تألق وبرز للموسم الثاني على التوالي، وأصبح قطعة أساسية في تشكيلة فريقه رغم أنه بلغ 21 ربيعا منذ عشرة أيام فقط، وهو ما فتح له باب التألق بحصوله على عدة عروض للاحتراف في أوروبا، أبرزها من قبل مدربه السابق «رولان كوربيس» الذي يعمل على رأس العارضة الفنية لفريق «مونبولييه»، كل هذا جعله يحمل القميص الوطني لأول مرة بمناسبة المعسكر الإعدادي للمنتخب الوطني ضد سلوفينيا، أين دخل بديلا مع الخضر في المباراة التي فاز فيها رفقاء القائد «مجيد بوقرة» بهدفين لصفر، وكان محل ثقة التقني الفرانكو بوسني «وحيد هاليلوزيتش» الذي لا يمنح الفرصة لمن لا يستحقها... هو ابن مدينة برج منايل، محبوب عشاق اتحاد العاصمة، «زين الدين فرحات»، الذي تحدث إلينا بصدر رحب حول تضحياته وطموحه لبلوغ هذا المستوى في الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم وعن أهدافه، موجها بذلك رسائل إلى الشباب الجزائري بعدم الاستسلام... والتضحية من أجل بلوغ الأهداف، في هذا الحوار الشعب: تألقت بشكل لافت للانتباه للموسم الثاني على التوالي في البطولة، وكسبت قلوب عشاق الاتحاد والكرة الجزائرية عامة؟ زين اليدن فرحات: الحمد لله، منذ أن بدأت اللعب في فريق اتحاد العاصمة مع الأكابر لما تم ترقيتي، أقدم كل ما لديّ من أجل إرضاء نفسي أولا، الأنصار، الطاقم الفني والإدارة، والحمد لله هو ما تمكنت من القيام به منذ أن وضع الطاقم الفني للاتحاد ثقته في. «رونار» كان يتحدث إليّ كثيرا ويشجعني على بذل المزيد، بعدها «دزيري بلال» هو من منحني الفرصة، و»كوربيس» نصّبني أساسيا وهنا بدأت أكسب النقاط تلو الأخرى، وهو ما لاحظه رجال الإعلام وتحدثوا كثيرا عنّي، أشكرهم بالمناسبة. والحمد لله في هذه السن تمكنت من الفوز بكأس الجمهورية أمام مولودية الجزائر، بعدها فزت بكأس الأندية العربية، ثم بالكأس الممتازة ضد وفاق سطيف، ثلاثة ألقاب: إثنان منها ضد فرق كبيرة في الجزائر. ألعب في اتحاد العاصمة، فريق عريق بفضل كل الأسماء التي مرت عليه، الكل يحترمني في محيط الفريق وحتى عندما نتنقل للعب خارج الديار الجميع يحترمني ويشجعني بطريقته الخاصة، وهو أمر رائع أن تكسب قلوب الكثيرين في هذه السن، وأمنيتي الوحيدة أن أساهم هذا الموسم في الظفر ببطولة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم، لأدخل تاريخ النادي رفقة زملائي، كل هذا لم يأتي سدى، قمت بالعديد من التضحيات لأصل هنا، وأقول لكل الشباب الجزائري لا يجب أن تلقوا بالاً للذين يريدون تحطيمكم، بل ضعوا نصب أعينكم بلوغ كل الأهداف التي تراودكم بالتضحية وعدم الاكتراث أو الاستسلام لتصرفاتهم، والعمل على إرضاء الوالدين. تألقك فتح لك أبواب المنتخب، أين منحك هاليلوزيتش الفرصة لحمل القميص الوطني؟ الحمد لله بعدما لعبت في المنتخب في كل الفئات، وبعد تألقي في صفوف الاتحاد الآن دخلت المنتخب الوطني للأكابر، لكن تجريبي في مباراة ودية ضد المنتخب السلوفيني، لا يعني أني كسبت الرهان، خاصة أني لم أظهر بوجهي المعهود ولا أحد ضمن لي تواجدي في المنتخب، يجب علي أن أبذل مجهودات إضافية من أجل إبراز قدراتي، وفهمت جيدا رسالة الكوتش التي بعثها في الندوة الصحفية التي تلت المباراة، حين قال أنْ لا أحد ضمن مكانته في المنتخب وأن الأبواب مفتوحة للجميع، وأهم شيء استخلصته عندما قال إن هناك 10 لاعبين لا يملكون مكانهم في المنتخب، كل هذه الرسائل تعني لي الكثير، ويجب عليّ العمل أكثر من أجل البروز، لأني أهدف إلى الذهاب إلى مونديال البرازيل، وذلك لن يكون بأن أبقى مكتوف الأيدي، يجب مضاعفة العمل كي أكسب ثقة المدرب، وهو ما قمت به في لقاء شباب قسنطينة، حيث لعبت مباراة جيدة ومنحت كرة الفوز لزميلي «أندريا» الذي سجل هدفا جميلا تحت أنظار هاليلوزيتش، وإن وفقني الله وذهبت رفقة الخضر إلى «ريو دي جانيرو» ستكون صفعة لكل الذين يقولون إن اللاعب المحلي لا يملك المستوى ليكون في المنتخب، وأن بطولتنا لا تصنع اللاعبين، وخير دليل على أن اللاعب الجزائري موهوب وقوي، احتراف سليماني في أكبر فريق في البرتغال وبلكالام في البطولة الإنجليزية الموسم الماضي. تلقيت عديد الاتصالات للاحتراف الموسم القادم؟ لا أخف عليك أني لست مركزا على هذا الأمر في الوقت الحالي، لأن كل اهتمامي منصب على العمل مع فريقي لنيل البطولة قبل نهايتها ب8 مواجهات، وأهدف إلى العمل أكثر لأكسب مكانتي مع المنتخب وورقة تنقلي مع الخضر للمونديال. أما الاحتراف فكل لاعب يهدف إلى ذلك، لكن أترك الأمر إلى إدارة الفريق هي التي تعي ما سيكون أفضل لي، أعرف أن الإدارة لن تمانع في احترافي، وأنا لن أفاتحهم في الموضوع لأنهم هم من صنعوا فرحات، وهم أدرى بما هو في مصلحتي. كلمة للشباب الجزائري؟ رسالتي لكل الشباب الجزائري واضحة، ما بلغه فرحات ليس صدقة، عانيت الكثير في الفئات الصغرى، ولا شيء يأتي سهلا، يجب الصمود وعدم الاستسلام وبلوغ الأهداف لا يتم بالجلوس في المقاهي والحديث عن الذي نجح بل بالقيام بالمثل، كل ما بلغته بالنسبة لي هو مجرد بداية بإذن الله، وأطمح للقيام بالمزيد، بتوفيق من الله وبدعاء الوالدين، وهدفي يبقى تشريف ألوان فريقي وألوان الجزائر، والاحتراف في أحد أكبر البطولات العالمية، لأدون نفسي بأحرف من ذهب في عالم كرة القدم.