قال جيش مالي أمس، إنه سيطر على قرية انيفيس بعد اشتباكات عنيفة مع الانفصاليين الطوارق الذين ينتمون للحركة الوطنية لتحرير ازواد ويتجه الى بلدة كيدال القريبة. وهذه هي أول اشتباكات بين الحركة وجيش مالي منذ الحرب التي أعلنتها فرنسا في جانفي وأنهت هيمنة الارهابيين على مدى عشرة أشهر على شمال مالي، لكنها لم تنه سيطرة الطوارق على كيدال. واتهمت حكومة مالي المؤقتة الحركة بممارسة العنف ضد الماليين غير الطوارق، وتعهد الجيش باستعادة كيدال قبل الانتخابات العامة المقرر اجراؤها في أواخر جويلية. وقال الكولونيل سليمان مايجا المتحدث باسم الجيش أن القوات المالية سيطرت على انيفيس، صباح امس، بعد اشتباكات عنيفة بدأت في وقت مبكر. وقال موسى اج اتشاراتوماني المتحدث باسم الحركة المقيم في باريس في بيان، إن هناك اشتباكات بين قوات جيش مالي ومقاتلي الحركة الوطنية لتحرير ازواد في انيفيس لكنه لم يذكر تفاصيل. وكان وزير الاتصال، الناطق باسم الحكومة في مالي، قد صرح، الاثنين، بأن الجيش المالي سيكون في كيدال في أقرب الآجال، مهما كلفه ذلك من ثمن. وجاء هذا التصريح في أعقاب إعلان الكتل السياسية الرئيسية في البلاد عن سلسلة مبادرات تهدف إلى حث الحكومة على الشروع في تسوية الوضع في مدينة كيدال. ورفضت الحركة دعوات باماكو لإلقاء السلاح قائلة، إنها ستقاوم أي محاولة لاستعادة ما تعتبره معقلها. وكانت قالت إنها مستعدة للتفاوض مع الحكومة إذا تم الاعتراف بحق شمال مالي في تقرير المصير. ولم تستهدف الحملة العسكرية الفرنسية الحركة الوطنية لتحرير ازواد التي استطاعت استعادة السيطرة على بعض المناطق منها كيدال. لكن هذا وتر العلاقات بين فرنسا والحكومة الانتقالية في العاصمة باماكو. وانتفضت الحركة أوائل العام الماضي ودعت الى إقامة وطن للطوارق في شمال مالي. ووحدت صفوفها مع مقاتلين مرتبطين بتنظيم القاعدة لكن الإرهابيين الأفضل تسليحا فرضوا سيطرتهم على الشمال. هذا وقد قررت حكومة مالي تمديد العمل؛ حتى 5 جويلية المقبل، بحالة الطوارئ التي تم إرساؤها مع اندلاع الحرب وبداية العملية العسكرية الفرنسية في 11 جانفي الماضي. وعلل بيان رسمي هذا الإجراء باستمرار جيوب اللاأمن، وبما قال إنه تهديدات بالنسبة للأمن العام وعودة السلم الاجتماعي بشكل نهائي. وتعتبر هذه المرة الثالثة التي يتم فيها تمديد فترة حالة الطوارئ في مالي، على أن ترفع عشية انطلاق الحملة الانتخابية الخاصة بالاقتراع الرئاسي. ومن ناحية ثانية، وصل الهولندي بيرت كويندرس، رئيس بعثة الأممالمتحدة في كوت ديفوار سابقا، أمس الأول، إلى العاصمة المالية باماكو، من أجل تسلم مهامه الجديدة قائدا للمهمة المندمجة للأمم المتحدة من أجل استقرار مالي (مينوسكو). وسيتولى كويندرس (55 عاما)، قيادة قوة دولية قوامها 12,600 من عناصر القبعات الزرقاء سيحلون محل القوة الإفريقية (ميسما) اعتبارا من فاتح جويلية المقبل. وقد تم تعيين بيرت كويندرس يوم 17 ماي المنصرم قائدا للقوة الأممية في مالي (مينوسما) من طرف الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون. وعلى صعيد آخر، أكد رئيس جمعية فرنسا-الجزائر السيد بيير شوفانمون بالجزائر العاصمة، أن حل النزاع المالي يفرض احترام السلامة الترابية لهذا البلد وتنظيم انتخابات رئاسية تعكس إرادة الشعب. وأضاف أن الانتخابات الرئاسية في مالي ستشمل كل مناطق البلد وهي في صالح مالي و المنطقة كافة، مشيرا إلى أنه يجب أن ترافق هذه الانتخابات جهود الحفاظ على السلم و الأمن في البلد. وفي هذا الصدد، أبرز شوفانمون ضرورة عزل الجماعات الإرهابية ولذا سيتم نشر بعثة أممية في شهر جويلية في مالي بعد انسحاب القوات الفرنسية التي ستبقي فقط على 1,000 جندي لضمان أمن القبعات الزرقاء. وبخصوص التنمية في منطقة الساحل، أكد رئيس جمعية فرنسا-الجزائر، أنه لا يمكن تكريس التنمية المستدامة دون توفر الأمن.