صلاحيات ومهام للمديريات لتحسين الخدمة اختتمت، أمس، بقصر الأمم، الجلسات الوطنية الكبرى لقطاع النقل، بجملة من التوصيات خرج بها مقرري الورشات المنظمة على هامش الأشغال، ركزت في مجملها على مكامن الاختلالات والنقائص، واقتراح جملة من الحلول التي من شأنها إعطاء دفع جديد للقطاع بمختلف أنماطه ووسائله. وتم التأكيد أيضا خلال التوصيات، على ضرورة إشراك كل المتدخلين في المجال وكل من له علاقة من قريب أو بعيد دون إهمال الجوانب العلمية والقانونية والتنظيمية، بهدف تحقيق التكامل والإندماج المنشود وتقديم الخدمة العمومية، وفقا للمقاييس المعمول بها عالميا وبما يتماشى والخط التنموي الذي تسير به الجزائر من خلال مختلف المشاريع التنموية الكبرى التي تجسد إرادة الدولة في النهوض بالقطاع الذي يعدّ شريان التنمية الاقتصادية. وفي كلمته الختامية، نوّه وزير النقل عمار غول، بالتوصيات التي تم الخروج بها وحرصه على تطبيقها ميدانيا بندا بندا، مشيرا إلى الحاجة إلى التكامل والترافق والتعاون بين كل الفاعلين والشركاء والمتعاملين، مؤكدا أن قطاع النقل مفتوح أمام الجميع لمن يريد تطويره، خاصة وأن البعد الاستراتيجي للجزائر، يحتم أن يلعب النقل دورا فعالا وجديا. وفي هذ الإطار، شدد غول، على الاهتمام بالصيانة لضمان استمرارية الخدمات وإعطاء صلاحيات ومهام ووسائل وموارد بشرية لمديريات النقل الولائية لتستوعب الفضاءات، وكذا إعادة النظر بصفة جذرية في مسألة التكوين والرسكلة والبحث التطبيقي في النقل طبقا للمعايير العلمية المتعارف عليها دوليا. وحسب غول، يتعين اليوم إرتباط كل الفضاءات لتكون بالمستوى للانخراط في الديناميكية التي يحتاجها الوطن، والعمل جاهدين على المستوى المحلي والإقليمي والدولي بما يليق بمكانة الجزائر، في ظل التطور السريع الذي يعرفه العالم الذي لا يعترف بالتقاعس، بل للمسايرين للعصر. من جهة أخرى، دعا المسؤول الأول عن القطاع، الى ترك لغة الخشب والأنا وسياسة الطرشان، و الاعتراف بوجود الكثير من المشاكل التي تفرض التعاون وتضافر الجهود، لاسيما في محاربة البيروقراطية والتقليص منها والوقوف بحزم في وجه ثقافة اللامبالاة . وفي ذات السياق، شدد غول، على أن لا يقتصر النقل على العرض والطلب، بل يجب أن يرفق بنوعية الخدمة والانجاز في إطار معادلة أخرى، وفقا لمخططات مدروسة ومضبوطة، لاسيما بالنسبة للخطوط المشبعة لتجنب إفلاسها ووانتشار الفوضى، منتقدا غياب ثقافة الإتقان.
مسؤولون بالمؤسسة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية ل»الشعب»: عتاد وخطوط جديدة لحل اشكالية النقل بالجزائر ينتظر أن تساهم شبكة السكة الحديدية الوطنية في رفع الغبن عن الطرقات مستقبلا و تقديم خدمات أفضل وذلك بانجاز المشاريع المسطرة لهذه الوسيلة، والاندماج مع مختلف انماط النقل الموجودة لهذه الغاية لمواكبة المشاريع التنموية التي تعرفها الجزائر، حيث يشكل الارتقاء بخدمات النقل ببلادنا تحديا كبيرا بحكم التطورات الاقتصادية والاجتماعية . سعاد بوعبوش في هذا الاطار تطرق سمير قعموري رئيس دائرة الزبائن المسافرين لدى مديرية الزبائن للمؤسسة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية في تصريح ل «الشعب» على هامش الجلسات الكبرى للنقل في يومها الثاني إلى الانجازات المبرمجة لمؤسسة السكة الحديدية . ففيما يخص الخطوط الاستعجالية التي تعد ذات اهمية كبرى أوضح ذات المتحدث ان خط باب الزوار - مطار هواري بومدين و خط بابا علي - زرالدة تمثل أكثر الانجازات السكة الحديدية أهمية بالعاصمة . ومن حيث العتاد فبالإضافة الى العتاد الذي تم اقتناؤه انطلاقا من سنة 2009 المتمثلة في 60 قاطرة ذاتية الدفع كهربائية و 17 قاطرة ما بين الولايات ذاتية الدفع و الذي بموجبه تحصي حاليا المؤسسة 424ابتداء من 424 عربة من بينها 36 تم تأهيلها كليا و تحديثها ، سوف يتم اقتناء عتاد جديد، ستجيب لمتطلبات الحداثة و التهوية