تعتبر غابة بوشاوي ومركب سيدي فرج غرب العاصمة مقصدا العديد من العائلات لقضاء أوقات مريحة وممتعة، تسمح لهم بالاستراحة من عناء العمل والدراسة وبعث طاقة جديدة. آلاف الزوّار من مختلف الأعمار والفئات التقيناهم هناك، يجلسون تحت ظلال أشجار الغابة ويركضون بين مساراتها، ويتمتّعون بزرقة البحر والألعاب المزيّنة بمختلف الألوان صانعة الفرحة والمتعة لدى الأطفال. وجهتنا الأولى كانت غابة بوشاوي، حيث كان الجو جميلا على وقع أصوات حوافر الخيول ورنين عجلات الكاليش وصيحات الأطفال، الذين كانوا في قمة السعادة والفرح، بمختلف الألعاب المعروضة عليهم، والتي كانت تصنع سرورهم وتساهم في إزالة التعب عنهم. بينما نجد في الجهة المقابلة أشخاصا يجلسون تحت ظلال أشجار الغابة أو ينتقلون هنا وهناك، على غرار الشباب الهاوي لرياضة العدو، حيث تعد الغابة المكان المفضل للكثيرين نظرا لشساعتها والخدمات المقدمة على مستواها، والتي تعرف تحسّنا في كل مرة، فضلا عن عامل الأمن الذي يبقى من أكبر المحفّزات للإقبال المتزايد والمكثّف للعائلات عليها، حيث جنّدت قيادة الدرك الوطني فرقا مختصة تسهر على أمن وسلامة المواطنين وحفظ الأمن بداخلها. «الشعب" كان لها حديث مع عدد من تلاميذ الثانوية ممّن التقيناهم على مستوى غابة بوشاوي، حيث أكّدوا لنا أنّهم تعوّدوا على التنقل في كل عطلة إلى الغابة للاسترخاء والابتعاد عن ضجيج المدينة والانتعاش بجو نقي، وقضاء أوقات مريحة بعيدة عن الضغط الدراسي، والاستمتاع بجو طبيعي وممارسة الرياضة، على غرار ركوب الدراجات أو الخيل أو قضاء وقت في ممارسة هوايات ما أو شرب الشاي، مستغلين بذلك الطاولات الخشبية المنصبة وسط الغابة. «مراد" تلميذ بثانوية اسياخم ببلدية الشراقة، أكّد أنّه يتنقّل في كل مرة تسمح له الفرصة رفقة أصدقائه من أجل الابتعاد عن ضغط المدرسة، وتجديد طاقتهم الذهنية لاستكمال المشوار الدراسي الذي ينتظرهم. «أمينة"، تلميذة بثانوية اسطاوالي ومقبلة على اجتياز شهادة البكالوريا، التقيناها رفقة عائلتها، حيث تتنقل إلى الغابة لقضاء وقت مريح والتمتع بهوائها النقي، أكّدت أنّها كانت في انتظار عطلة الربيع بفارغ الصبر للتمتع ببعض الراحة قبل الدخول في مرحلة الجد الخاصة بالتحضير لامتحانات البكالوريا. ووسط الأشجارالوفيرة حاولنا محاورة بعض الزوار، حيث قال السيد "فؤاد" أنّه يشعر بارتياح كبير عند العودة إلى البيت، بعد أن يقضي أوقاتا من الراحة رفقة أفراد عائلته بهذه الغابة، خاصة وأنه يمارس فيها رياضة العدو والمشي في كل مرة يقصدها، خاصة أن الأطباء ينصحون الأولياء باصطحاب أولادهم إلى زيارة المساحات الخضراء واستنشاق هواء نقي يساعدهم على النمو الصحي، فضلا عن توفر الأمن بهذه الغابة ممّا جعلها تحافظ على مكانتها وسط العائلات الجزائرية. بدوره أبدى السيد "عمر" إعجابه بهذه الغابة التي يزورها بشكل دائم كلّما سمحت له الفرصة رفقة أفراد عائلته، حيث يقضي أوقاتا مريحة وآمنة على مستواها، وفي هذا المقام دعا "عمر" السلطات، بضرورة العناية بهذا الفضاء الطبيعي، والعمل على خلق مساحات خضراء ترفيهية ببلديات أخرى، خاصة وأن غابة بوشاوي باتت لا تستوعب العدد الهائل من الزوار. كما التقينا في فترة تواجدنا بغابة بوشاوي التي تصادفت مع عطلة نهاية الأسبوع الكثير من الشباب، كانوا يركبون الدراجات ويتجوّلون بها داخل الغابة، حيث أبدوا لنا إعجابهم بهذا الفضاء الطبيعي المريح الذي ينسيهم مشاكلهم اليومية. وجهتنا الثانية كانت مركب سيدي فرج، الذي وجدناه يعجّ بعائلات تنقلت إليه لقضاء وقت مريح، ينسيهم عناء الموسم الدراسي، حيث تقاطعت آراء المواطنين ممن تحدّثوا مع "الشعب" بأهمية هذا الفضاء الذي ينسيهم ضغط المدينة، حيث أكّدت السيدة "عائشة"، أم لثلاثة أطفال أن أبناءها تعوّدوا على المجيء إلى هذا الفضاء كلما سمحت لهم الفرصة. نذكر أنّ عديد المدارس التربوية قد برمجت جدولا خاصا بالعطلة الربيعية، حيث تمّ وضع برنامج خاص بتنظيم رحلات جماعية لفائدة التلاميذ إلى عدد من المناطق الترفيهية، على غرار مختلف الغابات والحدائق مثل حديقة الحامة، وكذا الفضاءات التي تعرف تنظيم العديد من العروض المسرحية، مثلما تعوّدت عليه الساحة التي تتوسّط مقام الشهيد.