شارك مسرح قسنطينة الجهوي، بداية من سبعينيات القرن الماضي في إثراء الثقافة المسرحية الجزائرية من خلال العديد من الأعمال الإبداعية التي لاقت إعجابا كبيرا لدى الفئات العريضة لعشاق الفن الرابع. وإذا كان المسرح الجهوي لمدينة قسنطينة قد احتفل مؤخرا بالذكرى ال 30 بعد المائة من تأسيسه (1883)، حيث بقي شامخا وسط هذه المدينة، التي تعتبر بلا منازع مدينة العلم والثقافة، فإنّ إدارة المسرح الحالية تعمل من خلال البرنامج المسطر على التحضير لانطلاقة مسرحية نوعية جديدة واعدة، يساهم فيها مسرح قسنطينة في إعادة ترسيخ الثقافة المسرحية لدى الأجيال. ورشات تكوينية لموسم واعد تحضيرا لانطلاقة جديدة وواعدة، سطّر مسرح قسنطينة الجهوي برنامجا بفتح ورشات تكوين تطال كل التخصصات التي لها علاقة بالمسرح، ضمن سياسة اكتشاف وتطوير القدرات الإبداعية في مجال المسرح، ولدى المواهب الجديدة من الشباب وصقلها وتنميتها وتوجيهها وتغذيتها بالثقافة المسرحية، ومن ثمة تشبيب المسرح الجهوي بأسماء جديدة تأخذ المشعل عن الجيل السابق، والذي سيحال الكثير من اعضائه على التقاعد. وقد شكّلت إدارة المسرح منذ أربعة أشهر تقريبا، ثماني ورشات لموسم 2013 2014، وهي: "ورشة الممثل والتعبير الجسدي"، "الإخراج المسرحي والسينوغرافيا"، "النقد المسرحي"، "العرائس"، "ورشة إقامة الكتابة المسرحية"، "الرقص التراثي والكوريغرافيا والاستعراض"، "التكوين التقني"، وأخيرا "ورشة التنشيط الفني والثقافي". وكان السيد محمد زتيلي، مدير مسرح قسنطينة الجهوي قد ذكر في ندوة صحفية منذ أسبوعين نظّمت بمناسبة انطلاق ورشة "العرائس" كتخصص ثان ضمن الورشات سابقة الذكر، أنّ الرؤية الحالية لإدارة المسرح هي فتح الأبواب للتعاونيات والجمعيات والشباب، بصفة عامة للانخراط في تحديث المسرح، وهذا بما يحمله هذا الجيل من إبداع وتجارب شخصية. وأضاف زتيلي أنّ الوقت قد حان ليمد المسرح "الجسور" بينه وبين الشباب حتى يمكن هؤلاء من الانطلاق في هذا الفضاء الرحب، من خلال هذه الورشات التكوينية، والتي تمدّهم دون شك بتجارب عن طريق احتكاكهم بالمختصين الذين سبقوهم في الميدان. نشرية "أخبار المسرح" مرآة إعلامية جديدة من بين البرامج المسطّرة لهذا الصرح الثقافي، وقسنطينة على أبواب احتضان تظاهرتها الثقافية كعاصمة للثقافة العربية سنة 2015، أصدر مسرح قسنطينة أول نشرية إخبارية له، أطلق عليها اسم "أخبار مسرح قسنطينة" صدر العدد الأول منها لشهر نوفمبر في ثماني صفحات، وسيرتفع في شهر ديسمبر القادم إلى 12 صفحة، وهي النشرية التي جاءت حسب افتتاحية السيد محمد زتيلي لبعث التواصل مع الإعلام والجمهور لمعرفة نشاط المسرح كمؤسسة ثقافية ذات خصوصية وحضور كبير ومتميز في المشهد الثقافي والإبداعي، والتي ترتكز على معارف وفنون متلاحمة تصنع الحدث باستمرار وتساهم في رفع الجمال والذوق العام. بهو المسرح فضاء للفن والإبداع من بين عمليات التحديث التي أرادت إدارة المسرح الجهوي تجسيدها على أرض الواقع لتقريب المسرح من الجمهور، فتح فضاء بهو المسرح للإبداع والمبدعين كمعارض الفنون التشكيلية، والتي لها صلة وثيقة بالفنون المسرحية، حيث يكون هذا الرواق فرصة للمبدعين لعرض أعمالهم، والتي لا تقل أهمية عن الغرض الأصلي لهذا الصرح الثقافي الهام، وأول من حظي بشرف إقامة أول معرض الفنان التشكيلي فريد مرابط، وهو المعرض الذي يستمر حتى ال 27 من نوفمبر الحالي، كما يكون هذا البهو فرصة للمبدعين لعرض أعمالهم على الجمهور المتعطش للثقافة والفنون. مسرحيتان في تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية في إطار التحضيرات لانطلاق تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015، تعمل حاليا اللجنة الوطنية لقراءة النصوص المسرحية أو الأدبية المقترحة على دائرة المسرح، على اختيار نصين مسرحيين يشارك بهما مسرح قسنطينة الجهوي في التظاهرة سالفة الذكر، تكون المسرحية الأولى في حفل الافتتاح والثانية في اختتام التظاهرة، حيث ينتظر أن يكشف في الأيام القادمة عن هذه الأعمال التي ينطلق التحضير لها على ركح المسرح. ويجب التذكير، بأنّ مسرح قسنطينة الجهوي سيعرض في الأيام القليلة القادمة أول عمل مسرحي جديد، تحت عنوان "سمفونية من تراب"، وهي مسرحية من اقتباس محمد الطيب دهيمي، عن نص "مأساة شي غيفارا" للكاتب الفلسطيني الكبير "معين بسيسو".