ليلة غير عادية تلك التي عاشها حي باب الوادي بالعاصمة ما بين السادس والسابع من شهر أوت الجاري، في سهرة رمضانية ستبقى راسخة في أذهان كل الذين تنقلوا إلى ساحة الكيتاني لحضور اللوحات الرائعة التي صنعها أنصار مولودية الجزائر إحتفالا بعيد الميلاد الثاني والتسعين لتأسيس عميد الأندية الجزائرية. 92 سنة تمر على تأسيس فريق مولودية الجزائر، الذي يفتخر أنصاره كونه أول فريق خرج من رحم الجزائر المستعمرة لمقاومة المستعمر الفرنسي الغاشم عن طريق تكوين فريق مكون من الجزائريين المسلمين، في 07 أوت 1921، ولأن المولودية الشعبية الجزائرية تملك أكبر قاعدة جماهيرية في الجزائر وفي شمال إفريقيا، ولأن المناسبة غير عادية لفريق غير عادي فقد رفض الأنصار أن يمروا عليها مرور الكرام. إلتراسات المولودية فضلت الإحتفال بعيد ميلاد تأسيس فريقهم ال92 رفقة «الشناوة» بطريقتهم الخاصة، حيث بدأت التحضير للإحتفالية منذ أكثر من 15 يوما، ونشر الخبر وسط الأنصار على صفحات موقع التواصل الإجتماعي الفايسبوك لعشاق اللونين الأحمر والأخضر، حيث أطلقوا حملة واسعة بغرض جمع أكبر عدد من الأنصار في الساعة الصفر من السابع أوت في ساحة الكيتاني، لإحياء الذكرى وسط أجواء بهيجة سيفتخر بها الشناوة مطولا أمام جيرانهم. الذكرى 92 لتأسيس أول فريق جزائري مسلم في الحقبة الإستعمارية والذي تزامن مع المولد النبوي الشريف وقتها، صادف هذه المرة شهر رمضان المعظم، أين قرر الأنصار الإحتفال به وسط أجواء تليق بسمعة، عراقة وشعبية النادي التي تعدت حدود الجزائر، وبعد الإفطار مباشرة بدأت قوافل أنصار العميد تصل إلى ساحة الكيتاني من كل حذب وصوب حتى ظن البعض أن مباراة ودية مبرمجة في ملعب «عمر حمادي» ببولوغين، وهو ما أثار إنتباه الفضوليين الذين إصطفوا في الساحة لمحاولة معرفة ما الذي يجري تحديدا في الميناء. آلاف الأنصار الذين تنقلوا لساحة الكيتاني والتي أصبحت منبرهم في السنوات الأخيرة من أجل التعبير عن آرائهم، مثل ما كان عليه الأمر في الصائفة الماضية بعد إعتصام آلاف الأنصار مطالبين بتنحية رئيس فرع كرة القدم السابق «عمر غريب»، كانت هذه المرة موعدا لمحبي الفريق رفقة الأطفال والعائلات الذين تنقلوا بكثرة لساحة الكيتاني ومنهم من فضل النزول للشاطيء، كما أن البعض أراد الإستمتاع بروعة المشهد من أعالي الشرفات والسطوح المقابلة لميناء الكيتاني، وحتى بأعالي السيدة الإفريقية التي كانت ممتلئة عن آخرها، كل ذلك لمشاهدة ما يسمى في لغة الإلتراس ب(الكراكاج)، والذي يعني إشعال الشماريخ في توقيت واحد. وفي تمام الساعة الصفر أعطيت الإشارة من أجل إشعال الشماريخ والألعاب النارية، وتفاجأ الجميع لكثرتها حيث تحدث المسؤولون عن التنظيم بإشعال أكثر من 6000 وحدة مرة واحدة، وهو ما جعل الجميع يقف منبهرا للمشهد، حيث تغنى الأنصار مطولا بروح الفريق، وطالبوا اللاعبين بحصد الألقاب وفقط، بعدها توجه الجميع في مسيرة كبيرة عبر شوارع باب الوادي معبرين عن فرحتهم العارمة بتحقيق أكبر «كراكاج» في الجزائر المستقلة، وهو ما زادهم فخرا على فخر بما قاموا به تعبيرا عن فرحتهم بعيد ميلاد فريقهم، متحدين كل الفرق الجزائرية بالقيام بالمثل مستقبلا وصنع البهجة والفرجة مثلهم.