تفرض شروط البيئة النّظيفة والمحيط السليم للعيش، عمليات متواصلة من قبل مكاتب النظافة بالبلديات والهيئات الصحية المختصة في توفير هذه الشروط، حماية للصحة العمومية وتفاديا لكل الأخطار والأمراض المتنقلة عن طريق المياه بواسطة الحشرات، خاصة مع بداية موجة الحرارة في فصل الصيف، حيث تزداد مثل هذه المخاطر، وهو ما يستدعي القيام بحملات وقائية مسبقة للقضاء على مسبّبات هذه الأمراض. أظهرت المعطيات الميدانية من بلديات بومرداس أن حملة مكافحة الحشرات والبؤر السوداء الناجمة عن غياب شبكات الصرف الصحي في بعض المناطق التي تعتبر مصدرا لمختلف الأمراض والإصابات لم تنطلق بعد، رغم اقتراب موعد الصيف الذي تزداد فيه مثل هذه الأخطار في حالة التقاعس في تنظيم برامج وقائية عبر الأحياء السكنية. وفي هذا الصدد، كشفت عضو المجلس الشعبي البلدي لقورصو المكلفة بالنظافة والبيئة بن مهدي يامنة متحدثة ل "الشعب"، "أنّ حملة هذه السنة لم تنطلق بعد، مرجعة سبب ذلك إلى انشغال المجلس بالتحضيرات لموسم الاصطياف من خلال قيامه بأشغال تهيئة الشواطئ وتنظيفها لاستقبال المصطافين، وبالتالي فإنّ عملية مكافحة الحشرات والكلاب الضالة، وكل الآفات التي قد تؤثر بشكل مباشر على الصحة العامة ستنطلق قريبا مثلما جرت عليه العادة كل سنة..". وفي سؤال عن أهم الإجراءات الاحترازية التي قام بها مكتب النظافة للبلدية لتجنب مثل هذه الأخطار، اكتفت عضو المجلس البلدي لقورصو بالقول أن المكتب قام بعدة عمليات في مجال حماية البيئة والمحيط كتحليل مياه واد قورصو، ومعالجة بعض النقاط السوداء في انتظار حملة هذه السنة.
عيّنة من بلدية شعبة العامر
مثال آخر عن البلديات التي تأخّرت بها حملة نظافة المحيط ومكافحة الحشرات المسببة لمختلف الأمراض المعدية، وهي بلدية شعبة العامر بالجنوب الشرقي لبومرداس، التي ظلت لسنوات تعاني من انتشار النفايات المنزلية والصلبة على حافة الطرقات والأحياء نتيجة غياب مفرغة عمومية مراقبة. وفي هذا الشأن أكد عضو المجلس البلدي ومندوب قرية ماتوسة رابح شبلا ل "الشعب" "أنّ الحملة لم تنطلق بعد، ما عدا بعض الأشغال الثانوية لتنظيف الأرصفة وأشغال التهيئة تقوم بها مؤسسات شبانية تابعة لمديرية النشاط الاجتماعي بالتنسيق مع الديوان الوطني للتطهير. وعن أسباب تأخر حملة النظافة لهذه السنة، أرجع عضو المجلس البلدي لشعبة العامر السبب إلى غياب المبيدات الكيماوية المستعملة في عملية مكافحة الحشرات، في انتظار قيام إحدى المؤسسات الخاصة بتموين مكتب النظافة بهذه المواد، وهو دليل على طبيعة التسيير المحلي لمثل هذه الملفات الحساسة. ولدى ردّه على سؤال حول وضعية شبكة التطهير بالبلدية ومدى معالجة أخطار الحفر الصحية على المحيط، اعترف رابح شابلة بالقول "أنّ شبكة الصرف الصحي الموجودة حاليا بمركز المدينة قديمة تعود لسنوات الستينيات، وبالتالي تتعرض تكرارا للتسربات، رغم قيام لجنة ولائية مشتركة بتقييم وضعيتها وتسجيل مشروع لتجديدها لكن لا شيء تجسّد لحد اليوم، في حين تشهد شبكة الصرف الصحي في باقي قرى البلدية كماتوسة، أولاد علي، اماخوخن، بن شهرة وغيرها عملية ربط وتجديد بشكل جزئي، وهو ما يعني أن الخطر لا يزال محدقا بسكان هذه المناطق من الولاية".