وقفت «الشعب» على حال الطريق السيار في جزئه الشرقي، خاصة في المقطع الرابط بين مخرج بوزقزة والبويرة، حيث يعرف الطريق الكثير من التصدعات وعدم التوازن، فبمجرد الدخول لهذا الشطر تصبح السيارة تهتز بطريقة تثير الهلع وهو ما يجبر السائق على تخفيض السرعة والسير بحذر حتى يتجنّب الوقوع في فخ حوادث المرور. وما يزيد من صعوبة السير على هذا الجزء من الطريق السيار، هو انعدام أدنى احترام لقانون المرور، فشاحنات الوزن الثقيل تفرض منطقها وكم هي الملاسنات والمشاحنات مع سائقي السيارات السياحية. ويلاحظ الجميع التأخر الكبير في إعادة تهيئة جزء الطريق الرابط بين الأخضرية والبويرة، حيث يعرف منذ أكثر من سنتين غلق حوالي 6 كلم على 3 مقاطع، بعض منها يوجد في مرحلة التزفيت وتتسبب هذه المقاطع في بعض الأحيان في ازدحام كبير، خاصة في أوقات الذروة. وقد عانت العائلات التي كانت تصطحب معها أطفالا صغار أو كبار السن، حيث تضرروا كثيرا بفعل درجات الحرارة المرتفعة وانعدام محطات التوقف والراحة في هذا الشطر، حيث تبقى محطة عين زادة ببرج بوعريريج عند القدوم من الولايات الشرقية آخر مكان يمكن الاستراحة فيه وهو ما يزيد من متاعب السائقين. وامتدت بعض الأضرار إلى أجزاء بين برج بوعريريج والبويرة، حيث انتشرت العديد من الحفر التي قد تشكل خطرا خاصة ليلا، وهو ما يتطلب صيانتها بسرعة. وفي سياق متصل، يعرف الجزء الممتد بين سطيف والعلمة أعمال صيانة، في الوقت الذي تم فيه الانتهاء من تهيئة جزء كبير بين قسنطينة والخروب ولكن تم التخلي عن وضع الخطوط التي تفصل بين الجهة اليمنى واليسرى والشريط الصفر وهو ما يجعل معالم الطريق تنعدم ما قد يشكل خطرا على السائقين. وتعرف محطات الخدمات بعين زادة والبابور تدهورا عما كانت عليه، عدا توفر الأمن والوقود في كل وقت، فيما تبقى المراحيض تعاني من انتشار المياه وتعطل بعض الحنفيات. وبالرغم من مجهودات الأعوان هناك، إلا أن كثرة الطلبات تستدعي توسعة أكثر وتحسين نوعية الخدمات ولم يمانع الجميع ممن ينتقدون وضع تلك المحطات من إمكانية الدفع مقابل الاستفادة من خدمات أحسن. وتعرف أسعار المقاهي ارتفاعا كبيرا، ففنجان قهوة يباع ب50 دج، بينما تعرف بعض الآلات ذات الخدمة الذاتية تعطلا مستمرا دون أدنى إشارة إلى أنها معطلة وهو ما يجعل الكثيرين يتذمرون من تلك السلوكات. وحتى الأطعمة مفروضة على قاصدي هذه الأماكن، حيث لا يجدون خيارات أمامهم، بينما الإسعار مرتفعة جدا، فسندويتش بسيط يباع ب300 دج، في صورة تؤكد انتشار سلوك الابتزاز وعدم السعي وراء تطوير النشاطات وهو ما يجعل المواطن البسيط يتذمر من مثل هذه السلوكات المشينة، وتفرض عليه التفكير في قضاء عطلته خارج الوطن.