استبشر سكان كل من بلدية بني سليمان وتابلاط بالجهة الشرقية بولاية المدية خيراً بوصول الماء الى حنفيات منازلهم، بدءاً من خزانات المشروع الضخم الذي أقرّه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة عبر المحول المائي لسد كدية أسردون. المدية: م.أمين عباس شرعت الجزائرية للمياه مؤخرا في تنظيف قنوات الربط من الخزانات نحو أحياء هاتين البلدتين من مجموع 12 بلدية وتجمعا سكانيا بعملية التوصيل معنية بهذا البرنامج. في حين سيتم البدء في عملية ربط كل من بلديتي السواقي وبوسكن بعد انتهاء الدراسة والإنجاز، ثم بلدية جواب النائية من هذه المرحلة الأولى، ليتم مباشرة المرحلة الثانية بعد الانتهاء من الدراسة بغية ربط بعض البلديات القريبة من هذا الرواق ليصير المجموع بنحو 19 بلدية بنحو 400 ألف ساكن. الحلم تحقق بفضل إرادة سياسية كشف عبد الكريم عبوني، مدير الموارد المائية بهذه الولاية، أن هذا المشروع الضخم الذي أفرج عنه رئيس الجمهورية لصالح البلديات الكبرى، في إطار مسعى الدولة الرامي للقضاء على أزمة ماء الشروب، كلف الخزينة العمومية نحو 2900 مليار سنتيم، ويمر ب189 كلم طولي من تراب الولاية قدوما من ولاية البويرة، ويعتمد فيه في عملية نقل هذه المادة على قنوات بقُطر 300 إلى 1400 ملم وسيشغل 7 خزانات كبرى بكل من تابلاط بنحو 5000 متر مكعب، وبالكروشة ب2000 متر مكعب وببني سليمان بحوالي 8000 متر مكعب وبالعمارية ب10000 متر3، أما الباقي فهي موزعة على كل من إقليم البرواقية وقصر البخاري وبوقزول بسعة 20000 متر3. علما بأن ملحقات هذا المشروع ستكون عملية وتحت تسيير مؤسسة الجزائرية للمياه، كما سوف تسير مستقبلا عن بعد. أكد هذا المدير التنفيذي، في سياق عرضه لتفاصيل هذا المشروع، أن ما تم إنجازه لحد الآن سيمكن من تزويد 300 ألف ساكن بهذه الولاية، بعدما تم ربطها بالقنوات عبر 12 بلدية تابعة لكل من دوائر تابلاط، العزيزية، بني سليمان، سيدي نعمان وقصر البخاري، مضافا لها بلدية بوغار بعدما اتفق على ربطها في أجل لاحق من خزان قصر البخاري، على أن يصل عدد البلديات، بحسبه، إلى 19 بلدية كمرحلة أولى بنحو 400 ألف ساكن. وصرح مدير القطاع، في حديث خص بها يومية "الشعب"، بأن هذا المشروع، الذي سيربط مجموع البلديات المجاورة لرواق الربط، بدءاً من بلديات تابلاط إلى نظيرتها ببقزول، رافقه إلى جانب ذلك بناء 3 خزانات كبرى، وإنجاز كل من محطات الضخ 11، 12 و13 لأجل توصيل الماء من هذا السد بمنطقة كدية أسردون الثاني وطنيا بعد سد بني هارون ب650 مليون مكعب، وعملت على إنجازه شركات وطنية ممثلة في شركات الأشغال الكبرى للري وتهيئة الري والتهيئة التقنية وشركة "أ.أ.بي.بي" ممثلة في المناول الألماني في إطار تجمع كبير وستسمح عمليات الربط بهذه الخزانات بتوصيل الماء إلى 4 بلديات بطريقة غير مباشرة، لكونها مجاورة لهذا الرواق، كبلدية الميهوب على سبيل الحصر، على أن يقضي سكان هذه الولاية صيفهم في عام 2014 دون أزمة ماء شروب بعكس السنوات الفارطة. وعن أهداف هذا البرنامج الذي توليه السلطات العليا والمحلية اهتماما واسعا والذي تجسد ميدانيا في برمجة 3 زيارات للسيد وزير الموارد المائية، حصر عبوني ذلك في تموين البلديات الكبرى المتضررة بهذه المادة الحيوية والتي كانت تعاني مشكلة التزود بالمياه، كما في قصر البخاري والبرواقية، وإعادة التوازن بين مختلف البلديات ومن ثم تحويل قرابة 12 ألف متر مكعب منها من سد غريب كانت توجه إلى سكان دائرة البرواقية