ارتدت آمال ثيابا جميلة في يوم العيد، ولشدة فرحتها لم تشأ أن تستلقي على سريرها رغم أنها كانت تشعر بالألم في كل أعضائها وبقيت تتنقل على الكرسي المتحرك لكي تقاسم أجواء الفرحة مع باقي الأطفال المتواجدين في أكبر غرفة بالمصلحة، أين كانت الحركة تدب مع قدوم الزوار بين الفينة والأخرى، دعتنا لغرفتها وهنالك طلبت منا أن نأخذ لها صورة العيد حينها قدمت تهانيها لكل المرضى ولكل أفراد عائلتها ولأختها المرافقة لها والتي تسهر على رعايتها في المستشفى والتي بدورها قدمت هي الأخرى شكرها للأطباء وتمنت عيدا سعيدا للجميع مع الشفاء لأختها ولكل المرضى. مارية من بسكرة .. سعيدة بالعيد مع تماثلها للشفاء بعد إجراء العملية كانت تبدو يوم العيد كالملكة في ثوبها الأنيق والفرحة بادية على وجهها، حيث أجري لها مؤخرا عملية جراحية على مستوى الرقبة وذلك عقب حادث سقوطها من على السلم حيث أصبحت غير قادرة على المشي نتيجة ذلك، أما اليوم فهي بعد إجراء هذه العملية تتماثل للشفاء. كما تتمنى مارية عيدا سعيدا للمرضى ولأهلها ببسكرة. وتقول أنها ستغادر قريبا المستشفى بعد تماثلها للشفاء. إكرام ثماني سنوات من بوزريعة تقول للجميع.. «صح عيدكم» كانت متفتحة كالزهرة، لم تتوقف ابتسامتها هي الأخرى وتقول أختها أنها مصابة بالتهاب كبدي وهي تحت العلاج. تمنت أختها عودتها الى البيت مجددا وفي صحة وعافية، داعية بالشفاء العاجل لكل المرضى. ضحكات إكرام المتتالية عبّقت القاعة بالبهجة والفرح، كما طغت على محادثتنا معها وكانت بالكاد تقول صح عيدكم للجميع. سارة أربعة عشرة سنة.. إذا شفيت سأسس جمعية لمساعدة المرضى سارة كانت ممتدة في فراشها مثل الأميرة، كانت حزينة لأن شخصا أهداها هدية وتراجع، فسحبها منها لأن الهدية ربما باهظة الثمن، فهي في الحقيقة لا توازي فرحة هذه الفتاة، لكن عند حديثنا معها حاولنا إدخال البهجة في قلبها. فأخبرتنا بعد أن انقشع ضباب الحزن نوعا ما عن وجهها، أكدت لنا بنفسها، أنها تملك كل المعلومات التي تخص عمليتها بالخارج وأعطتنا إياها بكل دقة، فهي كانت تذكر لنا كل الأرقام التي تخص المبالغ المالية التي تتمنى أن يتبرع لها بها المحسنون لكي تعطى لها مجددا فرصة العيش مثلها مثل باقي مثيلاتها من الفتيات في عمرها حيث تمنت أن تؤسس جمعية لمساعدة المرضى عند شفائها وهنأت أهلها بالعيد والأطفال مثلها أيضا.