اعتبر محللون سياسيون مهتمون بشؤون الشرق الاوسط أن قمة قطر ناجحة بالرغم من عدم اكتمال النصاب، مشرين الى أنها عقدت في ظل غياب مشروع سياسي يجلب اليه جميع الاطراف. كما وصف هؤلاء المحللون من خلال حصة »بوصلة الاحداث« للقناة الاذاعية الاولى المبادرة المصرية بأنها مجرد عناوين تفتقد للآليات التنفيذية لتطبيقها كوقف اطلاق النار، كما أنها (أي المبادرة المصرية) لم ترتق الى الحد الادنى المطلوب عربيا حسب المحلل السياسي نزار السمري، الذي يرى أنها جاءت من أجل ضبط الواقع المصري داخليا، ولا يمكن أن تحمل شيئا ايجابيا للفلسطينيين، بل أنها ستكرس الوجود الاسرائيلي في المنطقة على حد تعبيره، وهذا ما جعل حماس ترفضها، ويعتقد أن هذه الاخيرة لن تقدم على الرفض الصارخ للورقة المصرية بل ستلجأ الى المراوغة. ويرى البعض أن المبادرة المصرية هي في الواقع مبادرة أمريكية، لانها تحمل ضمانات لصالح اسرائيل وليس صالح الفلسطينيين، كما أنها لم تلق الاعتماد من كل الاطراف العربية وبقيت لحد الآن بين الاطراف الثلاث مصر، السعودية والاردن أو ما يسمونه بمحور الاعتدال الذي يطرح السلام كخيار استراتيجي لانهاء النزاع القائم في المنطقة، وبما أن المبادرة يؤكد محللون لم يجتمع حولها كل العرب، فإنه سيعاد طرحها بعد وقف العدوان وقد اقدمت اسرائيل على هذه الخطوة لكن من طرف واحد. وكان قد أكد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس في اختتام قمة الدوحة عدم قبول المقاومة لشروط اسرائيل في وقف اطلاق النار، مشيرا الى أن المقاومة لم تهزم، وقد حدد من خلال كلمته أنه تم الاتفاق على عدة نقاط أساسية في وقف هذا العدوان متمثلة في انسحاب العدو من غزة وفتح جميع المعابر وفي مقدمتها معبر رفح، مؤكدا على أن المقاومة الفلسطينية قد عرضت صيغة واقعية على مصر في هذا الشأن لم يستجب لها لحد الآن، مع الاشارة الى أن اسرائيل تريد هدنة مفتوحة في غزة، على أن يتم نشر قوات من السلطة الفلسطينية على حدود غزة ومصر في إطار اتفاق ,2005 وهي الشروط التي ترفضها حماس والفصائل الفلسطينية. فبينما يرى العديد من المحللين السياسيين أن طول معاناة الشعب الفلسطيني تحت نيران العدو الاسرائيلي راجع الى تخلي العرب عن القضية الفلسطينية، يؤكد المحللون أن الخلاف الفلسطيني يعد أعنف من العدوان الاسرائيلي على عزة وهذا ما أفقد كما قال القضية الفلسطينية هيبتها، فالاتفاق الداخلي يقول جعل القضية تتوزع ما بين المحاور. وأن المقاومة في غزة لم تشترط خريطة لسياسة ما بعد العدوان، وهذا ما جعل الورقة المصرية تلوح وحدها في الافق في ظل غياب البدائل. وبالنسبة لقمة الكويت الاقتصادية التي ستبدأ اشغالها غدا، فانها جاءت حسب الاستاذ مصباح مناسي كرد على قمة الدوحة تريد ان تخرج هذه الاخيرة من محتواها، لكنها ستخفق في مسعاها، مع الاشارة الى أن وزراء الخارجية العرب رفعوا التوصيات المتمخضة عن اجتماعهم أمس بالكويت ومن بين ما جاء فيها الالتزام بإعمار قطاع غزة وتوفير الدعم المالي اللازم لذلك ودعم الجهود المصرية لوقف العدوان. ------------------------------------------------------------------------