شهدت قاعة الموقار أول أمس عرض فيلم سينمائي طويل يحمل عنوان ''مال وطني'' للمخرجة فاطمة بلحاج، ويتناول الفيلم الذي اهتمت المخرجة بكتابته ظاهرة الإرهاب في الجزائر وجوانب متعلقة بأسباب استفحاله، كما تطرق إلى قضية اجتماعية ألا وهي ''العنوسة...'' يحكي الفيلم يوميات أسرة جزائرية متواضعة سنوات التسعينات، ويتعلق الأمر بأرملة الباتول تعيش في بيت بسيط بالقصبة احدى أحياء العاصمة، وعند فقدان زوجها تجد الباتول نفسها وحيدة، ساقها القدر أن تكون على رأس عائلة متكونة أساسا من بناتها الخمس وقريب لها متخلف ذهنيا، وكونها أرملة أجبرت على الخروج للعمل وممارسة التجارة في السوق العمومي بمنتجات غذائية تعدها بناتها مثل الكسكسي والعجائن الأخرى، بهدف تلبية متطلبات أسرتها، كما حاولت الباتول حل مشاكل بناتها اللواتي دخلن مرحلة المراهقة مع غياب الدفء العائلي نتيجة غياب الأب، حيث تمكنت بصعوبة من احتواء وكبت رغباتهن وانفعالاتهن، إنهن يرجون عبثا الزواج المحرر حيث بات الزواج سبيل للنجاة والخلاص، هذا الخلاص الذي من شأنه اخماد الرغبات الغريزية الظاهرة منها والمختفية، وجعل حد للمخاوف التي يفرضها سنهن المتقدم، وابعاد صورة العجوز العانس التي تبرز في الأفق وما ينجر من عزلة وحبس وهو الواقع الدرامي المتجسد في ثماني العجوز الأعزب التي تأويها البتول. حاول الفيلم ابراز شجاعة الأم في إعالة بناتها والاستجابة لحاجياتهن، بالرغم من كل الأوضاع التي كن يعشنها ومواجهة البؤس بفضل تجارتها المتواضعة وغير المصرح بها، ومرت الأحداث على أحسن مايرام إلى أن جاء يوم اغتيال شرطي أمام مرأى عين الباتول، فصدمت بما رأت وعادت من جديد لتغلق على على أسرتها وتغرق في البؤس والشقاء معهم وكل هذا خلال 90 دقيقة من العرض. للإشارة فقد شارك في هذا الفيلم كوكبة من كبار الممثلين نذكر منهم شافية بودراع في دور الباتول وصالح أوقروت في دور حسيسن وأمال حيمر في دور علجية الى جانب مجموعة من الوجوه الشابةالجديدة. وللإشارة يتواصل الفيلم إلى غاية ال20 من الشهر الجاري بمعدل 04 حصص في اليوم.