بشجاعة الأبطال اعتنقت الشهيدة وريدة لوصيف النضال الثوري باكرا، وآمنت أن قضية وطنها لن تحل إلا بكفاح الشعب الجزائري ومواجهة العدو بيد واحدة، وبإرادة فولاذية ونفسية لا تعرف الخوف، رفضت الاستعمار بأعلى صوتها وبشجاعتها واجهته بشتى الطرق. جندية تحمل السلاح، ومحفزة تشحذ همم النسوة بضرورة تحرير الجزائر من مخالب الغاصب الذي أقصى شعب وشرّده من أرضه وممتلكاته وحقه في الحياة الكريمة.الجو الثوري المشحون وسط الأسرة عجّل بانضمامها لصفوف جيش التحرير، ولم تدخر جهدا في نصرة الوطن. رغم أن الإعلام لم يسلط عليها الضوء ولم نعثر على المعلومات التي تعطيها حقها عرفانا لمسارها النضالي البطولي، إلا أن صوت وكفاح وريدة لوصيف، رغم التناسي مازالت آثاره خالدة في الذاكرة الثورية الوطنية. إنها ابنة قالمة من مواليد 24 فيفري 1940، ورغم أنها تنحدر من أسرة متوسطة الحال، إلا أنها تنعم بالوعي الوطني الكبير، جو العائلة شحنها منذ نعومة أظافرها، فوالدها السعيد كان بسقف عالي من الوطنية لا يدخر الغالي والنفيس من أجل أرضه ووطنه، ولا تقل والدتها شنتوف هنية عن ذات الإصرار . منذ أن أدركت أن الجزائر ترضخ تحت نير الاستعمار لم تتقبل ذلك لحظة واحدة وفي كل مرة كانت مستعدة للتضحية بنفسها، ذلك الحماس الكبير والإيمان العميق بافتكاك الحرية بالقوة عجل بالتحاقها بصفوف جيش التحرير الوطني بتاريخ 6 نوفمبر 1958 بالشمال القسنطيني، وكافحت بالولاية التاريخية الثانية. مسار وريدة لوصيف النضالي زاخر بالبطولات، وبحيويتها الكبيرة كانت ذخرا للثورة لا تبخل بجهدها ومعرفتها، وكثيرا ما كانت تلقي خطبها الحماسية ذات البعد الوطني التحرري على رفيقاتها المجاهدات أو وسط النسوة في القرى والمداشر، وصوتها لم ينقطع عن تجريم فرنسا الاستعمارية إلا بعد استشهادها يوم 31 جويلية 1959. يذكر أن المسار البطولي ل«وريدة لوصيف» يتطلب تنظيم وقفات عرفان، وإحياء ذكرى استشهادها حتى نوفيها حقها في الذاكرة الثورية، لأنها ملك لجميع الذين صنعوا مجد الجزائر ورسموا معالم الحرية والاستقلال.