يؤكد الواقع أن الذين لا يعملون شيئا هم الذين لا يخطئون ولا يقعون في الزلات، والمؤكد أن الكمال لله وحده وليس لأحد من البشر، فقد يهفو الذكي هفوات لا يقع فيها أغبى الناس، وقديما قالت العرب لكل جواد كبوة ولكل عالم هفوة. لا يسمح هذا الحيز بالحديث عن الجوانب السلبية في التعامل مع الآخرين ولكن من المفيد تقديم الحقائق التالية: 1) لا يمكن خوض الحياة الاجتماعية من غير تعرض لصراع أو اصطدام وخلاف مع الآخرين، لأن الحياة تنطوي بطبيعتها الاجتماعية على تناقضات في الآراء والمبادىء والاتجاهات والمصالح الفردية والأهواء والرغبات. والمؤسف أن البعض يجد رغبة في الانسياق وراء المشاحنات والخصومات والضغائن والاحقاد، والمؤسف أن التقديرات الخاطئة والشتائم المهينة والكلام الجارح كلها أمور خارجة عن إرادتنا، ولكن معارضتها وأسلوب مقاومتها وطريقة معالجتها أشياء تتعلق بنا، ومن الحكمة أن نسمح لأي كان أن يجرنا الى التضحية بالطاقة النفسية في البحث عن القيام بمشاحنات لا طعم لها، وبالتالي فإن حالات البغض والحقد والكراهية والبحث عن طريقة للانتقام تؤدي الى إشاعة الفوضى داخل النفس وتقتل حيوية الفكر البناء، والخصوم يرضيهم أن نفعل بأنفسنا ما لا يقو الغير على فعله. 2) يقول أحد المفكرين: عن قولي تتفاعل فيما بينها خيرا بخير وشرا بشر ونحن نرسل من أنفسنا إشعاعات ذات نفوذ ذهني يجعل الافكار العدوانية تنعكس على أذهان من تعاديهم، فتتكون في نفوسهم أفكار عدوانية مضادة لنا مشابهة لافكارنا عنهم، يعتبر القضاء عاملا غير متطور يربط الناس بعضهم ببعض وهذا هو المعنى الذي يدفعنا الى القول أن جميع اشكال الحياة متعاونة متواصلة ومتصلة. 3) يضيف نفس المفكر بقوله أن الحقد والكراهية قوة مخربة، والإنسان الطبيعي هو الذي يريد الخير للجميع، وهذه الرغبة تقوي صاحبها البعض يكبر عند الاشخاص في حالة غير طبيعية وارادة الخير تكبر عند الاشخاص في حالة طبيعية وتجذب كل من فتك بهم والفائدة التي يجنيها الناس من إرادة الخير ينبغي عليهم تجنب البغض والحقد والكراهية.