلى "أكثر من 200 خلال الأيام ال 5 الماضية بفعل القصف المكثّف ومحاولات التوغل الصهيوني"، وفق ما نقله مراسلون. وأسفرت الغارة الصهيونية عن استشهاد ما لا يقل عن 30 شخصا، بينهم 23 امرأة وطفلا، وفقا لمسؤولي الصحة المحليين. وقد زعم الاحتلال كعادته بأنه استهدف المدرسة لوجود مقاومين بها. حماس تدرس المقترح الأمريكي سياسيا، قال المتحدث باسم الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، إن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أفادت بأنها لا تزال تدرس المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. من جهته، أبلغ زعيم حماس في غزة يحيى السنوار الوسطاء العرب، أنه لن يقبل اتفاقا مع الكيان الصهيوني إلا بوقف دائم لإطلاق النار، كما شدّد على أن الحركة "لن تلقي السلاح ولن توّقع على أي مقترح يتضمن ذلك". ويعد هذا أول رد من السنوار على الاقتراح الذي قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن والذي يكتنفه الكثير من الغموض. سلاح التجويع وفي سياق متصل، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش "إنها وثقت استخدام الاحتلال التجويع سلاحا في الحرب على غزة. وقالت مديرة المنظمة في بريطانيا ياسمين أحمد إن سلطات الاحتلال تنفذ عقابا جماعيا ضد المدنيين في غزة، وأضافت: "وثقنا في هيومن رايتس ووتش أدلة تثبت أن الاحتلال يستخدم التجويع سلاحا، وأكرر الاحتلال يستخدم تجويع السكان المدنيين سلاحا في الحرب". وأضافت "الأدلة واضحة للغاية، فهم يمنعون دخول المساعدات، كما أن مسؤولين صهاينة قالوا مرارا وتكرارا إنهم لن يسمحوا بدخول الطعام إلى غزة حتى ينتصروا على حماس. إنهم يقومون بعقاب جماعي لكل المجتمع الفلسطيني". وتمّ رصد حالات لسوء التغذية الحاد بين الأطفال في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة. كما أكد المكتب الإعلامي الحكومي ومنظمة الأممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) أن سوء التغذية يهدّد حياة أكثر من 3500 طفل في القطاع، وتقول وزارة الصحّة إن النقص الحاد في التغذية أدى إلى وفاة عشرات الفلسطينيين.