أكد السعيد عبادو الأمين الوطني لمنظمة المجاهدين على ضرورة اعتراف فرنسا بجرائمها المقترفة في الجزائر على مدى يفوق القرن من الزمن. وقال أن هذا المطلب لا يمكن التنازل عنه بالمرة في الجزائر التي كافحت اكبر استعمار استيطاني خلف المعاناة والماسي، ولا زالت الألغام التي تركها دون الكشف عنها كلية تخلف الضحايا إلى يومنا هذا. وحول مدى الأوراق التي بحوزة المنظمة في المطالبة الدائمة بالاعتراف الفرنسي بالجرائم المرتكبة في الجزائر طيلة الحقبة الاستعمارية في ظل احتفاظ باريس بأكبر الصفقات وأكثرها قوة، أوضح عبادو في ندوة صحفية على هامش الدورة الثالثة للمجلس الوطني لمنظمة المجاهدين انه لا بد من وضع حدود فاصلة بين القضية الخاصة بالسيادة والوطن والعلاقات الثنائية التي لها إطارها الأخر ومسارها وتطورها. وقال أن الموقف الفرنسي تجاه الاعتراف بالجرائم الاستعمارية في الجزائر يعرف التطور وانه لم يبلغ المستوى الذي نتمسك به ونراه انسب في إعادة للتاريخ حقه الكامل ونصيبه بلا نقص. وذكر في هذا المجال بخطاب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بقسنطينة الذي جزم بان الاستعمار الفرنسي لم يحمل رسالة حضارة، لكن جرائم مروعة، كاشفا عن الكارثة الاستعمارية الكبرى وموقف السفير الفرنسي السابق باجولي بجامعة قالمة الذي لم ينكر ما اقترفه المستعمر الفرنسي من جرائم يندى لها الجبين لا زالت مجازر الثامن ماي الشاهد الحي على التراجيديا المرتكبة في قالمة وسطيف وخراطة يرويها الجلادون ببرودة دم وافتخار غير عابئين بالجرح الجزائري الذي يئن والعلامات المحمولة في الذاكرة والضمير، وهي جرائم لن تسقط بالتقادم. وذكر عبادو بان الموقف الفرنسي يعرف التقدم تجاه الاعتراف بالجرائم الاستعمارية في الجزائر خاصة مع مشروع القانون الأخير بالبرلمان الفرنسي الذي يطالب باريس بالاعتراف بجرائم إجراء التجارب النووية بالصحراء الجزائرية وتعويض الضحايا والذين ألحقت بها الاضرار سواء العسكريين اوالمدنيين. وكل هذا التحول الذي يعتبره عبادو غير كاف، خطوة في الاتجاه الصحيح تجاه اعتراف فرنسا الاستعمارية بالجرائم في الجزائر وإقرار التعويضات اللازمة، وهي جرائم صارت محل النقاش والجدل في الوسط السياسي الفر نسي بعدما كانت مغيبة حتى عن الرأي العام. ------------------------------------------------------------------------