تزخر بلدية تاسكريوث الواقعة على بعد 55 كلم شرق عاصمة ولاية بجاية، بمؤهلات طبيعية وموارد مائية هائلة، ترشّحها لأن تكون من بين المناطق الأكثر تنمية وجذبا للسياح في بجاية، إلا أنّ التأخر الواضح في التنمية والركود في إنجاز المشاريع هو الواقع المرّ الذي تعيشه المنطقة . فقلة مداخيل البلدية وغياب رؤية سياسية واضحة للمسؤولين المحليين، من أبرز المشاكل التي تعاني منها هذه البلدية الغنية - الفقيرة، والتي وقفت في وجه تحقيق التنمية بها، كونها تفتقر لمصادر دخل واضحة، ما جعل المنتخبين المحليين عاجزين عن إدراج مشاريع ذات منفعة عامة، تساهم في تحسين الظروف المعيشية للسكان، فالبلدية تعاني من نقص في المواصلات، الانارة العمومية، مذبح بلدي وسوق أسبوعي، إلى جانب نقائص عديدة تؤرق يوميات سكان مختلف مناطق هذه البلدية التي ورغم ما تتوفر به من مصادر مياه عديدة، إلاّ أنها تشكو من أزمة مياه خانقة، والسبب يعود إلى غياب بنية تحتية صلبة تساعد على استغلالها بالشكل المطلوب، فبناء خزان مائي جديد وتجديد شبكات مياه الشرب، يمكنها تخفيف الضغط على مخزون المنبع الكبير بمنطقة العنصر أزقزا، وبالتالي القضاء نهائيا على مشكل قلة مياه الشرب بالمنطقة. وعلى الرغم من الإمكانيات السياحية الكبيرة والفضاءات الغابية وثرواتها النباتية والحيوانية، التي تزخر بها بلدية تاسكرويث، وأبرزها شلالات كفريدة التي تعدّ من أهم وأجمل المواقع السياحية، حيث يستقطب سنويا أعدادا كبيرة من السياح والزوار من مختلف ربوع الوطن وخارجه، غير أنّ سوء استغلال الموقع جعلها لا تستفيد من مداخيله، التي يمكنها من تغطية العجز المادي والاقتصادي الذي تعاني منه البلدية، فمعلم سياحي كهذه الشلالات كان بمقدوره إخراج البلدية من انكماشها الاقتصادي لو تمت تهيئته بالشكل المناسب، وذلك بوضع مخططات تهيئة وتسيير وبمقاييس عالمية، غير أنّ مسؤولو بلدية تاسكريوث يؤكدون أن الموقع تابع لأملاك الدولة، ولم تتلق البلدية بعد الضوء الأخضر لبدء استغلاله كما يليق به. وفي هذا الصدد، أكّد العديد من السياح ل "الشعب"، أنّ المنطقة برمّتها تضمّ جبالا غاية في الروعة والجمال، وهي تفتح ذراعيها لمحبي السياحة الجبلية، نظرا لما تزخر به من مقومات طبيعية ومواقع رائعة تستهوي السياح وتدعوهم لاستكشافها، حيث تشهد إقبالا منقطع النظير من طرف السياح والزوار الذين انبهروا بالبنية الطبيعية للمكان واللوحة الفنية التي صنعها الخالق، بالتحاف هذه الشلالات بغطاء نباتي متنوع من أشجار الصنوبر والزيتون، ومنحها سحرا فريدا وجمالا خلابا، زادته الخضرة ومياه الشلال رونقا، لكن المكان بحاجة ماسة إلى مرافق جديدة، كبناء هياكل الإقامة، تهيئة المحيط، توسيع فضاءات الاستقطاب.