اعتبر محمد العربي ولد خليفة، رئيس المجلس الشعبي الوطني، أن بلورة وثيقة مشروع تعديل الدستور ينتظر اتفاق الشركاء السياسيين على دستور توافقي يجسد تطلعات الجزائريين وينسجم مع المبادئ النوفمبرية، مؤكدا أن قوة الجزائر تتكرس من خلال وحدة وتماسك جبهتها الداخلية، واستشهد بالانتصار الكبير المحقق في مواجهة التحديات الأمنية. ويرى أن جميع الجهود توجه للمحافظة على أمن واستقرار الجزائر والدفاع عن وحدة شعبها كأولوية وفي صدارة الاهتمامات. قال رئيس المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة في كلمة ألقاها خلال افتتاح الدورة البرلمانية الخريفية، إنه لا يمكن الفصل بالمواطنة والكفاءة والجد في المعركة التنموية، حيث اعترف أنه من التحديات الراهنة، تسريع وتيرة القاطرة التنموية من خلال توفير اليد العاملة الماهرة في الأداء عبر جميع القطاعات، ولا يتسنى ذلك إلا من خلال تربية النشء على التميّز والانضباط، لأن ذلك يعد من قيم المواطنة ومن واجبات المواطن حتى يتحقق إنتاج الثروة وولوج المنافسة الدولية، في ظل الإمكانات المادية والبشرية التي تتمتع بها الجزائر وترشحها كي تتبوأ قائمة الدول الرائدة. وبخصوص الأحداث التي عرفتها ولاية غرداية في السابق، صرح أن المواطنين في هذه الولاية جزء لا يتجزأ من المجموعة الوطنية، لأن الجزائر لم تعرف لا في قوانينها ولا عُرفها أيّ توزيع طائفي أو تمييز عرقي، رغم ما عانته من محاولات تشتيت وطمس لهويتها من طرف الاستعمار الفرنسي، فلا فرق بين الشمال والجنوب. ووقف المسؤول الأول في الغرفة البرلمانية الثانية على جهود الجزائر، خاصة من خلال دبلوماسيتها في تحقيق الأمن في المنطقة، لاسيما في ليبيا ومالي، إلى جانب تحرير الرهائن الجزائريين بدون فدية، ونجحت بفضل يقظة شعبها وجيشها وأسلاك أمنها في التغلب على الإرهاب، واصفا الجزائر بالبلد الأكثر أمناً في المنطقة. وفي الشق السياسي، أوضح ولد خليفة أنه عقب عدة أسابيع من مسار المشاورات حول الدستور، مازال الباب مفتوحا من أجل تحقيق اتفاق الشركاء في الساحة السياسية على دستور توافقي يلبّي تطلعات جميع الجزائريين وينسجم مع روح بيان الفاتح نوفمبر. ويرى رئيس المجلس الشعبي الوطني، في سياق متصل، أن قوة الجزائر ومكانتها ترتكز على تماسك الجبهة الداخلية ومشاركة الجميع في بناء توافقية سياسية تنهل من تجارب الماضي ومن التحولات الجيوسياسية المتسارعة. على الصعيد الاقتصادي، اعترف رئيس الغرفة البرلمانية السفلى، أن تحديات عديدة تواجه كسب رهان المعركة التنموية، بما فيها مهارة اليد العاملة ووفرة الكفاءات في جميع المجالات. مشددا في سياق متصل، على ضرورة تجاوز ضعف مردودية العمل الذي يتطلب من المؤسسات المعنية أن تنشئ الأجيال على الامتياز والانضباط، لأنها تعد ضمن قيم المواطنة التي نحتاجها اليوم للتطور والمساهمة في إنتاج الثروة وولوج المنافسة الدولية في ظل ما تزخر به الجزائر من إمكانات مادية وثروة بشرية. وجدد دعم كفاح الشعب الفلسطيني وإصرار الجزائر، بإخلاص، على مواصلة دعمها لغزة وجميع الأراضي المحتلة التي تواجه آلة الدمار الصهيونية. ووقف على تلبية رئيس الجمهورية لنداء ضحايا العدوان من جرحى ويتامى وأرامل بالدعم المالي، إلى جانب نشاط الدبلوماسية الجزائرية الذي يصبّ في نصرة حق الشعب الفلسطيني من أجل افتكاك حريته وإقامة دولته على أرضه. واستطرد رئيس المجلس الشعبي الوطني، في ذات السياق يقول، وذات الموقف يسري على قضية الشعب الصحراوي، وتواصل الجزائر المطالبة بتطبيق ميثاق الأممالمتحدة الذي يمنع احتلال أراضي الغير بالقوة مع عدد كبير من دول العالم، ويمنح الشعب الصحراوي حق تقرير مصيره بحرية وشفافية. ودعا ولد خليفة الشعب الجزائري وجميع فعالياته السياسية وكذا منظمات المجتمع المدني، إلى السير نحو تعاون أوسع وتوافق حول القضايا الجوهرية من أجل الحفاظ على وحدة الشعب وجبهته الداخلية. وشدد على ضرورة إيلاء العناية والاهتمام بفئة الشباب، حيث اعتبره الذخيرة الحية للوطن وثروته الدائمة التي تنمو وتتجدد بالعلم والعمل.