أصدر الفنان القبائلي المتألق «نور كابيلي» الذي سافر بالأغنية القبائلية إلى الخارج، بصوته الرخم وأداءه المتميز، ألبومه الجديد «اريغ اروليو»، الذي رأى النور بعد جهد كبير في إعداد الكلمات والموسيقى، حيث يتواجد حاليا في الأسواق. كل التفاصيل في هذه الدردشة التي أجرتها «الشعب» مع الفنان. الألبوم الغنائي الذي أنتجه «سيني برو» لناصر حاد، جاء بكلمات قبائلية جملية، ويتضمن 7 أغاني هادفة، تحمل رسائل ومعاني مختلفة عن الحب والمرأة. وبخصوص أغنية «ثترا ذق نخضابن»، قال «نور كابيلي» إنها «ديو» رائع مع الفنانة كهينة، وهي أغنية فلكلورية، رسالتها تتضمن وتتناول موضوعا هادفا. كما يتضمن الألبوم أغنيتين عن الغربة، على غرار «اكار مثدوض انروح»، وهي الأغنية المهداة حسب الفنان إلى أخيه الشقيق، ناهيك عن أغنية «اوه الآلة»، وجاءت تكريما للمرأة القبائلية، وكلها أغاني مستقاة من تجاربه الشخصية، ترجمها بكلمات تفيض عذوبة لحنا وإيقاعا، كما أنها تعالج عدة قضايا اجتماعية وتحمل رسائل هادفة كتبها بنفسه، تترجم وتحكي الواقع المعاش قائلا: «أغني ما أعيشه وما أحس به، ولا أحب الكذب على الجمهور بكلمات أو أغاني خيالية»، مضيفا أنه المبدأ الذي رسمه منذ بداية مشواره الفني، حيث انطلق في كتابة الأغاني منذ حوالي 20 سنة، وقال «الغناء القبائلي ليس فلكلورا فقط بل يجب الاهتمام بالكلمات». من جانب آخر هذا الألبوم يضاف إلى الإصدارات الأخرى، للفنان القبائلي «نور كابيلي» بعد أن أنتج الأول الذي حمل عنوان (انفي اذرو)، وغيرها من الألبومات التي وصل عددها ال7، واستطاع من خلالها أن يفرض وجوده في الساحة الفنية، كنجم ساطع في أفق الأغنية الملتزمة، ويصنف ضمن الفنانين البارزين في هذا المجال، شارك بها في عدة مهرجانات دولية، مثل الأغنية القبائلية بالخارج، وكانت أخرها مشاركته في المهرجان العالمي للأغنية القبائلية الذي أقيم بفرنسا، وشارك فيه 30 فنانا. وأكد في هذا الشأن أنه في كل الحفلات التي يشارك فيها يقدم أغاني هادئة تبحر بالجمهور في عالم الحب والرومانسية، بكلمات عذبة ومحترمة وفي نهاية السهرة يقدم أغاني فلكورية لإدخال الفرحة والبهجة في قلوب الجمهور ما يجعله فنانا متميزا. وصرح نور كابيلي، أنه برمج بمناسبة إصدار هذا الألبوم حفلا فنيا ساهرا بفرنسا، وذلك شهر فيفري من السنة المقبلة، أين سيكون على موعد مع الجمهور المتواجد بالغربة، وسيقدم جملة من الأغاني من بينها أغاني الألبوم الجديد، على أن يقوم بعد ذلك بتنظيم جولة عبر المدن الكبرى بفرنسا. وفي رده عن سؤال «الشعب» عن واقع الأغنية القبائلية بالغربة، قال إنها اكتسبت جمهورا عريضا بالخارج، وقد أبرزت مكانتها بدليل تنظيم مهرجان عالمي للأغنية الامازيغية، الذي أقيم مؤخرا بفرنسا، مما ينبئ بمستقبل كبير للأغنية القبائلية بفضل تراثها الأصيل، حيث تسير على نهج صحيح. للإشارة، المشوار الفني للفنان القبائلي «نور كابيلي» انطلق منذ بلوغه ال18 سنة، وكانت بداياته في الغناء بقريته الكائنة، ليتم ظهوره في أول حفل باعكورن بمناسبة 20 أفريل، حيث كانت المحطة الأولى لدخوله عالم الفن، باسمه فني «نور» المأخوذ من (عبد النور) اسمه الحقيقي، ليضيف بعد ذلك كلمة «كابيلي» عند وصوله إلى ديار الغربة، مضيفا أن أول أغنية أداها بقيتارته في بداية مشواره الفني كانت للفنان القبائلي لونيس آيت منقلات. وقد دعا محدثنا في سياق كلامه على وجوب الحفاظ على الأغنية القبائلية الملتزمة، من خلال مواصلة مشوار ومسيرة أعمدة الأغنية القبائلية، على غرار معطوب لوناس وسليمان عازم، وغيرهم من الفنانين الذين يعدون مفخرة منطقة القبائل بكلماتهم العذبة والهادفة وكذا موسيقاها. أما بخصوص مشكل القرصنة الذي أصبح يشتكي منه العديد من الفنانين قال «إني لا أخشى القرصنة، وهي بالنسبة لي لا تشكل أي مشكل فالعديد من الفنانين يسعون للغناء من أجل المال فقط، وينسون الرسالة النبيلة التي يجب إيصالها، والقرصنة سيسمح ببقاء الفنانين المتألقين فقط في الميدان»، مضيفا أن الفنان الحقيقي لا يسقط حتى بعد ظهور هذا المشكل. وعن الجمهور الأجنبي قال «أنا غير مهتم بالغناء لجمهور لا يفهم ما أغنيه، فأنا فنان أحب أن يلقى الصدى من طرف المستمعين، كون جل الأغاني التي أنتجتها تعتمد أكثر على الكلمات المعبرة»، وهذا الأمر يجعل الفنان يبحر بالجمهور بهذه الكلمات الحساسة إلى عالم الرومانسية، ما يحضى بتصفيق من المستمعين في كل مرة بعد سماع الاستخبارات والكلمات. وأشار نور أنه أثناء الغناء للجمهور الأجنبي يلقى الكثير من الاستحسان من طرفهم، نتيجة الموسيقى الهادئة وطابع أغانيه القبائلية المميزة، إلا أنه يفضل الجمهور القبائلي لما له من ميزة خاصة، فلا يمكن الاستغناء عنه، مؤكدا أنه يفضل الغناء ل10 أشخاص يفهمون أغانيه على 100 شخص أجنبي لا يفهم كلماته المؤثرة، قائلا «هناك فرق كبير بين الماء الساخن والماء البارد»، مصرحا أنه حتى وإن حضي بإعجاب الأجانب، لكن هو كمغني لم يصل إلى هدفه الأسمى وهو إيصال رسالته المعبرة والتي تحمل الكثير من المعاني، وأضاف أنه يحتاج إلى تلك النظرة النادرة من الإعجاب من طرف جمهوره لأغانيه الحساسة.