اطلع الوزير الأول، عبد المالك سلال، أول أمس، على واقع التنمية الاقتصادية والاجتماعية بولاية إليزي، التي تكتسي أهمية إستراتيجية كبرى للبلاد، وأمر بتكييف المنشآت الهامة مع خصوصيات المنطقة، وربط الطرقات بحقول المحروقات المكتشفة حديثا، وأكد أن مستقبله واعد سيعود بالفائدة على السكان والجزائر ككل. انتظر سكان اليزي، زيارة الوزير الأول بفارغ الصبر، لإسماعه انشغالاتهم ومشاكلهم ورفع الغبن عنهم والحصول على مشاريع وفرص عمل ترتقي بالتنمية في الولاية التي تنتهي بها حدود الجزائر مع ليبيا. وقال شبابها أن البطالة تظل هاجسهم الأول، ونادوا بالحصول على وظائف في الشركات البترولية المتواجدة بالمنطقة، وكان لهم ذلك خلال اجتماعه بفعاليات المجتمع المدني. وشرح سلال، للأعيان والمنتخبين والجمعيات، إستراتيجية الدولة في المنطقة، لتعزيز وتطوير البنى التحتية وتحسين معيشتهم، باعتبار ذلك هدفا أسمى يجري تجسيده عبر كافة الولايات، وقدم حلولا اعتبرها هؤلاء مناسبة لمعالجة مشكل البطالة. وأكد أن شركة سونطراك تبذل ما بوسعها، لإعطاء الأولوية في التشغيل لأبناء المناطق الجنوبية، لإنجاز الاستثمارات المهمة لاستغلال الاستكشافات المهمة في الموارد الطاقوية، وأوضح أن «تعليمات أعطيت لفتح مراكز تكوين خاصة بالشركة، للقضاء على مشكل التأهيل المهني للشباب، ويلتحق المتخرجون منها مباشرة بمنصب عمل» وأفاد انه سينظر مع وزير التكوين المهني لتخصيص مركز لسونطراك بالولاية لإعطاء أبنائها فرصا أكبر للعمل في القطاع. وحث الشباب هناك على التحرك أكثر، والاستفادة من قروض وكالة دعم وتشغيل الشباب وإنشاء مشاريعهم الخاصة، وطمأن السكان بتجسيد برامج مهمة ستحسن ظروفهم المعيشية على غرار مشروع قناة الغاز بين جانت وإليزي الذي سينطلق في جوان المقبل. ولقي تأكيد الوزير الأول، على وقوف الدولة مع أبناء إليزي اجتماعيا واقتصاديا، واستغلال أهميتها الإستراتيجية كما ينبغي، استحسان السكان الذين أكدوا بدورهم على دعمهم ومساندتهم لكل ما يخدم المصلحة العامة للبلاد. وأعلن سلال عن تخصيص مبلغ مالي إضافي بقيمة 30.5 مليار دينار جزائري لإنجاز واستكمال عدة مشاريع في مختلف القطاعات. وقبل هذا افتتح الوزير الاول، زيارة العمل والتفقد، بتدشين شطر من الطريق الوطني رقم 03 الذي يربط إليزي وجانت يمتد على مسافة 150 كلم، وأمر القائمين على قطاع الأشغال العمومية بالولاية على إيلاء المشاريع المنجزة عناية خاصة والسهر على صيانتها كما يجب، كما أعطى تعليمات بالتنسيق مع مصالح وزارة الطاقة والمناجم في إنجاز الطرقات المستقبلية بالشكل الذي يجعلها قريبة من مواقع استغلال المحروقات التي ينتظر أن تكون معتبرة بالنظر إلى ما تم تسجيله السنة الماضية من حقول جديدة. ولإنهاء مشكل انقطاعات الكهرباء خلال موسم الصيف، دشن سلال، محطة لتوليد الكهرباء بقدرة 15 ميغاوات، قبل أن يعرج على المشروع المتعلق بانجاز 1000 مقعد بيداغوجي و 500 سرير لإيواء الطلبة، أين أكد ضرورة تسريع وتيرة الإنجاز وافتتاحه في الدخول الجامعي المقبل، وأوصى بتوفير سكنات وظيفية للأساتذة وتشجيع الطلبة على الالتحاق بالشعب العلمية والتقنية كي تتماشى وخصوصيات المنطقة. وأعطى الوزير الأول، إشارة انطلاق مشروع إنجاز محطة لإزالة الحديد من المياه الجوفية بطاقة 10.000 متر مكعب في اليوم، لتزويد عاصمة الولاية بالماء الشروب. والتقى عبد المالك سلال، ببعض أعيان منطقة برج الحواس الذين طالبوه بمساعدتهم على استخراج المياه الجوفية وإنجاز الآبار، وطلب بدوره المساعدة في حماية الحدود والتصدي للعصابات.