شكّل موضوع «إنشاء مؤسّسات صغيرة ومتوسّطة في المجال الثّقافي»، محور اليوم الدراسي والتّحسيسي الذي نظّم أول أمس بقصر الثقافة مفدي زكريا، من طرف مديرية التنمية الصناعية وترقية الاستثمار لولاية الجزائر، بالتنسيق مع مديرية الثقافة، بحضور خبراء، فنانين وشباب ناشطين في المجال الثقافي، وممثلي 4 وكالات دعم تشغيل الشباب. ونالت مسائل التّكوين والمرافقة والتمويل نصيب الأسد في تدخّلات المشاركين، الذين أثاروا أيضا مشكل احتكار بعض المؤسسات الفنية للإنتاج الثقافي ببلادنا، وصدّ بعض الهيئات أبوابها في وجه المبدعين الشباب. اعتبرت المنسّقة الوطنية لأسبوع المقاولاتية، فتيحة راشدي، أنّ نجاح الصّناعة الثقافية متوقّف على توفر مناخ استثمار مشجّع، يساهم في خلق مؤسسات ثقافية منتجة ومربحة صغيرة ومتوسطة في السينما والمسرح والنشر وغيرها، مؤكّدة أنّ الشباب الراغب في إنشاء مؤسسات ثقافية مطالب بالتخلي عن فكرة الاتكال على الدولة. وقالت راشدي: «التّمويل يأتي بعد وضع الراغب في إنشاء مؤسسته مخطّط عمل طويل المدى، يقوم على دراسة السوق وحاجياته وعدد الموظفين وإمكانياته المادية، والقيام بعملية التدقيق والتقييم لتحديد الخسائر والأرباح المتوقعة، حتى لا يفشل المشروع، فالحصول على دعم مادي من الدولة لا يعني أن نجاح المؤسسة مضمون». ودعت فتيحة الشباب إلى الإبداع والابتكار والمبادرة لخلق مؤسسات تنافسية، لبعث التنمية الوطنية وتشجيع الاستثمار المنتج في مجال الثقافة. من جهته، كشف مدير الثقافة لولاية الجزائر، مختار خالدي، عن تمويل أكثر من 317 مشروع ثقافي على مستوى العاصمة، مؤكدا أن هيئته متفتحة على جميع طلبات وانشغالات المبدعين الشباب، وستقدم لهم الدعم والمرافقة لتحقيق تنمية صناعية ثقافية صلبة. الخبيرة زفيرة بابا أوارتسي، دعت في تدخّلها إلى الانفتاح على المبدعين الشباب لتفجير طاقاتهم وتطوير فكرهم المقاولاتي الثقافي، مشيرة إلى أنّ الكثير منهم يشعرون بغياب جو استثماري مشجّع ومحفّز، ويجدون أبوابا مختلف الهيئات موصدة في وجههم، مشدّدة على ضرورة خلق تواصل بين المقاولين الشباب والمسؤولين، واعترفت في نفس الوقت بأنّ الجزائر هي البلد الوحيد الذي يقدّم قروض دعم للشباب الراغب في الاستثمار. اتّفاقية بين مديريتي الثّقافة والتّنمية الصّناعية لولاية الجزائر وعلى هامش اليوم التّحسيسي، تمّ التوقيع على اتفاقية بين مديريتي الثقافة والتنمية الصناعية وترقية الاستثمار، لدعم فرص الاستثمار في المجال الثقافي، وتأطير الشباب الراغبين في إنشاء مؤسسات في السينما والمسرح والموسيقى والحرف والهندسة المعمارية..وغيرها. وأكّد حمو بن عبد الله، مدير التنمية الصناعة وترقية الاستثمار، في تصريح مقتضب ل «الشعب»، أنّ من شأن هذه الاتفاقية المساهمة في تطوير الاستثمار الشباني في ميدان الفنون والثقافة، الذي يعدّ قطاعا مربحا ويسهم في توفير مناصب شغل جديدة وأحد أدوات التنمية، هذا إلى جانب كما قال القضاء على ظاهرة استيراد المنتوج الثقافي الأجنبي، وبالمقابل رفع مستوى المنتوج الثقافي الوطني، ولم لا تسويقه في الخارج. وذكر بن عبد الله أنّ هناك تسهيلات كبيرة قامت بها الدولة مؤخّرا لتحفيز الشباب على الاستثمار وإنشاء مؤسسات مصغرة في جميع القطاعات بما فيها الثقافة، من خلال آليات دعم التشغيل، معتبرا أنّ مناخ الاستثمار في الجزائر مشجع وكل الإمكانيات المادية متوفرة وكذا وجود حماية للملكية الصناعية، وما على الشباب المبدع إلا الانخراط في مسار التنمية، لخلق صناعة ثقافية قوية تضاهي ما هو موجود في كثير من الدول.