«حان الوقت أن يأخذ المواطن مكانته الكاملة"و"من الضروري إشراكه في الأمور التي تهمه"، "على المواطن أن يحظى بخدمة عمومية تليق به"،....عبارات ردّدها المواطنون في تصريح ل"الشعب" خلال استطلاع حول مشاركتهم في تسيير شؤون بلدياتهم، حيث رحّب محدثونا من مختلف بلديات العاصمة بهذه التعليمة التي من شأنها تقريب المواطنين من المجالس البلدية وإيصال مشاكلهم ومحاولة تذليلها من خلال الإصغاء إليهم وكذا القرارات الخاصة بالبلدية وحل مشاكله. ثمّن عديد المواطنين التعليمة الأخيرة لوزير الداخلية والجماعات المحلية القاضية بتحسين العلاقة بين الإدارة والمواطن وإعادة تأهيل الخدمة العمومية وتعزيز الاستثمار المحلي، من خلال إشراك المواطنين في نقاشات المجالس الشعبية البلدية، خاصة فيما تعلّق بالأمور التي تهمه وذلك باعتبارها حقوق مقرّرة لهم دستوريا وفق قوانين الجمهورية ...، حيث تقاطعت الآراء في أنها "تعليمة ستعيد للمواطن مكانته الحقيقية". وأكد المواطن حسان من بلدية الشراقة، أنه هناك حقوق كثيرة للمواطنين مكرّسة غير أنه لا يوجد لها إثر في الميدان، حيث كان يتم اتخاذ قرارات فردية لقضايا تخص سكان البلدية دون الرجوع إليهم وأخذ رأيهم فيها مكان يتسبب في عدة تناقضات، ما يجعل مشاكلهم تدور في حلقة مفرغة على حدّ تعبيره. وفيما يخص القرار الخاص بإبلاغ المواطنين بواجباتهم وحقوقهم وكذا توعيتهم أفاد المواطن محمد من بلدية دالي إبراهيم أنه لا يوجد علاقة اتصال ما بين المنتخب المحلي والمواطنين، حيث يتم تخصيص أيام استقبال للمواطنين من أجل طرح مشاكلهم والتي تتمحور عادة في أزمة السكن غير أنه لم يتم ملاحظة نزول رئيس البلدية إلى الميدان لمعرفة المشاكل الآخرة التي يعاني منها المواطنون ومحاولة تذليلها سويا، مشيرا إلى أنه هناك تقصير من المجالس المنتخبة في مجال تبليغ المواطنين بواجباتهم وحقوقهم ومحاولة توعيتهم. جمال من بلدية الجزائر الوسطي، أكد أن قرار الداخلية في إشراك المواطن في الشؤون المحلية يعد خطوة حضارية من شأنها أن تحقّق التنمية المحلية أكثر كما أنه قرار سيعيد الثقة للمواطنين بعد أن فقد الأمل في حل الكثير من مشاكله العالقة بعد أن كانت الأبواب تصد في وجهه. وأجمع محدثونا -إن توجيهات وزير الداخلية تأتي في أوج حاجة المواطنين لها وأن تذليل الصعوبات في المعاملات الإدارية تترجم التفات السلطات في تسهيل تعاملات المواطنين، خاصة وأن المواطن اليوم بأمسّ الحاجة إلى طمأنته على حاضره ومستقبله، فهذه التوجيهات يقولون تمسّ كل واحد منهم وتهدف إلى التخفيف عنهم وتحقيق العيش الكريم وتسهيل تعاملاتهم اليومية. ولعلّ أهم المشاكل التي تواجه المواطن في تعاملاته الإدارية يقول المواطن "محمد" الذي التقيناه بشارع ديدوش مراد -البطء في معالجة الملفات مما ألحق بالغ الضرر بالمراكز القانونية للأفراد-، وكذا الصعوبة التي تواجهها السلطات العمومية في تلبية الحاجيات الاجتماعية خصوصا في مجال الشغل والسكن وتطور الظاهرة البيروقراطية ما زعزع حسبه العلاقة بين الإدارة والمواطن . وقال وسيم دكتور بمصلحة الاستعجالات بمستشفي مصطفى باشا الجامعي والذي يشاطر رأيه العديد من المواطنين - أن توجيهات وزير الداخلية أزاحت عبئا ثقيلا عن كاهل المواطنين بعد أن كانت تشكل هاجسا يوميا في حياتهم، مؤكدا أن الإدارة اليوم ملزمة بترجمة هذه التوجيهات للتخفيف عن المواطنين. واعتبر كمال تاجر ببلدية "الشراقة" أن القرار الخاص بتبسيط الإجراءات الإدارية من شأنه أن يسهّل من تعاملاته التجارية، خاصة وأن عمله كتاجر يتطلب منه التعامل كثيرا بالوثائق الإدارية وهو ما كان يثقل كاهله في كل مرة ويعطّل مصالحه. واستبشرت السيدة عائشة التي صادفناها بشارع ساحة كنيدي ببلدية الأبيار خيرا بقرارات الوزارة حول توطيد العلاقة بين الإدارة والمواطن مؤكدة في هذا الإطار، أن المواطن فقد كل الثقة بالإدارة ولعل من شأن هذه الإجراءات والتوصيات أن توطّد العلاقة بينهم وتعيد الثقة للمواطن مجددا بعد أن فقدها بسبب المشاكل التي تواجهه يوميا. حمزة شاب يبلغ من العمر 30 سنة، أكد لنا أن الإجراءات الأخيرة التي تمّ اتخاذها في هذا الاجتماع أعادة الثقة مجددا في المواطنين الذين لا طالما عانوا البيروقراطية، متأملا في تطبيقها قريبا على أرضية الواقع. وثمّن مراد محامي متربص عزم السلطات العمومية على عدم ادخار أي جهد في تفعيل جميع الإجراءات التي من شأنها القضاء على مجمل الاختلالات المتسببة في تذمر المواطن وفي تعطيل المصالح الإدارية، مؤكدا لنا أن التحولات التي يعرفها المجتمع وتطلعات المواطنين المتزايدة تستدعي أكثر من أي وقت مضى من السلطات العمومية إعادة النظر في أعمال الإدارة لتكييفها مع المستلزمات والتحديات المختلفة.