حياة نضال من أجل القضايا الإنسانية قررت محافظة مهرجان الجزائر الدولي للسينما، الذي يختتم غدا، تكريم رجل السينما الأمريكي، شارل بيرنيت، نظير تكريس حياته وتجربته ومشواره الفني من أجل الدفاع عن القضايا الإنسانية. وقالت محافظة المهرجان، التي تضم زهيرة ماحي، وأحمد بجاوي، وعبد الكريم آيت أومزيان، وسليم عقار، ومقران معمر، «شارل بيرنيت تشبث بمبادئه، حيث يسلط في كل فيلم من أفلامه الضوء على ما يمكن تعريفه بالطبيعة البشرية». يعتبر شارل أحد أكبر المخرجين السينمائيين الذي أهدى السينما أعمالا ذات أبعاد اجتماعية وسياسية، حيث كل واحد من أفلامه يسلط الضوء على الطبيعة البشرية. شارل بيرنت، مخرج وسيناريست ومدير تصوير ومنتج مركب وممثل أمريكي، ولد في أفريل 1944 في فيكسبورغ، ميسيسيبي، بالولايات المتحدةالأمريكية، حيث قرر، بحسب ما ورد في نشرية نشرتها محافظة المهرجان، السفر مع والديه، مثل معظم العائلات الزنجية، ومغادرة المسيسبي نحو كاليفورنيا خلال حملة الهجرة الثانية للأمريكيين الأفارقة التي انطلقت خلال الأربعينيات من القرن الماضي، للاستفادة من الحركة الصناعية في مجال الدفاع والتي بلغت ذروتها جراء الحرب العالمية الثانية والتمكن من ظروف معيشية أحسن وممارسة حق الانتخاب. كبر شارل بيرنيت في لوس أنجلس بأقصى الغرب والذي عرف انطلاق أولى أعمال الشغب في 1965، وتحصل على شهادة البكالوريا ثم شهادة الماجستير من جامعة كاليفورنيا، حيث درس الصورة والسينما. وقد قام شارل بإنتاج عدة أفلام دراسية، ليتمكن من إخراج أول فيلم طويل له «قاتل المواشي». ويولي هذا المخرج اهتماما كبيرا بالموسيقى في أفلامه، حتى بلغت ميزانية توزيع الموسيقى على أحدث الفيلم أكثر من الفيلم نفسه، وتم تصنيف هذا الفيلم في مكتبة الكونغرس حيث أصبح كنزا وطنيا. وتتطرق أفلام برنيت إلى حياة النساء والرجال من الزنوج الأفارقة المنتمين للطبقة الوسطى في المناطق الحضرية وكفاحهم اليومي مع آمالهم وأوهامهم ضمن أسلوب شخصي يوحي دائما إلى إفريقيا العبودية في الجذور الانسانية والثقافية. يذكر، أن المخرج قد حلّ ضيفا على الطبعة الثانية للمهرجان في 2011 لعرض فيلمه «ناميبيا». ومن أعمال الرجل «أصدقاء متعددون- 1969» و«الجواد في 1973» و«أمريكا الجديدة في 1991» وغيرها من الأفلام التي دونت اسمها بأحرف من ذهب وجلبت لها ملايين المشاهدين عبر مختلف قاعات السينما العالمية. ويتزامن تكريم هذا المخرج العالمي والإنسانية، تحتفل بنهاية السنة، التي عرفت رحيل الكثير من الرموز التي ظلت تدافع عن الإنسان والقضايا العادلة على غرار الراحلين «هيغو تشافيز» ونيلسون مانديلا. كما أن مهرجان الجزائر الدولي للسينما، يحاول بعث رسائل ثقافية بمضامين إنسانية توحي بالقلق على مصير البشرية الذي تتهدده العنصرية والحروب وغيرها من الآفات التي ظن العالم أنها قد ولت ولكنها عادت بشكل موسع وتحت مختلف الغطاءات.