وكان رضا دوماز، قد أكد مع نهاية السنة الفارطة أنه رفع دعوى قضائية ضد شركة "لونا فيزيون" المنتجة لفيلم "مال وطني"، بسبب ما وصفه بتنكر الشركة للعقد الموقع مع المطرب والمتمثل في تقديمه موسيقى الفيلم، مضيفا في هذا السياق أنه فوجئ بفسخ العقد دون أي إشعار، ولجوء الشركة إلى التعاقد مع موسيقي آخر لإعداد موسيقى الفيلم، وهي القضية التي ينتظر دوماز من القضاء الفصل فيها. من جهتها أكدت المخرجة فاطمة بلحاج أن الفيلم الذي قامت بكتابة السيناريو له وإخراجه، تعرّض لتعديلات كثيرة بسبب تأخر إنتاجه، بما في ذلك الاستعانة بموسيقى أخرى للفيلم، وأيضا تغيير جزئي لدور الفنانة أمل حيمر، التي ارتدت الحجاب بعد التعاقد على دور في الفيلم، مما اضطر بلحاج إلى إضافة بعض الأوصاف الدينية للشخصية المجسدة من طرف أمل في الفيلم، وهي شخصية علجية إحدى بنات "الباتول" التي تجسّد دورها الفنانة القديرة شافية بوذراع•• يتناول فيلم "مال وطني" الذي عرض أمس ضمن نشاطات نادي السينما بالموفار، قضية العنوسة والعنف في الجزائر.. حيث يسرد يوميات أسرة جزائرية فقيرة في فترة جد حرجة من تاريخ الجزائر، والتي مرت بها خلال سنوات التسعينيات، وحاول الفيلم إبراز شجاعة الأم الأرملة "الباتول" في إعالة بناتها الخمس، بالإضافة إلى قريبها المتخلف ذهنيا، والذي يجسّد شخصيته باقتدار صالح أوفروت زوج المخرجة فاطمة بلحاج• تسعى الباتول إلى تحقيق حاجيات أسرتها، بالرغم من كل الأوضاع التي تعيشها ومواجهة البؤس بفضل تجارتها المتواضعة والمتمثلة في بيع الخبز وعجائن أخرى تقوم بصناعتها بناتها• تعقيدات الأحداث تجري وسط بيت مشحون بالآلام والأحلام•. بنات في مقتبل العمر ولكل واحدة منهن أحلامها وطموحاتها المقتصرة - في الغالب - على الزواج والخروج من البيت المغلق على المشاكل وضغوطات الحياة• تتصاعد الأحداث حتى تنكشف العلاقة السرية التي أقامتها الأخت الصغرى مع خطيب أختها، ولكن فجأة تنقلب الأمور رأساً على عقب أمام قسوة الواقع حين يقرر مجموعة من الإرهابيين تصفية أفراد العائلة بسبب صرخة الأم في الشارع وتسببها في مقتل أحد رفاقهم• الفيلم الذي يعتبر صورة عن التغلغل إلى عالم المرأة وكشف خفاياه وخصوصياته، حاولت فيه المخرجة وصاحبة السيناريو "فاطمة بلحاج" إبراز الأبعاد الحقيقية لظاهرة العنف الذي خلفتها الإرهاب في المجتمع من منظور إنساني واسع• ويعتبر عنوان الفيلم ذو السيميائية المتعددة والذي أنتجته مؤسسة لونا فيزيون"مال وطني" أو ما به وطني، أو ثروة وطني" ، بمثابة صرخة من 90 دقيقة للوقوف على موطن الجرح الذي آلم ولازالت آثاره تؤلم الجزائر إلى اليوم •