انطلاقا من مبدأ أن الطرق ومنشآت ووسائل النقل، تشكل البنية التحتية لكل اقتصاد، عمدت الجزائر مند خروجها من العشرية السوداء إلى تدارك التأخير الذي عرفه قطاع الأشغال العمومية، بإطلاقها للعديد من المشاريع والانجازات الكبرى والتي كان من أهمها، كما ذكر به «ضيف الشعب» الوزير فاروق شيعلي أمس، السيار شرق غرب الرابط بين الطارف و تلمسان على طول 1100 كلم، 85 كلم منها حاليا طور الانجاز. جاء تشييد هذا المشروع الضخم بناء على قرار رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، وقطاع الأشغال العمومية، قد أخد على عاتقه، يقول شعيلي» انجاز وصيانة العديد من المنشآت الفنية وتحسين مستوى الخدمات بها تفاديا للتدهور والاهتراء». وأكد الوزير في ذات الشأن، أنه» لابد من القيام بصيانة وسائل والمنشآت القاعدية، إن لم تكن هذه الأخيرة في المستوى المطلوب، تتراكم عن ذلك عدة سلبيات من بينها ارتفاع كلفة استغلال المركبات». ومن التحديات التي يراهن عليها القطاع اليوم» تمكين المواطن بالمناطق الداخلية من حرية التنقل بسهولة في كافة أرجاء القطر وفك العزلة على المناطق النائية، حتى يتسنى،» للمواطن أن يستمر ويستثمر في مسقط رأسه وكي نقلص ايضا من الزحف السكاني نحو المدن الساحلية». ومن خلال الحوصلة التي قدمها الوزير، تبين أنه قد تم انجاز ما بين سنة 2000 و2013 ما يفوق 10 ألاف كلم من الطرقات، وأكثر من 2500 منشأة فنية، منها حوالي 1000 بالطريق السيار شرق غرب لوحده. واعتبر «ضيف الشعب» أن هذا الكم المعتبر يستجيب إلى معيار منشأ واحد لكل كلم من الطريق السيار تقريبا. هذا إلى جانب إنشاء 4 مطارات و16 ميناء، بغض النظر عن عمليات إعادة تهيئة المطارات والطريق العابر للصحراء. وقد فاقت كلفة الانجازات التي حققها قطاع الأشغال العمومية من 2000 إلى يومنا هذا، ما يفوق 75 مليار دولار، أي أكثر من 5000 مليار دينار جزائري، حيث خصص للطرق وحدها قرابة 4800 مليار دينار جزائري، فيما كلف إنشاء الموانئ 180 مليار دينار والمطارات 80 مليار دينار. وأكد وزير الأشغال العمومية، أن «معايير النمو تقضي أن تخصص الدولة المتقدمة 20 بالمائة من ميزانيتها لقطاع الأشغال العمومية، والجزائر تخصص سنويا اليوم أكثر من 15 بالمائة من ميزانيتها لذات القطاع، في حين لا تخصص بلدان أخرى سوى 3 بالمائة». ويسعى القطاع اليوم إلى السهر على صيانة شبكة طرق وطنية يبلغ طولها أكثر من 115 ألف كلم، 80 بالمائة منها معبدة، ناهيك عن الأنفاق والمنشآت الفنية والموانئ، كما له، يقول ضيف الشعب، نظرة إقليمية كون شبكة الطرق بالبلاد تشكل 50 بالمائة من إجمالية شبكة الطرق المغاربية.