تشهد دار الثقافة لولاية أم البواقي فعاليات الطبعة ال 4 للصالون الوطني للفنون التقليدية والحرفية، المنظّم من طرف جمعية ترقية الصناعات التقليدية أم البواقي إلى غاية يوم غد الأحد، تحت شعار «بمورثنا وتقاليدنا وتاريخنا نسعد ونرقى»، وهذا بمشاركة 37 ولاية منها تيزي وزو، تمنراست، بشار وتلمسان، جاعلين من بهو دار الثقافة فضاء للعديد من الصناعات الحرفية، كزربية بابر، الملحفة الشاوية، الفخار، الحلي الشاوية والقبائلية والأكلات الشعبية. أكّدت رئيسة جمعية ترقية الصناعات التقليدية رسمية بقلي، أنّ الصالون جاء بعد النجاح الذي عرفته الطبعات السابقة، مشيرة إلى أنّهم يسعون من خلاله إلى إبراز الصناعات الحرفية الجزائرية للتعرف على المهارات، التي كانوا يستخدمونها لشتى الأغراض في حياتهم، بهدف التعرف على المهارات التي كانوا يمتلكونها، ومستوى إتقان هذه المنتوجات، التي يمكن من خلالها معرفة أنماط التفكير، فضلا عن رسم صورة قريبة من الواقع للحياة، التي كانوا يعيشونها. وأكّدت بأنّ الحرف التقليدية في المجتمع الجزائري بنوعية النشاط، وهذا يعني أنها وجدت لخدمة الوضع القائم، حيث يربط الباحثين حسبها بين الثقافة المادية والاستعمال النفعي لها، غير أنّها تتأثّر بمؤثرات العرض والطلب والحالة النفسية للحرفي وأذواق المستهلكين، ومدى توفر المواد الخام وأساليب الانتاج التقليدي. وتقول المتحدثة أنّ الهدف من المعرض هو خلق جسر للتواصل بين الحرفين وتشجيعهم للحفاظ على هذا التراث، وصيانته من الإهمال والتلاشي، مشيرة إلى أنّه من خلاله يكتشف جمهور أم البواقي العديد من الحرف التي تحمل أشكال متنوعة تعبر على العديد من المراحل التاريخية التي عرفتها الجزائر، حيث تعدّ الحرفة التقليدية نشاطا ديناميكيا يفسح المجال لدخول أنشطة اقتصادية واجتماعية أخرى، لكونها تركة فكرية وروحية ونفسية واجتماعية يتوارثها الخلف عن السلف. أما نصيرة بن عرفة، حرفية في اللباس التقليدي بقسنطينة، فتقول أنها تشارك في هذا الصالون باللباس التقليدي القسنطيني، والذي يشمل العديد من القندورات، منها قندورة «شامسة» والتي ترتديها العروس يوم الزفاف باللون الأبيض، قندورة «التارزي»، «جبة الفرقاني»، والتي ترتديها العروسة، إلى جانب قندورة الفتلة المطروزة بالخيط الذهبي. وأشارت نوي زكية، حرفية في الملحفة الشاوية بباتنة، وهي لباس شاوي قديم، أنه «من خلال الخياطة ندخل على الملحفة العديد من الأشكال الأمازيغية، وفي بعض الأحيان تقول نضيف لها بعض التعديلات الحديثة لتصبح عصرية، وهذا حسب الطلب»، مضيفة بأنّ الملحفة الشاوية العصرية أصبحت مطلوبة في الأعراس.