بعدما تألّقت تشكيلته هذا الموسم وقام بعمل كبير من أجل قيادة أمل الأربعاء الوافد الجديد، إلى تحقيق نتائج كبيرة في المحترف الأول، اتّصلنا بأحد أفضل المدربين هذا الموسم في البطولة الوطنية شريف الوزاني، الذي أكّد لنا في هذا الحوار أنّ اللاعب والمدرب المحلي لطالما قدّما للكرة الجزائرية، لكن عقلية الجزائري هي التي تحترم كل ما هو مستورد حتى لو كان المدرب الأجنبي جاء من أجل التعلم في الجزائر من أجل قيادته إلى طريق النجاح. ❊ الشعب: أولا كيف تسير الأمور في التربص؟ (الحوار أجري مساء يوم الخميس) ❊❊ شريف الوزاني: الحمد لله كل الأمور تسير على ما يرام، نحضّر مثل بقية فرق البطولة من أجل الدخول في مرحلة الاستئناف للعب ما تبقى من عمر البطولة، ولو أنّ فترة الراحة الإجبارية عقّدت مأموريتنا من أجل ترك اللاعبين في اللياقة تحسّبا لبقية المشوار، لكن الحمد لله برمجنا مباريات ودية، اليوم لعبنا ضد أولمبي المدية وفزنا عليه بثلاثة أهداف لواحد وهو فوز مهم من الناحية المعنوية، خاصة أنّني أشركت فيه العديد من الآمال الذين يملكون مستقبلا زاهرا، ويمكنهم اللعب الموسم المقبل مع الأكابر. ❊ سمعنا بأنّك ستجدّد لموسم آخر مع أمل الأربعاء؟ ❊❊ يجب أن نكون صرحاء، وجدت راحتي في أمل الأربعاء لأنّ المسيّرين وفّروا لي الإمكانيات ولدينا مجموعة جيدة من اللاعبين، حقّقنا مشوارا جيدا ومشرفا رغم أنّ انطلاق البطولة لم يكن سهلا، وبداية التحضيرات للموسم الكروي كانت قبل أسبوع عن أول لقاء في البطولة، لكن الحمد لله تمكنا من فرض أنفسنا، صحيح أنّنا ضيّعنا العديد من النقاط بسبب قلة خبرة اللاعبين، لكن الموسم المقبل أنا متأكّد من أنّنا سنكون أقوى. كما وجدت هنا في الأربعاء جمهورا يعشق كرة القدم على الطريقة اللاتينية، أعتقد بأنّي عندما أجلس مع عماني في الطاولة لن تدوم مرحلة المفاوضات أكثر من 5 دقائق. ❊ المدربون المحليون هذا الموسم عادوا بقوة في البطولة وتمكّنوا من فرض أنفسهم على عكس المواسم الماضية؟ ❊❊ لأنّ المدربين الأجانب في بداية هذا الموسم لم يتمكّنوا من تحقيق ما كان مرجوا منهم، وجعل المسؤولين يستنجدون بالمدرب المحلي وهو ما جعل الجزائري يتألق مع الفرق على غرار آيت جودي، الذي قام بموسم كبير مع شبيبة القبائل وقاده إلى نهائي كأس الجمهورية، ويحتل المركز الثاني في البطولة. فؤاد بوعلي الذي أخذ الفريق في وقت جد حساس بعد رحيل غيغر من الفريق وقاده رغم كل المشاكل التي واجهها إلى نهائي الكأس. عندما نتحدّث عن المدرب المحلي لا يجب أن ننسى العمل الكبير الذي يقوم به بوعلام شارف منذ سنين في إتحاد الحراش، ورغم أن هذا الموسم كان الأضعف من ناحية النتائج لكن عادت الحراش بقوة في مرحلة العودة والآن تحتل مركزا وسطا. كما يجب أن نحيّي العمل الكبير الذي يقوم به خير الدين ماضوي، الذي فرض نفسه من مدرب مساعد لكل الأجانب الذين مروا بفريق وفاق سطيف إلى مدرب رئيسي، ورغم أن هدف الحفاظ عن اللقب فرّ منه، إلاّ أنّه عرف كيف يؤهّل الفريق إلى دور المجموعات من رابطة الأبطال الإفريقية، التي يريد منها الفريق الذهاب بعيدا والمرور إلى المربع الذهبي. ❊ إذن حسب رأيك المدرب الأجنبي لم يجلب الإضافة؟ ❊❊ المدرب الأجنبي الذي ليس لديه ماضي في بطولة بلده لا كلاعب ولا كمدرب، وغالبيتهم يدربون الفرق التي تلعب في الدرجة الثانية والثالثة في بلادهم، لم يأتي للجزائر لجلب الإضافة وإنما طمعا في أموال فرقنا، الذين يجلبوه من أجل البزنسة معه، وهو نفس الأمر الذي يقومون به من خلال انتداب اللاعبين الأفارقة الذين لا يعرفون حتى ترويض الكرة، لكن جلب مدربين من طينة روجي لومير ورولان كوربيس من شأنه أن يجلب الإضافة. الآن تقول لي هوبرت فيلود مدرب كبير، أقول لك بأن كل الألقاب التي فاز بها كانت مع وفاق سطيف واتحاد العاصمة، وله فضل كبير عليهما، لأن كتيبة اللاعبين التي يتوفر عليها والاستقرار الكبير الذي يملكه هاذين الفريقين يحتّمان عليه الفوز بالألقاب رغما عنه، كما أن المساعدين كانا ماضوي ودزيري بلال المخضرمين في البطولة الوطنية كلاعبين ولديهما خبرة لا بأس بها في التدريب مع الوفاق والإتحاد. نحن كجزائريين لدينا مشكل كبير، المدرب الأجنبي نترك له كامل الوقت من أجل تحضير فريقه ونستشيره في الكثير من القضايا وحتى إذا لم ينجح نقرر أن نرقيه إلى مدير فني..نحترم كثيرا المدرب الأجنبي . لكن من بين كل الذين مروا على بطولتنا يمكن القول بأنّ هناك 4 أو 5 مدربين يملكون سير ذاتية جيدة وتاريخ كبير في كرة القدم. من جهة أخرى المدرب الجزائري نقسوا عليه من اليوم الأول وفي أول اختبار نحكم عليه، جيلي من اللاعبين الذين تحولوا إلى مدربين يمكنهم القيام بأشياء رائعة، أنظر ما قام به جمال مناد في كل الفرق التي مر بها، والمستوى الذي أصبحوا يلعبون به لدليل على قوة المدرب الجزائري تقنيا وتكتيكيا، وفي الكثير من الأحيان يتفوق المحلي على الأجنبي في صورة مناد، الذي فاز على أكبر المدربين الموسم الماضي ذهابا وإيابا وفي الكأس. كما لا يجب أن ننسى بأنه حتى على صعيد المنتخب الوطني، المدرب المحلي هو الذي قاد الجزائر إلى كل الانتصارات والأفراح، فكرمالي جلب التاج الإفريقي الوحيد الذي تملكه الجزائر، وخالف وسعدان أهّلا الجزائر إلى كأس العالم في الماضي، إلى أن جاء هذه المرة مدرب أجنبي الوحيد الذي تمكن من قيادة المنتخب الوطني إلى كأس العالم ونتمنى له كل التوفيق في البرازيل. كما أن كل الكؤوس القارية والعربية كانت من صنع المدرب المحلي، ولديّ رسالة أوجّهها لكل المسؤولين الذين انتهجوا نفس طريق إتحاد الحراش، لأن الاعتماد على المواهب الجزائرية وتوفير الاستقرار سيقوّي بطولتنا ويمكّننا من اكتشاف مواهب شابة في الآمال يتم ترقيتها إلى الأكابر مثل ما تقوم به غالبية الفرق مع نهاية الموسم الجاري.