لا يزال سكان العديد من المناطق الريفية المعزولة بقسنطينة، يعيشون على أمل التغيير والتمكن من العيش الكريم، يسهل لهم الحياة بمناطق نائية تفتقد إلى أدنى المرافق الضرورية. هؤلاء الذين يعايشون قساوة طبيعة، برودة الشتاء وحرارة الصيف طامعون بالتفاتة بسيطة من السلطات المعنية بمساعدة سكان وأهالي الأرياف والمناطق المعزولة. «الشعب" وفي جولة استطلاعية قادتها إلى قرية "الحنبلي" الكائنة ببلدية "ابن باديس"، كشفت عن جملة من النقائص التي يشتكي منها سكان المنطقة التي ورغم مشاريع فك العزلة، إلا أنها لم تكن في مستوى الطموحات. بمجرد دخولنا لإقليم البلدية، لاحظنا إهتراء الطريق الرئيسي والوحيد المؤدي إلى مقرها، جرّاء استعمالها من طرف شاحنات الوزن الثقيل التابعة للمحاجر، وكذا المصانع بالمنطقة الصناعية. الطريق المؤدي للقرية الفلاحية الحنبلي، في حالة إهتراء تام تعكس حالة التراجع التي تعرفها المناطق الريفية المعزولة بقسنطينة، وتفرض برامج عاجلة من شأنها تحريك عجلة التنمية المحلية. القرية الفلاحية بالدرجة الأولى يشتكي سكانها من نقائص يعتبرونها من أهم ضروريات الحياة في مقدمتها مشكل انقطاع المياه عن منازلهم. المنطقة التي استفادت من مشروع توصيل المياه إلا أنه شهد تأخرا محسوسا فارضة على السكان القيام برحلة الألف ميل للحصول على قارورة ماء واحدة، وهي المعاناة التي تفاقمت في فصل الحرارة المفرطة، وأدت بالسكان إلى التنقل الدائم إلى إحدى الينابيع الطبيعية للتزود بالمياه الصالحة للشرب. سكان المنطقة وفي حديثهم لجريدة "الشعب"، أكدوا على ضرورة توصيل منازلهم بشبكة المياه حتى يتمكنوا من العيش بطريقة أحسن. ... نقص المواصلات يثير سخط الأهالي ويشتكي سكان الحنبلي من نقص وسائل النقل الريفي من وإلى القرية، وهو النقص الكبير المسجل في عدد الحافلات العاملة بمركز البلدية، بالرغم من النشاط الكبير الذي يتميز به، حيث عبر العديد من السكان ل«الشعب" عن تذمرهم واستيائهم الشديدين إزاء هذه الوضعية التي وصفوها بالكارثية، والتي أصبحت هاجسا يعكر صفو حياتهم اليومية. قال السكان لنا بنبرة غضب، أنهم يضطرون للانتظار ساعات طويلة على أرصفة المحطة لضمان تنقلاتهم، لاسيما خلال أوقات الذروة، كما أكدوا بأن عدد الحافلات الناشطة على مستوى الخط المذكور لا يتجاوز الاثنين وكلها مهترئة. ويزداد الوضع سوءا كلما تعرضت إحداها للأعطاب أو التوقف، الأمر الذي يساهم في تأزم المشكلة، مما يضطر الكثيرين من السكان إلى التنقل سيرا على الأقدام تحت وطأة أحوال الطقس القاسية شتاءً وصيفا لما يزيد عن 7 كم. وهناك من يجدون أنفسهم مجبرين على اللجوء إلى سيارات «الكلاندستين" التي ليس بمقدور الجميع تحمل مصاريفها المرتفعة سيما وأنهم في حالة تنقل مستمر لمركز البلدية لقضاء حوائجهم، فضلا عن الإهتراء التام الذي يشهده الطريق المؤدي للقرية التي تعرف كثافة سكانية لا بأس بها رغم أنه عرف إصلاحات في عدة مناسبات غير أن الطريق يعود لحالته السابقة بعد عدة أسابيع. المنطقة الفلاحية التي استفاد سكانها سابقا من الدعم الريفي، تحولت بموجب هذه الإعانات إلى سكنات لائقة يتمتع سكانها بحرية الحياة حسب الطابع الفلاحي. ....... المحاجر والمفرغة العمومية كابوس آخر من جهة أخرى، تعرف بلدية "ابن باديس" العديد من السلبيات التي شوهت من المنظر العام للمنطقة، خاصة وأنها بلدية تعرف بطابعها الفلاحي والمشهورة بجودة أراضيها الزراعية، إلا أن ظاهرة المحاجر المنتشرة بالبلدية أثرت سلبا على صحة السكان الذين أضحوا يعانون من أمراض صدرية تنفسية، هذا إلى جانب تأثيرها على الأراضي الفلاحية ذات المردود الكبير مثلما تكشف عنه إحصاءات سنوات مضت. يشتكى عديد الفلاحين المالكين للأراضي الفلاحية لنا نتيجة هذه الوضعية من من تراجع المردود الفلاحي بسبب الأتربة والغبار الناتج عن المحاجر التي يزيد عددها بالمنطقة عن 20 محجرة تعود ملكياتها للخواص. ويضاف إلى هذا الضوضاء الصاخبة الناتجة عن الإنفجارات المتكررة بالمحاجر التي تطوق المنطقة من كل حذب وصوب، مع العلم إن مدخل البلدية يتخلله منطقة صناعية ضخمة تجعل من الطريق العام للبلدية طريقا خاصا بشاحنات الوزن الثقيل ما ساهم بإهتراء الممرالوحيد المؤدي للبلدية. ويعاني سكان المنطقة من مشكل عويص نغص عليهم حياتهم والمتمثل في المفرغة العمومية التي أضحت تشكل خطرا على صحتهم، بسبب الروائح الكريهة المنبعثة منها. وقد أكدوا لنا أنهم لا يستطيعون التنفس جراء هذه الروائح الكريهة المنبعثة من كل مكان ليل نهار. وهي وضعية أدت بالسكان إلى الإقدام عديد المرات على غلق الطريق والمطالبة بإزالتها بشكل نهائي . المفرغة العمومية التي تستقبل القمامة الخاصة ل 5 أو 6 بلديات قسنطينة لم تسبب فقط ي انتشار الروائح الكريهة لكن أيضا في تسرب المواد الكيمائية ومياه الصرف الصحي عبر عديدي نقاط البلدية، ليبقى الإنشغال مطروحا إلى حد الساعة. ....رئيس البلدية يطمئن أخذنا هذه الانشغالات إلى السلطات المحلية، حيث أكد رئيس بلدية "ابن باديس" "زفيزف كمال" ل«الشعب"، على أن هذه المسائل ستؤخذ بالاعتبار، مذكرا بمشاريع إنمائية قيد الإنجاز تعيد للمنطقة مكانتها وللسكان الاعتبار. وذكر رئيس البلدية لنا في هذا المقام أن مشروع توصيل الغاز الطبيعي لقرية الحنبلي قد قارب على الانتهاء، حيث سيتم توصيل كل من قرية خنابة والحنبلي معا في أقرب الآجال. أما بالنسبة للطريق المؤدي لقرية الحنبلي، فقال إن البلدية استفادت من مشروع إعادة الاعتبار للطريق الرابط بين مقر البلدية والقرية التي تبعد عنها ب10 كلم، مؤكدا أن المجلس الشعبي البلدي يعمل ما في وسعه للارتقاء بالبلدية وقراها لمستوى يتماشى ومتطلبات السكان.