عاد من جديد، وفي عز أيام الشتاء، مشكل التذبذب في توزيع مياه الشرب إلى أحياء وقرى بلدية دلس شرق بومرداس، على الرغم من الوعود الكثيرة المقدمة من طرف السلطات المحلية ومؤسسة الجزائرية للمياه، بأن ظاهرة الانقطاعات ستتراجع إلى الحد الأدنى بعد الشروع في ربط المنطقة بنظام سد تاقصبت وبعده محطة تحلية مياه البحر لرأس جنات، في وقت أصبحت فيه تركيبة بشرية كبيرة من سكان البلدية خارج اهتمامات المجلس البلدي الجديد. ظاهرة غياب مياه الشرب المتكرر وعدم التحكم في نظام التوزيع اليومي والعادل لمياه الشرب، هي أكثر حدة في قرى البلدية التي تغيب فيها قطرة المياه في حنفيات السكان إلى أكثر من ثلاثة أيام متتالية، في حين لا تتجاوز فترة التموين مدة ساعتين في اليوم، بحسب تصريحات عدد من المواطنين ل«الشعب»، مقابل هذا لا تزال أجزاء كبيرة من الأحياء محرومة تماما من هذه المادة الحيوية، على الرغم من كثرة الشكاوى المطالبة بتدعيم الشبكة الحالية بخزانات جديدة تضمن التموين اليومي المنتظم للسكان، وبالخصوص في فترة الصيف، حيث تزداد الأزمة تفاقما، وتستمر معها الانقطاعات إلى أسبوع كامل وأحيانا أكثر وهو ما جعل المواطنين يتخوفون من تكرار تجربة الصيف الماضي الذي عانوا فيه الأمرين في رحلة بحثهم عن قطرة ماء. كما ناشد سكان عدد من القرى التي تمر منها قناة التموين الجديدة، التي تزود قرى بلدية اعفير بالمياه الصالحة للشرب، انطلاقا من محطة التحلية لرأس جنات، السلطات المحلية والولائية بتخصيص مشروع لهذه المنطقة وتزويدهم بمياه الشرب، في ظل عجز الشبكة الحالية، التي تم إنشاؤها في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، على تغطية كافة قرى البلدية وبالخصوص بعض التجمعات السكنية المعزولة التي تتواصل معاناتها في ظل غياب أدنى شروط الحياة الكريمة كشبكة الصرف الصحي، غاز المدينة، الهاتف وغيرها من المستلزمات الأخرى بما فيها المرافق الشبانية والهياكل القاعدية.