سمير بن طيب: "الإقبال على صناديق الاقتراع ضعيف مقارنة مع الانتخابات التشريعية والدورة الثانية واردة" توافد أمس الناخبون التونسيون على مراكز الاقتراع للتصويت في أول انتخابات رئاسية حرة مباشرة منذ انتفاضة 2011، على نحو 27 مرشحا وذلك وسط تهديدات إرهابية ما أسفر عن اجراءات استثنائية قرب المناطق الحدودية الغربية والجنوبية مع الجزائر وليبيا. تنافس في الانتخابات الرئاسية 27 مترشحا، علما بأن خمسة مترشحين من هؤلاء كانوا قد أعلنوا انسحابهم من السباق، لكن أسماءهم باقية على ورقة المترشحين وفقا لما يقتضيه القانون لكن السباق كان محتدما بين الباجي قائد السبسي (87 عاما) المسؤول السابق في عهد بن علي والرئيس الحالي المنصف المرزوقي الذي حذر من صعود شخصيات من عهد نظام الحزب الواحد مثل السبسي. وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات أن نسبة الإقبال على التصويت في الداخل بلغت نحو 12 بالمائة بعد 3 ساعات من بدء الاقتراع ونحو 19 بالمائة في الدوائر الانتخابية بالخارج. وتعتبر هذه النسب ضعيفة مقارنة بالانتخابات التشريعية حيث تواصل الإقبال الضعيف للفئات الشبابية على مراكز الاقتراع مقابل نسب متوسطة للكهول والشيوخ. من جهة أخرى أعلنت منظمة “مراقبون” المختصة في مراقبة العملية الانتخابية أن نسبة احترام القانون الانتخابي بلغت 78 بالمائة مع عدم تسجيل أي إخلال أو تجاوز خطير. فيما قالت أمس منظمة “أنا يقظ” إن مراقبيها رصدوا تجاوزات وعنفا متبادلا بين أنصار “النهضة” وأنصار “نداء تونس”، موضحة أن رئيس مركز الاقتراع بإحدى المدارس رصد شخصا خارج المركز وبحوزته أوراق اقتراع مما استوجب تدخل الأمن للتحري في الأمر. واستبق الإرهابي الجزائري المدعو لقمان أبو صخر زعيم كتيبة عقبة بن نافع المتواجدة عناصرها في جبال الشعانبي والسمامة والسلوم، الحدث الانتخابي حيث هدد بتنفيذ عمليات إرهابية، الأمر الذي دعا وزير الدفاع التونسي، غازي الجريبي، الناخبين التونسيين إلى التوجه لمراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية “دون أن يخافوا الإرهاب”. ففي وقت بدأ التونسيون الإدلاء بأصواتهم والبالغ عددهم أزيد من 5 ملايين في أغلب مراكز الاقتراع عند الساعة الثامنة بتوقيت تونس فإن نحو 50 مركز اقتراع في محافظات الكاف وجندوبة والقصرين القريبة من الحدود الجزائرية تقرر فتح أبوابها عند الساعة العاشرة. أين أرجعت الهيئة العليا للانتخابات هذا التأخير إلى دواع أمنية حيث تمثل المناطق المذكورة خط المواجهة الأولى مع العناصر الإرهابية المتحصنة في الجبال والمرتفعات على طول الحدود الغربية. وبحسب وكالات، تخضع السيارات الوافدة على مدينة الكاف الواقعة في الشمال الغربي للبلاد، على الحدود مع الجزائر، والتي كانت مسرحاً للعملية الإرهابية التي أودت بحياة خمسة جنود وإصابة 11 آخرين في الخامس من نوفمبر من هذا الشهر، لتفتيش دقيق عند مدخل برج العيسى. وفي جرادو المنطقة الحدودية الواقعة في مدينة الكاف والتي تبعد 45 كلم عن الحدود الجزائرية، تمركزت دوريات أمنية مشتركة من حرس وجيش عند كل خمس كيلومترات على طول المنطقة الغابية في منطقة الطويرف، كما كان الحضور الأمني مكثفاً في مدخل المدينة من جهة مدينة جندوبة. ومكاتب الاقتراع الخاضعة لحراسة الأمن والجيش موزعة على 27 دائرة انتخابية في تونس، علما بأن 6 دوائر انتخابية أخرى في الخارج بدأت عمليات الاقتراع منذ أمس الأول. وبمجرد غلق مكاتب الاقتراع انطلقت عمليات الفرز على أن تعلن النتائج خلال 48 ساعة. أمين لونيسي/وكالات
هؤلاء أبرز المرشحين خاض أمس 27 مترشحا الانتخابات الرئاسية التونسية التي جرت أمس فيما أعلن خمسة منهم انسحابهم من الانتخابات لكن القانون الانتخابي بتونس لا يعترف بهذه الخطوة ويعتبرهم مرشحين بشكل رسمي. وأبرز هؤلاء المرشحين هم “الباجي قائد السبسي”، وهو مؤسس ورئيس حركة نداء تونس العلماني الفائز بالانتخابات التشريعية التي أجريت يوم 26 أكتوبر 2014، والخصم الأول في تونس لإسلاميي حركة النهضة. قائد السبسي السبسي (87 عاما) هو أكبر المرشحين سناً وتولى في الماضي مسؤوليات حكومية (الداخلية، الخارجية،..) في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة الذي حكم تونس من 1956 حتى 1987. كما تولّى رئاسة البرلمان بين 1990 و1991 في عهد الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. وبعد الثورة، تم تكليفه برئاسة الحكومة التي