و الامن والسلامة و الراحة للمسافر داخل القطار، بالإضافة إلى الحرص على ضمان أحسن الاستقبال وكذا تقديم احسن خدمة عمومية بما في ذلك الرد على الشكاوي ان وجدت . ومن حيث المشاريع أوضح قعموري انه ننتظر ان تتطرق الجلسات الى التكامل والاندماج بين مختلف انماط وسائل النقل لان هذا هو المطلوب من حيث ثلاث نقاط والمتعلقة بالتكامل الوظيفي لاسيما الفضاءات، مشيرا إلى أن خط باب الزوار - مطار هواري بومدين هو احسن مثال لذلك بين الفضاء السككي والجوي ، وكذا من حيث التعريفة ما من شأنه ان يسمح للمسافر ان يتنقل من نمط الى آخر بنفس التذكرة لاسيما بين المترو العربات و الترامواي و القطارات، بالإضافة التكامل من حيث الجودة والتي يجب ان تكون بمقاييس عالمية مقبولة من كل انماط وسائل النقل . تنسيق أمني لتأمين العتاد وتنقل الأشخاص وبخصوص الجانب الامني و التنظيمي قال قعموري انه تم برمجة وضع جهاز يعمل بالتنسيق بين الأجهزة الامنية التابعة لمؤسسة السكة الحديدية و الدرك الوطني لحل مشكل الأمن، بالإضافة إلى التفكير في التنسيق مع باقي القطاعات الوزارية كالتربية و الشؤون الدينية بهدف التوعية و التحسيس بأهمية الحفاظ على عتاد المؤسسة الذي هو ملكهم في الحقيقة و يقدم لهم خدمة عمومية و بالتالي فهو مطالب بالحفاظ على هذه المكاسب لما لها من دور اساسي في تسهيل تنقلاتهم اليومية و ظروفهم المعيشية . والى جانب نقل المسافرين تتكفل الشركة الوطنية للسكك الحديدية بنقل جميع السلع و البضائع على مستوى كل الخطوط الوطنية التي تربط من الحدود الجزائرية الغربية الى الحدود الشرقية ، لاسيما السلع الحساسة والإستراتيجية كالحبوب المحروقات و كذا المواد المنجمية من الناحية الشرقية خاصة الحديد و الفوسفات والبوزولان الذي يدخل في صناعة الاسمنت . وفي هذا السياق أوضح عبد القادر بريقش رئيس قسم بيع و تسويق البضائع بالشركة، أن مشاركتهم في جلسات النقل، بهدف التعرف على السوق الوطنية و حاجياتها في مجال نقل البضائع ، خاصة و ان الشركة لها فرص وامكانيات خاصة و هائلة تؤهلها لان تكون فاعلا رئيسيا في النقل في هذا المجال . وقال بريقش أن إستراتيجية المؤسسة تتمثل في نقل السلع و البضائع بكثافة وبكميات كبيرة في قطار واحد بكل امن وأمان أي ما يعادل بين 40 الى 50 شاحنة ، ما يسمح بربح الوقت و المال و التقليص من اهدار استعمال الطاقة والحفاظ على المحيط الذي يولون له اولوية كبيرة، مشيرا الى ان الدور المهم يكمن في نقل البضائع بكميات كبيرة من الموانئ المربوطة بالسكك الحديدية الى المناطق الصناعية لاسيما المتواجدة منها بالمناطق الداخلية ، وكذا التي يتواجد فيها مصانع لتحويل المادة الاولية ، ومحطات تكرير المواد البترولية والمناجم . ولهذا الغرض اكد ذات المتحدث ان المؤسسة لديها ما لا يقل عن 11510 شاحنة لنقل المواد المعدنية ، الطاقوية ، الحبوب ، ومواد مختلفة و216 قاطرات ديزل و14 قاطرة كهربائية ، بالإضافة إلى 45 آلة للمناورة . السرقات تعيق تطوير نشاط المؤسسة من جهة أخرى اشار بريقش إلى أن الشركة الوطنية للنقل عبر السكك الحديدية يمكنها ان تساهم في فك العزلة عن الكثير من المناطق بالجزائر وتخفيف العبء على الطرقات و الموانئ ، لكن هذه الأهداف تحتاج الى امكانيات كبيرة لاسيما القروض التي تمكننا من اقتناء قاطرات وعربات، والأهم من ذلك تصليح حوالي 6 آلاف عربة أو نصف العتاد الذي هو معطل نظرا لبعض النقائص المسجلة في قطع الغيار، وكذا بسبب بعض السلوكات غير المسؤولة كالسرقة التي طالت عتاد المؤسسة خاصة اعضاء الكبح بسبب غياب حراسة مؤهلة . وفي هذا السياق أكد ذات المتحدث انه تبعا لإجراءات الامن و السلامة يمنع ان تدخل اي عربة في الخدمة من دون هذه الاعضاء ، خاصة و ان هذا النقص في قطع الغيار يحول دون استغلال العتاد بكافة قدراته و الذي لا يتجاوز الربع ، ولهذا يطالبون السلطات العمومية أن تأخذ بعين الاعتبار هذه الانشغالات .