فوزي أوصديق متخوف من تقنين استثمار القنب الهندي بالمغرب كشف رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة والبحث العلمي” فورام”، البروفيسور مصطفى خياطي، عقب الحملة التحسيسية ”من أجل جزائر خالية من المخدرات” التي قادته إلى مدينة ثنية الحد ولاية تيسمسيلت، عن حجز 173 طن في 2012 من قبل مصالح الأمنية بمختلف أسلاكها الثلاثة، واصفا الكمية بالاستثنائية، حيث لم تتعد في سنة التي قبلها 50 طنا، ما ينذر حسبه بكارثة تهدد مستقبل الشباب. أرجع البروفيسور مصطفى خياطي اتساع رقعة المتاجرة بتلك السموم إلى وجود شريط حدودي كبير بين الجزائر والبلدان الشقيقة، بما فيها المغرب، والتي حولت المخدرات إلى صناعة وطنية، كما حوّلت الجزائر إلى سوق كبيرة اتسعت أكثر مع اتساع بؤر التوتر في الساحل الإفريقي. وقال خياطي إن الوضعية المخيفة لاستفحال ظاهرة تعاطي المخدرات دفعت الهيئة إلى إطلاق حملات تحسيسية عبر جميع ولايات الوطن، حيث عبرت القافلة 24 ولاية إلى حد الساعة، مشيرا إلى أن التحسيس والتوعية أفضل حل للوقاية. كاشفا، عن تسجيل 20 جريمة قتل ارتكبها شبان دون الثمانية عشر راح ضحيتها الأصول، من بينها 16 حالة كانت نتيجة لتعاطي المخدرات. وأشار محدثنا إلى أن 80 بالمئة من حالات استهلاك سببها الأم، أين تكون الشريك الفعلي لإدمان أطفالها جراء منحهم الأموال دون دراية منها بشرائهم المخدرات.. داعيا المجتمع المدني إلى القيام بدوره في مجال التوعية بخطورة هذه الآفة التي أصبحت تهدد النسيج الاجتماعي. وأرجع البروفسور خياطي العامل الأول لتعاطي الشباب هذه السموم إلى الفراغ الذي يتخبطون فيه، لذا استهدفت الحملة الشباب وطلبة الجامعات والمدارس من خلال نشاطات جوارية تتكفل بملء فراغ الشباب عن طريق فتح فضاءات كمكتبات وقاعات المحاضرات وملاعب، مع إرساء جسور التواصل الفعلي في الوسط الأسري مع إيجاد توفير مناصب شغل لهم لأجل رفع قدراتهم وترميم شخصياتهم بعيد عن الإدمان. وقال خياطي أن 50 مركزا لمعالجة متعاطي المخدرات بالعديد من الولايات غير ملائم، نظرا لعدم استغلالها بطريقة جيدة، بالإضافة إلى تحاشي العديد من المتعاطين اللجوء لتلك المراكز لأسباب نفسية. وتأسف ذات المتحدث من انعدام فضاءات علاجية تساعد المدمن على تخطى مشاكله، مطالبا بإنشاء العديد منها. ودعا من جهته البروفيسور فوزي أوصديق، سفير النوايا الحسنة لأمم المتحدة، إلى إعادة النظر في تعديل قانون 2004 الذي يجرم مستهلكي المخدرات ويزج بهم في السجن، لاسيما أن المخدرات تدخل السجون بطريقة عادية جدا، حيث يتحول المسجون من مستهلك إلى مروج لتلك السموم بعدما يستوفي سنوات العقوبة، واصفا البند 12 من القانون بالغير عادل، والذي يقر عقوبة السجن لمستهلك غرام فقط من المخدرات، كاشفا على وجود الكثير من الثغرات بالقانون لابد من تداركها. وامتعض أوصديق، في تصريح خص به ”الفجر”، من محاولة المغرب تقنين استثمار القنب الهندي، ما سيكون له عواقب وخيمة على الشباب الجزائري وعلى الاقتصاد البلاد، مشيرا إلى أن المغرب تحاول استعانة بأي وسيلة لإقحام الجزائر في متاهات سياسية واتساع بؤر التوتر بين الشعبين. وأكد من جهة أخرى، مزرار محمد، رئيس الفرع الولائي للهيئة بتيسمسيلت، على محاولة إرساء جسور التواصل بين فئات المجتمع المدني وشحذ كل الإمكانيات لإخراج الشاب من حالة الضياع التي يعيشها.