أجرى مدرب المنتخب الوطني كريستيان غوركوف، ثلاثة تغييرات على التشكيلة مقارنة بالمباراة الماضية بإقحامه كلا من بوقرة، تايدر وبلفوضيل مكان كل من حليش وسليماني إضافة إلى محرز. وكان من الواضح أن غوركوف كان يريد القيام بهذه التغييرات لإعطاء دفع للتشكيلة التي ظهرت بعيدة عن كل التطلعات خلال مواجهة جنوب إفريقيا وهو ما تجلى من خلال نقص الانسجام واللعب العشوائي. كما جدد غوركوف ثقته في الثنائي براهيمي وفيغولي للمباراة الثانية على التوالي رغم أنهما لم يقدما الشيء الكثير في مباراة جنوب إفريقيا رغم توفر البدائل الجاهزة التي بإمكانها تقديم الإضافة على غرار قادير، جابو وسوداني. حافظ على طريقة 4-4-2 سار التقني الفرنسي على نهجه المتمثل في اللعب بطريقة 4-4-2 التي يبدو أن بعض لاعبي المنتخب الوطني لا يحبذونها على غرار الثنائي براهيمي وفيغولي اللذان يجدان راحتهما أكثر عندما يلعب المنتخب بطريقة 4-3-3 لأنها تسمح لهما باستغلال الأروقة وتشكيل ثنائيات مع المدافعين الأيمن والأيسر. ودخل غوركوف بنفس الطريقة التي بدأ بها المنتخب مواجهة جنوب إفريقيا حيث أقحم الرباعي بوقرة ومجاني إضافة إلى غولام وماندي في الدفاع فيما تولى الثنائي لحسن وتايدر مهمة الاسترجاع وصناعة اللعب في وسط الميدان. ووضع غوركوف ثقته في اللاعب بن طالب لتنشيط الهجوم من خلال اللعب في الرواق الأيسر ونفس الأمر قام به مع فيغولي الذي تولى مهمة تنشيط الرواق الأيمن، أما في الهجوم فوضع غوركوف بلفوضيل كرأس حربة مكان سليماني وبراهيمي كمهاجم ثان. وظهر جليا نقص الانسجام بين اللاعبين وعدم النجاح في الحفاظ على الكرة بسبب التمركز الخاطئ على أرضية الميدان مما أدى بالمنتخب للظهور بهذا المستوى المتواضع. تساؤلات حول مستوى براهيمي وفيغولي خيب الثنائي فيغولي وبراهيمي آمال أنصار المنتخب الوطني بعد الظهور الباهت لهما في كأس إفريقيا لحد الآن حيث لم يقدما الشيء الكثير خلال مواجهتي جنوب إفريقيا وغانا أمس التي كان فيها ظلين لنفسيهما. وإذا كان ظهور براهيمي بهذا المستوى يعود لعدم تعوده على المنصب الجديد الذي أصبح يشغله منذ مجئ الفرنسي غوركوف على رأس العارضة الفنية للمنتخب لكن لا يوجد تفسير وراء التراجع الرهيب لمستوى فيغولي الذي كان واحد من أفضل اللاعبين في المنتخب الوطني خلال التصفيات وساهم في احتلال زملائه للمركز الأول لمجموعتهم. وسيكون لزاما على التقني الفرنسي إيجاد الحلول اللازمة لاستعادة نجاعة هذا الثنائي خلال المباريات المقبلة لوزنهما الكبير في التشكيلة إضافة إلى الدعم الكبير الذي يقدماه دائما للاعبي الهجوم. ويتطلب هذا الأمر القيام ببعض التغييرات التكتيكية فيما يخص انتشار اللاعبين على أرضية الميدان بتغيير مركز كل من براهيمي بإرجاعه على الرواق الأيسر وهو نفس المنصب الذي يشغله في بورتو البرتغالي. سوداني، قادير وجابو ينتظرون فرصتهم يملك المنتخب الوطني تشكيلة ثرية من حيث التركيبة البشرية هي الأفضل في