كشف رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث مصطفى خياطي، عن تسجيل أكثر من 300 ألف مستهلك للمخدرات بصفة مزمنة، 10 بالمائة أعمارهم تتراوح ما بين 15 و35 سنة، مؤكدا أن أكثر الولايات التي تعرف انتشارا كبيرا لتعاطي المخدرات وهرانوالجزائر وورقلة في وقت يبقى فيه مشكل قلة مراكز العلاج قائما لحد الآن. وأجمع المتدخلون في الندوة التحسيسية التي نظمتها أمس، الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث بقصر المعارض، على أهمية التنسيق بين مختلف القطاعات الوزارية والجمعيات للحد من آفة المخدرات التي أصبحت تهدد مستقبل الشباب الجزائريين، مشددين على أن مكافحة الظاهرة ليست مسؤولية تقع على عاتق الجهاز الأمني فقط وإنما هي قضية الجميع. من جهته كشف ممثل الجهاز الأمني بعزيز طاراس عن خطة المديرية العامة للأمن الوطني في الوقاية من آفة المخدرات ومكافحتها والمتمثلة في تعزيز العمل الجواري من خلال تواصل الشرطة مباشرة مع الشباب وعملها في مجال مكافحة الآفة، وهو ما جعلها تحجز 69.6 من القنب الهندي خلال السنة الحالية، بالإضافة إلى معالجة الجرائم التي تقع داخل الأحياء، زيادة على المجهودات التي تبذلها خلايا الإصغاء بالجزائر العاصمة من خلال نشاطاتها الخاصة برعاية الشباب والاستماع إلى كل انشغالاتهم والحملات التحسيسية. وأكد المحامي كرتالي عبد الحفيظ أن القانون وحده لا يستطيع مجابهة هذه الجريمة التي تنتشر بسرعة البرق في الجزائر، بالإضافة إلى الحملات التحسيسية بمخاطر الآفة التي تقوم بها الهيئات الوطنية والتي هي أيضا لم تعط مفعولها لغياب التعاون ما بين القطاعات، داعيا في ذات السياق إلى ضرورة وضع إستراتيجية وطنية شاملة من شأنها أن تساهم في الحد من ظاهرة استهلاك المخدرات. وفيما يخص الحماية الوقائية من المخدرات في التشريع الجزائري، أوضح الأستاذ الجامعي فوزي أوصديق وهو عضو لجنة في البرلمان أنه على الرغم من وجود قوانين خاصة بالتدابير الوقائية من آفة المخدرات على غرار القانون الجديد 18-04 المؤرخ في 25 ديسمبر 2004 المتعلق بالوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية إلا أنها لا تكفي وحدها للقضاء على الظاهرة. من جهته، طرح البروفيسور ولد طالب بعض المشاكل التي لا تزال تشكل حاجزا أمام التكفل بمستهلكي المخدرات، موضحا أن الجزائر تعرف نقصا كبيرا فيما يخص مراكز العلاج حيث تتوفر على مركزين فرانس فانون المتواجد في البليدة ب 40 سرير ووحدة سيدي الشحمي لعلاج المرضى بوهران واللذان لا يلبيان الطلب الكبير ،لذلك فان الحل –حسبه- يكمن في توفير مراكز أخرى ومصالح مختصة في تشخيص الإدمان على المخدرات. أما الدكتورة زمرلين، فقد أشارت خلال مداخلتها إلى أن الأسرة تلعب دورا كبيرا في توعية الأطفال بمخاطر المخدرات إلا أنها في بعض الأحيان تكون السبب الرئيسي لتعاطي الطفل الذي لا يتعدى سنه ال6 سنوات المخدرات فيصبحون ضحايا الأشخاص الراشدين.