ليست لدي مشكلة مع أي أحد وباب الحوار مفتوح تأسف رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين يوسف شقرة، في حوار مع «الشعب» للحملة التي تطال الاتحاد، من قبل أشخاص مغمورين كما يقول مشيرا إلى أن البيان الصادر عنهم مغالطة كبرى يهدف إلى تثبيط العزائم، كما أن الانتقادات اللاذعة تأتي من مغرضين ضاعت مصالحهم، وطموحاتهم الوهمية، وكل ما يقال عن الاتحاد إفك وزور. وتساءل شقرة كيف ينقذون اتحادا، كل الدول العربية تثق فيه، بحيث رشحته لنيابة الأمين العام، وتطمح أن تحتضن الجزائر الأمانة العامة بمقرها. الشعب: حملة على الفايسبوك يشنها عدد من الكتاب والمثقفين على اتحاد الكتاب الجزائريين، مشيرين إلى أنه يتخبط في أزمة لا مخرج منها، بعد أن أعلن إفلاسه وأغلق أبوابه أمام الكتاب، وأصبح هيكلا بدون روح، ما تعليقكم؟ يوسف شقرة: أبدؤك من آخر ما انتهيت إليه وهو الإنقاذ، هل مجهول ينقذ معلوم، الاتحاد مفتوح يستقبل أعضائه وفروعه، نشاطاته دائمة، وهذا المجهول الذي يأتي لينقذ بيت الاتحاد، عليه أولا أن ينقذ نفسه من الضياع والتيه والتشتت والتشرذم، ثم بعد ذلك تكون له الشجاعة الأدبية ليقول أنا فلان، ولي من التحفظات كذا وكذا، وأريد إصلاح اتحاد الكتاب. فإذا كان هذا البيان مجهول النسب، وهؤلاء يختفون وراء تهيئات، أعتقد أننا لن نناقش أو نتكلم مع أشخاص غلاميين، بل نتكلم مع أناس معروفين لأننا في الصورة وأمام العالم بكامله. كيف ينقذون اتحاد، كل الدول العربية الآن تجمع وتثق فيه، بحيث رشحته لنيابة الأمين العام، وتطمح أن ترشحه وتحتضن الجزائر الأمانة العامة بمقرها. أعتقد أن هذه مغالطات كبرى تهدف إلى تثبيط العزائم، وأرى أنه على العكس كل ما كانت هناك انتقادات أو بيانات، كلما زادتنا قوة، لأننا ندرك أننا في الطريق الصحيح. لو لم يكن هناك انتقادات أو حملات لأدركنا تمام الإدراك أننا ميتون، والذي لا يعمل هو الشخص الذي لا يُنتقد، أما كل عامل فدائما وراءه انتقادات لاذعة من مغرضين ضاعت مصالحهم، وطموحاتهم الوهمية، وبالتالي تجدهم يتهافتون وراء الأوهام عبر الفايسبوك، والتي أسميها الكائنات الفايسبوكية.. هذا هو ردي على هذا البيان. أما بالنسبة لاتحاد الكتاب الجزائريين فهو في عافية، والحمد لله، منذ أيام قمت بزيارة إلى فرع بسكرة الفتي، وجدته بصدد إصدار مجلة جديدة، إضافة إلى 15 كتابا لأعضائه بالتعاون مع مديرية الثقافة، كما أن فرع بسكرة ينسج علاقات ويطمح إلى ملتقى دولي. أعتقد أن ذلك يعتبر إنجازا بالنسبة للاتحاد، وهو الأمر الذي وقفت عليه أيضا بفرع سكيكدة، كما أن رئيس فرع العاصمة قدم لي مشروعا لمجلة وقائمة كتب بهدف طبعها، وهذا دليل على أن اتحاد الكتاب يعمل، وكل ما يقال عنه هو إفك وزور. - حديثك يؤكد على أنه لم يتصل بك أحد من أصحاب البيان، والذي يشير أيضا إلى أنهم اجتهدوا في اقتراح الحلول ووضعها للنقاش، مبتعدين عن كل طمع في مغنم، حيث لا يستهدفون من وراء حملتهم شخصك، وإنما فقط مصارحتك بالأزمة والانصياع للحقيقة لإعادة بعث الاتحاد؟ * لم يتصل بي أحد، وأتحدى أي كان سواء في العاصمة أو في أي ولاية أخرى أن يقول بأن يوسف شقرة قد أغلق أبواب الاتحاد في وجهه، تلقيت اقتراحات، ودائما أعرضها على المجلس، فقراراتنا تتخذ دائما في إطار المجلس الوطني والأمانة الوطنية. ولا مرة أوقفت مبادرة أو نقاش، وأتحدى أصحاب البيان إن طرقوا الباب ووجدوه موصدا في وجوههم، أما أن أذهب إلى الفايسبوك لأخذ تعليمات منه، فلست أنا من يفعل ذلك. - لكن البيان يتضمن اتهامات صريحة، بأنك أغلقت باب العضوية في 2009، ورفضت تسليم بطاقات العضوية لأي أحد من الكتاب، متذرعا بعدم قدرتك على طباعتها وتبريرات أخرى واهية كما يقولون؟ * هذا كلام مردود عليه، وكل الفروع بأعضائها لديهم بطاقاتهم، إذا كانت هناك إشكالية في فرع من الفروع أو مع عضو من الأعضاء، فهو له مشكلة مع فرعه وليس مع يوسف شقرة شخصيا. أنا أتعامل في إطار قانوني، هناك فروع تتلقى ملف العضوية، حيث تقوم بدراسته، كما أن هناك لجنة إثبات العضوية التي تحدد الصفة، هل هو عضو عام، أو شرفي أو منتسب، ليتم بعدها تقديم الملفات إلى المحضر، ثم تملأ البطاقات المتواجدة على مستوى الفروع تبعا للملف، وما على يوسف شقرة إلا توقيعها. فأنا ليست لدي أي مشكلة مع أحد، وأتحدى كل من يقول أنني رفضت ملف أي كاتب، ولم أتلق أي إشكال من الفروع، حيث أتدخل حين تطرح عليا قضية ما، الحمد لله أبواب الاتحاد مفتوحة، إلا إذا كنت غائبا فذلك أمر آخر. هناك أمانة وطنية تتدخل، وأنا لم تصلني مثل هذه القضايا، أعتقد أنه من قلة الأخلاق أننا نتهم الأشخاص بما ليس فيهم، على الأقل تكون لديهم أدلة، وحين تقديمها نناقشها، فمن السهل أن نطلق أحكاما هكذا. العمل الإداري لا يكون بهذه الطريقة، هناك قنوات رسمية، وأي تطرح على المسؤول الأول، وعندما لا يتلقى الرد، يلجأ إلى الصحافة. تعودنا حين يغضب أحدنا يُشهد معه أشخاصا وقد يمضون زورا، منذ أيام اتصلت بي جماعة من فرع الجلفة، يقولون أنهم اطلعوا على «بيان» يضم ما يقارب ال100 توقيع ضد اتحاد الكتاب الجزائريين، من بينهم 06 أو 07 كتاب من فرع الجلفة ليس لهم علاقة بهذا البيان ولا يعلمون عنه شيئا. أتأسف كثيرا أننا وصلنا لهذه المرحلة، وأعتقد أن اتحاد الكتاب منذ تأسيسه إلى يومنا هذا، يعيش نفس المشكلة، فحين أجرت «مجلة الاتحاد» حوارا مع أستاذنا وشاعرنا الكبير أبو القاسم خمار، أحسسنا وكأنه يتكلم عن واقعنا الآن، حيث تحدث عن ما حدث في زمانه من أزمات، يعني هذا ليس جديدا على اتحاد الكتاب الجزائريين. للأسف الكتاب ليسوا الأصيلين، فهناك من جاؤوا لأجل الشهرة، يختلقون صراعات وهمية من أجل صناعة اسم لهم إعلاميا وأدبيا، وهذا أسلوب معروف. - تؤكدون أنه لا توجد أزمة في الاتحاد، وما يحدث من طرف بعض الكتاب لأجل المصلحة الشخصية؟ * هذا مؤكد، فقد قرأت البيان، بعد أن أرسله لي بعض من أعضاء الإتحاد، ولم أجد فيه ما يثير الاهتمام، على العكس ضحكت كثيرا. صحيح أنهم لم يتهجموا على شخصيا، وقالوا إنهم يحترمونني، لكن احترام شخص ما يتطلب على الأقل الاتصال به. - وهل أنت مستعد لفتح باب الحوار والنقاش مع هؤلاء الكتاب؟ * هذا شيء مؤكد، فكيف نحترم شخصا وهو في موقف عدائي حاد مع الهيئة التي يسيرها، هذا تناقض وازدواجية في الشخصية، يفترض أنه من باب الاحترام من لديه مشكلة يتصل بي. على صاحب البيان أن يبرز نفسه، فلربما أتصل به أنا، مع من أتصل ومع من أتحاور، وصلتني معلومات عن اسم أحد الأشخاص أنه هو صاحب البيان، فأنا الآن لا أتهمه، وإن كانت هذه المعلومة مؤكدة أجيبه جوابا بسيطا: هل اتصلت بيوسف شقرة ورفض الحديث إليك؟ هل طرحت مشروعا مكتوبا ورفضته لك، مع العلم أن الأمانة الوطنية هي من تعطي الموافقة وليس أنا. إذا كنت غير راض عن يوسف شقرة، كيف تقبل أن يعينك في الاتحاد، مع العلم أنك لم تنتخب من طرف المجلس الوطني، بل عُينت من طرف الاتحاد في الثلث الخاص بالرئيس، لأنه في قانون اتحاد الكتاب الجزائريين، ثلثين يتم انتخابهم، وثلث يعينهم رئيس الاتحاد، إذا أنا اخترتك وعينتك، يمكن في ذلك الوقت أنني رأيت فيك كفاءة إعلامية، غير أننا الآن نشكو من هذا الضعف، لأن منتوج الاتحاد لم يروج له بالشكل الكافي الذي يقدم الصورة الحقيقية للاتحاد، فكيف تقبل لشخص أن يعينك وأنت لا تؤمن به، إذا الخطأ عند من؟ كان الأفضل لك أن تستقيل أولا قبل أي شيء، أو على الأقل أن تقدم نصيحة لرئيسك أو تنبهه لبعض الأخطاء التي ربما يكون قد وقع فيها عن غفلة، فالإنسان غير معصوم من الخطأ. - هذا يعني أيضا أنكم ستوافقون على تنظيم مؤتمر استثنائي، كما يطالب به البيان، لكن بشرط إعادة النظر في تشكيلة اللجنة الوطنية ووضع آليات واضحة وخطة عمل؟ * أولا الجواب يكون له شقين، الشق الأول، هل هم كمجموعة يشكلون عددا كافيا لفرض أنفسهم على الأغلبية، والشق الثاني عندما نحاور شخصا هل يكون الحوار بشروط؟ يجب أن يكون عن طريق النقاش ووضع الحلول لنصل إلى اتفاقية. عند التحاور هل نتحاور طبقا لقوانين الجمهورية، أو يضعون قوانين خاصة بهم، نحن الآن أعلنا عن مؤتمر وطني ليس حبا في المؤتمر أو إقصاء لشخص ما أو شراء ذمة أحد، بل فُرض بحكم قوانين الجمهورية. ففخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وقّع على قانون جديد للجمعيات والاتحادات، وتنتهي المهلة التي أعطيت لكل الاتحادات في نهاية 2014، حيث يجب أن تتطابق قوانينها مع القانون الجديد، وإذا لم نطبق ذلك سنصبح في حكم الجمعية المحلة، وبالتالي لا وجود لاتحاد الكتاب الجزائريين، إذا نحن في صراع وسباق مع الزمن قبل انتهاء المدة المحددة لذلك، مع العلم أننا قمنا بكل الإجراءات القانونية. المجلس الوطني شكل اللجنة التحضيرية طبقا للقانون، ثم وضع خارطة طريق