قادت البلاد حتى إجراء انتخابات المجلس الوطني التأسيسي التي كانت أول انتخابات حرة في تاريخ تونس. ركز حملته الانتخابية على “إعادة هيبة الدولة” في خطاب لقي صدى لدى الكثيرين أنهكتهم حالة عدم الاستقرار التي تعيشها البلاد منذ 2011. المنصف المرزوقي حقوقي ومعارض سابق في المنفى لبن علي ومؤسس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية. انتخبه المجلس الوطني التأسيسي المنبثق عن انتخابات 23 أكتوبر 2011 رئيسا للجمهورية بصلاحيات محدودة مقابل صلاحيات واسعة لرئيس الحكومة. ويرى المرزوقي أن التحالف الحكومي الذي شكلته حركة النهضة الإسلامية الفائزة بانتخابات 2011 مع حزبين علمانيين هما “المؤتمر” و”التكتل” جنّب البلاد الانقسام بين علمانيين وإسلاميين. طرح المرزوقي خلال حملته، نفسه كسد منيع ضد عودة “السابقين”، مناشدا التونسيين منحه أصواتهم لمواجهة “التهديدات” المحدقة بالحريات التي حصلوا عليها بعد الثورة. سليم الرياحي رجل أعمال ثري يرأس النادي الإفريقي العريق لكرة القدم في تونس. ولا يعرف مصدر ثروته الواسعة لكن أحزاب معارضة ووسائل إعلام تونسية قالت إن له علاقات مع عائلة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي. حمة الهمامي قيادي في الجبهة الشعبية (ائتلاف يضم أكثر من عشرة أحزاب يسارية وقومية) التي حصلت على المركز الرابع في الانتخابات التشريعية الأخيرة ب15 مقعدا. من رموز اليسار الراديكالي في تونس وأحد أبرز معارضي الرئيس المخلوع بن علي الذي سجنه، وفضل البقاء في تونس على المنفى. زوجته راضية النصراوي التي أسست زمن بن علي منظمة لمناهضة التعذيب من أبرز الحقوقيات في تونس. كلثوم كنّو قاضية والمرأة الوحيدة المترشحة للانتخابات الرئاسية كمستقلة، وهي من أبرز المدافعين عن استقلالية القضاء في عهد بن علي الذي مارس عليها نظامه تضييقات لإخماد صوتها. بعد الثورة ترأست “جمعية القضاة التونسيين” وهي الهيكل النقابي الأكثر تمثيلا للقضاة في تونس. كمال مرجان آخر وزير خارجية في عهد زين العابدين بن علي وواحد من بين 6 مسؤولين سابقين في نظامه يخوضون غمار الانتخابات الرئاسية. بعد الإطاحة ببن علي. اعتذر للشعب عن عمله في نظام الرئيس المخلوع وأسس حزب المبادرة الذي يقول إنه يستند على الفكر البورقيبي. حصل الحزب على 3 مقاعد في البرلمان المنبثق عن الانتخابات التشريعية التي أجريت يوم 26 أكتوبر 2014. جمعها: أمين.ل
الأمين العام للمسار الديمقراطي الاجتماعي سمير بالطيب ل”الفجر” : التوجه نحو إجراء “دورة ثانية” متوقع الإقبال على صناديق الاقتراع “ضعيف” مقارنة مع الانتخابات التشريعية توقع سياسي تونسي في اتصال هاتفي مع “الفجر” التوجه نحو إجراء دورة ثانية في الانتخابات الرئاسية التي جرت أطوارها أمس، في حين نقلت الإقبال الضعيف لمكاتب التصويت مقارنة مع التشريعيات السابقة. وأوضح الأمين العام للمسار الديمقراطي الاجتماعي سمير بالطيب أن الاقبال على صناديق الاقتراع خلال الساعات الأولى من الصباح وإلى غاية الثالثة زوالا من ظهيرة أمس كان ضعيفا مقارنة مع الانتخابات التشريعية وفي هذا الصدد تابع بالطيب بالقول حول سير العملية الانتخابية وحقيقة الاستنفار الأمني بمراكز قرب الحدود الجزائرية “أنها كانت طبيعية والاقبال ضعيف محتشم إذ لم يتجاوز إلى غاية الظهيرة 30 في المائة ولم نلحظ ازدحاما كما كان متوقعا أو تسجيل مخالفات متوقعا ارتفاع النسبة لاحقا”. وفيما يتعلق بتوقعاته لأبرز المرشحين الأوفر حظا لافتكاك كرسي الرئاسة أفاد “أن كل المؤشرات تدل على الاتجاه نحو إجراء دورة ثانية حسب قوله، فالمواجهة محتدمة بين القائد السبسي والمرزوقي لكن النهضة أبلغت أنصارها بالتصويت على المرزوقي” معقبا “أن النهضة رغم ذلك لم تعلن عن دعمها له علانية”. وفي السياق ذاته توقع المترشح للانتخابات الرئاسية التونسية، حمة الهمامي التوجه نحو إجراء دور ثاني وقال ‘'أملك كل الحظوظ للمرور للدور الثاني''. وعلق الهمامي المترشح عن الجبهة الشعبية في تصريح إثر الإدلاء بصوته عن الاقبال الضعيف نسبيا للناخبين ‘'أعتقد أنهم سئموا من تقارب موعدي الاستحقاقين الانتخابيين، البرلمانية والرئاسية (يفصل بينهما أقل من شهر) وأغلبيتهم يظن أن التشريعية أهم من البرلمانية”. وجاء الهمامي في المرتبة الثالثة في أحدث توقعات نتائج الانتخابات بعد كلا من الباجي قايد السبسي، مرشح نداء تونس، والمنصف المرزوقي، المرشح المستقل والرئيس الحالي.