جاء شهر نوفمبر وجاءت معه تباشير الانتصارات والإنجازات، فقبل أيام قليلة من تأهل المنتخب الوطني لكأس العالم 2014 التي ستقام بالبرازيل، تمكن المخترع الجزائري محمد دومير من الفوز بلقب برنامج «نجوم العلوم» في موسمه الخامس الذي تبثه قناة خليجية. وفاز البيطري دومير عن اختراعه الذي يشخّص إصابات الحيوان وأوجاعه أثناء سيره متفوقا على منافسيه طيلة مراحل البرنامج، واحتل الصدارة في مرحلة الهندسة والتصميم، ووصل إلى البرايم الأخير بفضل ابتكاره لجهاز «أحذية تشخيصية للهجن»، متخصص في اكتشاف حالات العرج والإصابات الحركية لدى الحيوان، وبالأخص لدى الإبل المستعملة في السباقات السريعة، وذلك عبر استخدام أجهزة استشعار متخصصة. ويعتمد هذا الجهاز الأول من نوعه في العالم على تقنية اتصال لاسلكية لإرسال البيانات إلى جهاز الكومبيوتر، ويقوم بتحليلها بطريقة سريعة ودقيقة، كما يقوم هذا الابتكار بدمج أجهزة قياس التسارع، وأجهزة استشعار الضغط، وأجهزة إرسال الاتصالات اللاسلكية، ضمن أربعة قطع مختلفة على شكل أحذية، يمكن تثبيتها في القوائم الأربع للإبل أو الخيول. ويقدم بذلك محمد دومير هذا الابتكار الجديد الذي أطلق عليه اسم «الدكتور دومير»، حلا نهائيا للمشاكل التي تواجه الكثير من المربين والمدربين، وتتعلق بتحديد مكان وطبيعة الإصابات التي تعاني منها الخيول والإبل، وخاصة منها التي تشارك في السباقات السريعة بطريقة ناجحة وبأقل تكلفة. وأظهر محمد دومير ابن منطقة نقرين بولاية تبسة إمكانيات كبيرة في تقديم ابتكاره والتواصل مع لجنة تحكيم الطبعة الخامسة لبرنامج «نجوم العلوم»، المشكلة من كبار الشخصيات العلمية العربية والأجنبية، مثل الدكتورة «أليسون فانستون» التي تشغل منصب عميد معهد الفنون في جامعة فرجينيا الأمريكية، والدكتور «جيمس وودهويزن» الذي يعمل أستاذا للتنبؤ العلمي والابتكار في جامعة «دي مونتفورت» بمدينة ليستر في بريطانيا، وتضم اللجنة أيضا عالم الفضاء المصري «فاروق الباز»، الذي يعمل لدى وكالة ناسا، ودكاترة عرب آخرين في عدة اختصاصات. وحظي محمد دومير بتكريم من سفير الجزائر بقطر وتحولت صفحته على الفايس بوك محج المبدعين والمعجبين ومن بين ما كتبه البيطري دومير عبر صفحته متوجها إلى الشباب «هل تعلم أنه من حقك أن تحلم بالتفوق، من حقك أن ترفع اسمك عاليا؟ هل تعلم أنه من حقك الفوز بجائزة نوبل؟ أنت الوحيد الذي تقرر...وعندما تقرر ستجد عوائق ومشاكل كنقص الإمكانيات ويقف ضدك أعداء النجاح ومحدودي الطموح.. لكن بالمبادرة والصبر وبالخطوة الأولى ستصل إلى أبعد مما تتصور، مهما كان اختصاصك، ميولك وهوياتك.. باستطاعتك الإبداع والابتكار ورفع العلم في مختلف المحافل». وقال في تغريدة أخرى «يجب علينا أن نجعل الحياة من حولنا أكثر سعادة بإبداعاتنا وابتكاراتنا، إذ الحياة بلا إبداع جحيم لا يطاق فبالإبداع والابتكار سنصنع مستقبلا زاهرا لكل الإنسانية». وكتب دومير أيضا «كأنك تكهنت بحاضر الجزائر يا مفدي زكريا حين قلت «نوفمبر جل جلالك فينا»، لكن عذرا، أعرف شبابا من عمق الجزائر، وعدوني أن تدوي نجاحاتهم في أقطار الأرض كلها، وفي أيام السنة بكل شهورها، وسيسطرون للجزائر مجدا، مثلما سطر رجال الثورة مجدا». يطمح محمد دومير لتأسيس أكاديمية للابتكار والاختراع بالجزائر لتحفيز الشباب الجزائري ودعم كل مبادرة إبداعية وعلمية.