كأس إفريقيا حسب المتتبعين رفقة المنتخب السنغالي والايفواري لكن الهزيمة التي تكبدها المنتخب أمام غانا تعكس عدم التوفيق في استغلال هذا الزاد البشري بالطريقة المناسبة. ويعرف عن غوركوف أنه من المدربين الذين لا يحبذون إجراء التغييرات الموسعة حيث تقتصر تغييراته على بعض المراكز فقط وهو ما اتضح جليا في التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا. وكان من أسباب نجاح المدرب السابق هاليلوزيتش مع المنتخب الوطني هو قدرته الكبيرة على استغلال الزاد البشري الذي يملكه بالطريقة المناسبة التي تسمح له بتحقيق النتائج المرجوة وهو الأمر الذي سيكون غوركوف مطالبا به خلال المواجهة الأخيرة أمام السنغال. كيف لعبوا؟ وهاب رايس مبولحي: لم تصله كرات خطيرة في الشوط الأول وكان متمركزا في المكان المناسب وأبعد عدة محاولات خطيرة باستثناء كرة الهدف التي لا يتحمل مسؤوليتها. فوزي غولام: نشط الرواق الأيسر وكان دائما يصعد للهجوم لمساعدة زملائه دون نسيان دوره في الدفاع. كارل مجاني: شكل ثنائيا منسجما في قلب الدفاع رفقة زميله بوقرة ولم يصعد إلى الهجوم تحسبا للكرات المعاكسة.. ولكنه لم يتمكن من اللحاق بأساموا في لقطة الهدف. مجيد بوقرة: كان القائد فوق الميدان للتشكيلة الوطنية وساعد زملاءه بخبرته في تكسير الهجمات الغانية. عيسى ماندي: كالعادة دخل على الجهة اليمنى وكان أكثر فعالية مقارنة باللقاء السابق ولم يضيع كرات كثيرة وامتاز بالنزعة الدفاعية. مهدي لحسن: لم يظهر كثيرا خاصة في الشوط الأول رغم انه كان ينشط وسط الميدان للاسترجاع، إلا أنه غادر الميدان في الدقيقة ال71 لأنه لم يجد ضالته خلال المباراة. سفير تايدر: كان له أثر إيجابي وسط الميدان وأعطى حيوية للهجوم لأنه يتمتع ببنية جسدية قوية. ياسين براهيمي: كان بمثابة المحرك في وسط الميدان ولمس كرات عديدة، حيث لعب دور الموزع لها وترك الميدان بسبب الإرهاق في الدقيقة ال87. سفيان فغولي: لم يظهر كثيرا في الشوط الأول لكنه قام بجهد كبير لتحرير زميله براهيمي من الرقابة التي فرضها اللاعبون الغانيون، وكانت له لمسة فعالة في آخر المباراة. نبيل بن طالب: أقحمه المدرب في وسط الميدان رفقة تايدر وكاد يسجل في الدقيقة ال65 إلا أن كرته كانت جانبية وأكمل اللقاء بنفس المستوى والعزيمة، وكان من بين أفضل العناصر فوق المستطيل الأخضر. إسلام سليماني: دخل مكان بلفوضيل في منتصف الشوط الثاني، إلا انه لم يتمكن في الوصول إلى شباك الحارس الغاني، ولم يكن له فعالية كبيرة منذ دخوله المباراة. رياض محرز: دخل في الدقيقة ال71 مكان مهدي لحسن وأعطى دافعا قويا لوسط الميدان لأنه يتمتع بإمكانيات كبيرة خاصة من الناحية الهجومية بدليل أنه أضاع هدف محقق في الدقيقة ال76. فؤاد قدير: دخل في الدقيقة ال87 لمساعدة زملائه فوق الميدان بعد أن نال منهم التعب إلا أنه لم يتمكن من إعطاء الإضافة اللازمة وضيع الكرة التي جاء منها هدف الغانيين. جمعتها: نبيلة بوقرين