إلى قاطني دائرة المدية والبلديات المجاورة لها، كوزرة وبن شكاو وكذا تحويل تلك المياه المخزنة التي كانت توجه إلى سكان دائرة قصر البخاري بدءاً من مدينة البيرين إلى بلديات دائرة عين بوسيف، كشلالة العذاورة والكاف لخضر وسيدي دمد، وإعادة توجيه المياه التي كانت تمون المواطنين بتراب الولاية من السدود الثمانية الصغيرة نحو الفلاحة وخلق أكثر 200 منصب عمل لأبناء هذه الولاية، على أن تتدعم المدينة الجديدة ببوقزول مستقبلا من المياه المستقدمة من مياه الطبقة المائية الجنوبية "جنوب - شمال" بنحو 20 ألف متر مكعب لنحو 350 ألف ساكن، في وقت توجد فيه هذه العملية قيد الدراسة، مع حتمية استعمال الفلاحين للمياه التي يوفرها 20 حاجزا مائيا و15 سدا صغيرا غير المستغلة كما يجب. وحول العراقيل التي صعبت من تشغيل أجزاء هذا المشروع الضخم في آجاله المحدودة، أوضح محدثنا بكل رزانة أن هذا الإنجاز اعترضه بعض المواطنين بهذه الولاية، مما أدى إلى توقف الأشغال به بكل من سيدي نعمان وبني سليمان بنحو عام، وتم اتخاذ كل الإجراءات القانونية الخاصة بنزع الملكية بمساعدة الخزينة العمومية وبتسخير القوة العمومية وقتها وتم القفز على المشاكل، رغم وجود بعضها إلى حد الساعة بأقل حدة، على أن المطلوب من المواطن، حسبه، بصفته المستفيد الأول من هذه العملية الكبرى، أن يساهم مع السلطات المحلية في اقتصاد هذه الثروة المائية الحيوية، بما في ذلك مؤسسة الجزائرية للمياه من خلال الوقوف بجدية على الأعطاب التي تصيب القنوات، مع ضرورة تجديد الشبكات التي رصد لها مؤخرا 45 مليار سنتيم من أموال الغلاف المالي التكميلي، مع وجوب إخضاع تسيير أجزاء هذا المشروع لطريقة موحدة حتى يتم تفادي الوقوع في إشكالية وجود زبائن... وآخرين أوفياء يسددون حقوقهم، مع إجبار البلديات والمؤسسات إلى دفع ديونها العالقة. طمأن مدير هذه القطاع على أن مصالحه تولي أهمية بالغة لضرورة المحافظة على موارد المياه من الاستغلال والاستنزاف اللاعقلاني والتلوث، مع حماية مقومات البيئة المعتمدة على هذه الثروة وذلك بالتنسيق مع مصالح مؤسسة الجزائرية للمياه، حيث تم مؤخرا إحصاء نقاط الربط العشوائي في قنوات جر المياه عبر تراب الولاية من خلال تسجيل 60 نقطة ربط عشوائية، حيث تم إلغاؤها، كما تم اتخاذ كل الإجراءات القانونية الضرورية نحو الأشخاص المخالفين، إلى جانب ذلك تسعى جاهدة في مجال حشد المياه السطحية من خلال الانتهاء من إنجاز السدود الكبيرة والصغيرة والمتوسطة وكذا المحاجر المائية عبر تراب الولاية، كما في مشروع سد بني سليمان الذي هو في طور الإنجاز وسد بوكورمي الذي هو في طور الدراسة، يضاف إلى ذلك برمجة انجاز سدود جديدة أخرى من طرف الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات وهي: سد وادي سيدي علي بوزرة وسد أولاد بوخزرة بسيدي زيان وسد وادي زرقين بمجبر وكذا سد وادي بوطيبة ببلدية مغراوة الذي هو في طور الإنجاز، بعدما استلم القطاع العام الفارط محجرين مائيين على مستوى بلديتي الزوبيرية وتمزقيدة بطاقة استيعاب إجمالية قدرت بحوالي 350 متر مكعب لغرض سقي 80 هكتارا من الأراضي الفلاحية، فضلا عن منحها لنحو 120 رخصة خاصة بالمناقب المائية و115 رخصة بالآبار التقليدية، فيما تحاول المديرية مساعدة البلديات الفقيرة والنائية في مجال التزود بالمياه الصالحة للشرب والصرف الصحي، تفاديا للأمراض المنتقلة عن طريقها بتسجيل اعتمادات معتبرة قدرت ب53.000.000.00 دج ضمن ميزانية عام 2014.