نظمت جمعية مشعل الشهيد أول أمس، وقفة تذكر وعرفان لشهداء الواجب الذين ذهبوا ضحية سقوط الطائرة الفيتنامية بالفيتنام، والذين كانوا في مهمة إعلامية لأجل تغطية زيارة الرئيس الراحل هواري بومدين، وعددهم 15 جزائريا بين صحفيين وتقنيين من وكالة الأنباء الجزائرية والإذاعة والتلفزة، وجريدة الشعب والمجاهد والثورة الإفريقية، إلى جانب 9 فيتناميين و 3 من طاقم الطائرة العسكرية الفيتنامية. 8مارس 1973 هو ذكرى حزينة في تاريخ الصحافة الوطنية والسياسية، وحداد وطني استمر لأيام، وبكت فيه الجزائر أبنائها وكانت الجنازة الوطنية الثالثة التي عرفتها الجزائر بعد جنازتي كل من محمد خميستي 1963، وعدد الضباط الذين سقطو في افريل 1971، وجنازة الإعلاميين ال15 في 1974 حسب الوزير الأسبق محي الدين عميمور الذي كان مستشار للرئيس الراحل بومدين. هذا الأخير ذكر في كلمته المعبرة، والمؤثرة لأنه كان شاهدا على الأحداث قبل وقوعها ماترتب عنها نحن أمة لا تنسى شهداءها من أول شهيد رايس حميدو إلى اليوم، الواجب يحتم علينا استحضار أرواحهم عبر وقفات معينة ،كتسمية قاعات التحرير بأسمائهم مثلا، أو تخصيص جوائز إعلامية تحمل بصماتهم الخ. وفند الوزير كل الأقاويل التي تقول بأن الحادثة مفتعلقة، وكان المستهدف هواري بومدين، لأن طائرة الرئيس وصلت قبل الأولى والمطار العسكري أرضيته لاتتحمل طائرة من ذلك النوع، مما اضطر قائد الطائرة إلى الصعود وعدم الهبوط بالأرضية وهو يرتفع ارتطم ذيلها بالاشجار، فكانت الكارثة ب «لاهور » الفيتنامية وهو ماجعل التحقيق يقول أنه خلل تقني. ثم أضاف أن 3 إعلاميين منهم مصور تأخروا عن زملائهم، وكانوا ضمن الطائرة الرئاسية بعد أن أمر مدير التشريفات عبد المجيد علاهم آنذاك بمغادرة الطاقم، ومن بين الذين تخلفوا جبايلي، والمصور التلفزيوني، زياني نور الدين ثلاثة أفلتوا من الموت. وأضاف عميمور أن الرئيس بومدين عند ماعلم بالحادثة وهو في سلم الطائرة طلب جوازات سفر الشهداء ثم اختلى بنفسه ولكنه عندما خرج كانت عيناه أكثر احمرارا من شدة البكاء والتأثر، فطلب الذهاب إلى موقع الحادثة والذي يبعد عن المطار العسكري بحوالي 60 كلم، والطريق كلها ملغمة بالقنابل لأن الحرب الفيتنامية الأمريكية كانت فيي أوجها، فقمنا ببسط جدار لمنع الرئيس من الذهاب رفقة علاهم والاخوة يضيف عميمور. ومن بين الضحايا صلاح الدين ذيب، قهواجي، محمود، بومايدة، مصطفى، لعرج بوطريف، حامد، وسبتي، مواقي، محمد صحراوي، محمد طالب وهو مصور جريدة «الشعب». وعندها، يضيف عميمور كلف احمد طالب الابراهيمي وزير الإعلام آنذاك بالتنسيق مع سفير الجزائر بالفيتنام عبد الرزاق بوحارة، للتكفل بالشهداء وجثامينهم واستمرت الرحلة والإجراءات إلى غاية 16 مارس أي أسبوع بعد الحادثة، والجزائر غارقة في حزن رهيب. أما تدخل الإعلامي بوسوسة فكان حول الفقيد صالح الذيب الذي كان زميلهم والذي طلب الشهادة في الفيتنام، وليس بفلسطين وكان له ما أراد، ونفس المداخلات التي تخللت الوقفة التأبينية التي ذكر أصحابها من رفاق وزملاء الشهداء، وحتى الإعلاميين الذين تأثروا بالحادثة، وكانت جل تدخلاتهم تؤكد على تخليد أسماء شهداء الفيتنام باطلاقها على قاعات التحرير أو جوائز إعلامية حتى تبقى ذكراهم الى الأبد.