للوصول إلى المؤتمر بدءا من اللقاءات الجهوية إلى الفروع، وقبلها منحنا الفرصة لكل الأعضاء والكتاب لتسوية وضعيتهم بأقرب فرع لهم، أو الاتصال بالمجلس الوطني، وحددنا لذلك مهلة. والآن هل العيب فينا أم في ذلك الشخص الذي لا يريد تسوية وضعيته، لماذا الجميع يتحدث عن اتحاد الكتاب وكأنه ملكهم، هو ملك لأعضائه ولمنخرطيه، للبيت أصحابه وهم من لهم الحق في النقاش. - هل لكم في الأخير أن تحدثونا عن نشاطات اتحاد الكتاب ومشاريعه المستقبلية؟ * مشروع اتحاد الكتاب بطبيعة الحال هو المؤتمر الوطني، وهو كما تعلمون يتم من خلال تعيين لجنة تعمل على تسطير برنامج العمل وإستراتيجيته، وبالتالي من يأتي في قيادة الاتحاد سيطبق المحاور الكبرى التي صادق عليها المؤتمرون، وتبقى التفصيلات والتي تعود للمجلس الوطني والأمانة، وبطبيعة الحال لرئيس الاتحاد كلمته. إذا نحن الآن لا نستطيع أن نتكلم عن أي مشروع آخر مع اقتراب المؤتمر الوطني، فكل المشاريع التي سطرناها سابقا ستنقل إلى المؤتمر، وإذا ما أدرجوها في برنامجهم المستقبلي تصبح إلزامية التطبيق، وإن رأى المؤتمرون ضرورة تغييرها أو إلغائها أو وضع اقتراحات جديدة فالكلمة هنا لهم، وليس ليوسف شقرة الذي يصبح خلال المؤتمر عضوا فقط. لدينا 03 مشاريع كبرى، وتقريبا حصلنا على شبه موافقة لتجسيدها، منها مشروع «لبلادي أغني» خاص بالأدباء الشهداء يوم 18 فيفري المقبل، كما سنحتفي بشهيد قاص وهو الحبيب بن ناسي، فضلا عن مشروع «مخيم الأدباء الشباب» في طبعته الثانية، حيث اقترحنا الطبعة الأولى وتبنته البحرين وأطلقت عليه مهرجان «الأدباء الشباب»، كما نرغب في إعادة بعث ملتقى « المدينة والإبداع» بعنابة. وهناك هدف آخر نسعى إليه، وهو «اتحاد الأدباء والكتاب العرب»، حيث أن الجزائر حاليا تحضى بسمعة كبيرة جدا بفضل المجهود الذي بدلناه خلال 04 سنوات الماضية، فالاتحاد كما تعلمون كان مجمدا في اتحاد الكتاب العرب، ونحن المتهمون بالتقصير وعدم العمل توصلنا إلى رفع التجميد كمرحلة أولى، ثم فرضنا إعادة تشكيل المكتب، وانتخبت الجزائر كعضو في المكتب التنفيذي المكلف بأدب الطفل، وكل ذلك نتيجة مجهوداتنا في هذه الهيئة، وخلال المؤتمر انتخبت نائب الأمين العام، وبفضل الثقة والعمل سير اتحاد الكتاب الجزائريين دورة اتحاد الكتاب العرب في سلطنة عمان، من بدايتها إلى نهايتها، نتيجة انشغال الأمين العام بما يحدث في مصر، وكل الوفود أشادت بحسن التسيير. أفرح حين أرى من هم خارج الجزائر يفتخرون بنا ويمجدون اتحاد الكتاب لمواقفه واجتهاده ونضاله، وأجد بالمقابل مجهولين داخل التراب الوطني يحاولون تكسير سمعة بلادهم. هنا أتأسف لأن نشرها في مواقع عربية وعالمية إهانة للجزائر قبل كل شيء، فأي مشكلة داخلية يمكن حلها داخليا، وإن تم خلال هذا المؤتمر تنحيتي فبصدر رحب، سألتفت إلى عائلتي، مشاريعي الخاصة وإلى كتاباتي، لدي 10 مخطوطات مجمدة سأكملها.