طالب الرئيس الأميركي باراك أوباما حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالاعتراف بحق إسرائيل في الوجود ووقف هجماتها الصاروخية عليها رغم أن قوات الاحتلال الإسرائيلي خرقت يوم الخميس وقف إطلاق النار الذي أعلنته قبل ستة أيام في غزة عندما أقدمت زوارقها الحربية على قصف شاطئ غزة مخلفة 5 اصابات في صفوف الفلسطينيين. وقد انتقدت حماس هذه التصريحات، وقال ممثلها في لبنان أسامة حمدان: إن الرئيس أوباما يصر على ألا يُحدث أي تغيير في نهج من سبقوه. ووصف حمدان، في حديث صحفي، تصريحات الرئيس الأميركي الجديد بشأن وقف إطلاق نار دائم في قطاع غزة بأنها بداية غير موفقة. وجاءت تصريحات أوباما في كلمة له بعد إعلانه تعين السناتور السابق جورج ميتشل مبعوثا خاصا للسلام في الشرق الأوسط والسفير ريتشارد هولبروك مبعوثا خاصا إلى أفغانستان وباكستان. وفي كلمة بالمناسبة جدد أوباما تأكيده على العمل من أجل تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، وأكد التزام بلاده بالدفاع عن إسرائيل ودعمها في مواجهة الأخطار، وكذا دعم الولاياتالمتحدة ما أسماه نظاما لمنع تهريب السلاح إلى قطاع غزة. ومقابل مطالبته حماس وقف الصواريخ، قال الرئيس الأميركي إنه يتعين على إسرائيل في المقابل أن تفتح المعابر لمساعدة الفلسطينيين والانسحاب من قطاع غزة، مبديا تعاطفه مع المدنيين الفلسطينيين الذين يحتاجون فورا إلى الطعام والمياه النظيفة والعناية الطبية العاجلة. واعتبر أوباما أن المبادرة العربية للسلام تحتوي على مواد بناءة، مضيفا أنه حان الوقت كي تساعد الدول العربية جهود السلام من خلال دعم الرئيس الفلسطيني محمود عباس والحكومة الفلسطينية، وأخذ الخطوات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. جاء ذلك في أول نشاط ذي طابع دبلوماسي للرئيس أوباما بعد يوم من تولي مهامه حيث ترأس في مقر وزارة الخارجية الأميركية حفل الإعلان عن تعيين جورج ميتشل 75 عاما الذي يوصف بأنه مهندس السلام في ايرلندا الشمالية، مبعوثا خاصا إلى الشرق الأوسط. وفي ذات اللقاء أعلن عن تعيين هولبروك، الذي توسط في إيجاد اتفاق السلام بين القوى المتحاربة في البوسنة. وتوصل إلى ما عرف باتفاق دايتون للسلام، مبعوثا خاصا للولايات المتحدة إلى أفغانستان وباكستان. وفي الحفل ألقت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون كلمة أكدت فيها أن بلادها تشهد حاليا ميلاد عصر جديد في سياستها الخارجية. ومن جانبه أقر جورج ميتشل فور تعيينه بأن ملف الشرق الأوسط يتسم بالتغير والتعقيد، لكنه استدرك قائلا: إنه لا يوجد نزاع لا يمكن إنهاؤه. وبشأن أفغانستان قال الرئيس أوباما إن الوضع هناك لا يزال خطرا، وتوقع أن تطول المواجهة مع حركة طالبان. وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد خرقت يوم الخميس وقف إطلاق النار الذي أعلنته قبل ستة أيام في غزة عندما أقدمت زوارقها الحربية على قصف على شاطئ غزة، مما أدى إلى جرح خمسة فلسطينيين، واستهدفت القذائف الإسرائيلية مدينة غزة وشمال ووسط القطاع، حيث قامت طائرات مروحية ومقاتلات إسرائيلية بطلعات واستعراضات استفزازية فوق القطاع. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود عيان قولهم إن الجرحى هم امرأتان وطفلان ورجل مسن، مضيفة: أن القذائف أصابت بأضرار منزلا وقاربين للصيد. ومن جانبها عزت قوات الاحتلال الإسرائيلي إطلاق نيران من زوارقها الحربية للتصدي لما سمته خرق قارب صيد للحدود البحرية، وكان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي قد أعلن الأربعاء إكمال انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة والانتشار خارجها، مؤكدا استعداد تلك القوات لأي أحداث، وعلق المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فوزي برهوم على إعلان الإسرائيليين إتمام انسحابهم بالقول إن ذلك ليس كافيا لحل الأزمة، داعيا إلى رفع الحصار المفروض على القطاع وفتح كل المعابر. من ناحية ثانية قال جهاز الدفاع المدني التابع للحكومة الفلسطينية المقالة إن العدوان الإسرائيلي على غزة أدى إلى مقتل 11عنصرا من طواقمه، وطالب المدير العام للجهاز يوسف الزهار الخميس في مؤتمر صحفي عقده في مقر للجهاز دمره القصف الإسرائيلي وسط قطاع غزة بتقديم المسؤولين الإسرائيليين إلى محاكمات دولية على خلفية العملية العسكرية على القطاع، واتهم الزهار الجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب ضد المسعفين وطواقم الدفاع المدني أثناء القيام بعملهم في غزة.