تدهور المحيط البيئي بولاية تيزي وزو في السنوات الأخيرة، بسبب انتشار النفايات في كل الشوارع و الأحياء، حيث تشير بعض المصادر إلى أن الولاية تسجل سنويا 400 ألف طن من النفايات، وهي كمية هائلة في ظل عدم تجسيد مختلف المشاريع المتعلقة بإنجاز مراكز للردم، وكذا مفرغات منظمة، من شأنها أن تحوي هذه النفايات المتراكمة في شوارع بلديات الولاية والتي شوهت المنظر البيئي، والأكثر من ذلك باتت تشكل خطرا على صحة المواطنين في ظل انتشار الحشرات الضارة والجرذان والروائح الكريهة، وللوقوف عند الوضع كانت ل «الشعب» هذه الجولة عبر أزقة الولاية. يشتكي سكان ولاية تيزي وزو، من استفحال ظاهرة تنامي القمامات المتناثرة في شوارع البلديات المتضررة من انتشار المفرغات الفوضوية، في ظل غياب مراكز للردم التقني للنفايات. ورغم تواجد كم هائل من المفرغات العمومية القانونية تحت وصاية السلطات المحلية، إلا أن ذلك لم يشفع للسكان الذين باتت تقلقهم القمامات المنتشرة والتي تؤثر سلبا على صحة المواطنين. وما زاد الطين بلة، معارضة السكان في عدة جهات من إقليم الولاية على إقامة مشاريع تنموية من بينها إنجاز المفرغات العمومية، ما أدى إلى تفاقم الوضع وتشويه المحيط العمراني لولاية تيزي وزو. فما عدده 1200 مفرغة فوضوية أصبحت تثير قلق السلطات المعنية و المواطنين على حد سواء، جراء الروائح الكريهة التي تنبعث من هذه القمامات، المضرة لصحة المواطنين، ناهيك عن الانتشار المقلق للحشرات الضارة الناقلة للجراثيم خاصة في فصل الصيف مع ارتفاع درجة الحرارة. ولنقل معاناة المواطنين تجولت» الشعب» عبر شوارع وأحياء بعض البلديات على غرار بلدية الأربعاء ناث يراثن وقرى بني دوالة، والملفت للانتباه هو أن القرى الواقعة في أعالي الجبال والتي تعرف بنقاءها وجاذبيتها السياحية بجمالها الطبيعي تحولت اليوم إلى مرتع للقمامات التي تنبعث منها روائح كريهة. وفي هذا المقام أكد أحد مواطني بلدية الأربعاء ناث ايراتن، بأن المنطقة التي كانت في الماضي القريب تستقطب السواح بفضل جمال مظاهرها الطبيعية، أضحت حاليا عاجزة عن جلب السياح بسبب تشوه المحيط البيئي للمنطقة، ما ينبئ بحدوث كارثة بيئية، سيما أن غالبية الإفرازات المنزلية للعائلات تعرف نهايتها في ضفاف سد تاقسبت الذي يعد مصدر تموين السكان بالمياه الصالحة للشرب . كما أعرب مجموعة من السكان ممن التقتهم «الشعب» عن امتعاضهم الشديد من تدهور الوضع البيئي، داعين السلطات المعنية إلى التعجيل بالإفراج عن مشروع إنجاز مفرغة عمومية، للتقليل من وطأة تنامي القمامات التي تتراكم في جهات عدة، حيث باتت تحاصر المتجول في شوارع المدينة أينما ولى وجهه. كما أشار هؤلاء إلى مشكل معارضة مالكي الأراضي الخاصة حيث يرفضون تشييد مشاريع ذات منفعة عامة على مستوى عقاراتهم. رئيس بلدية الأربعاء ناث يراثن: حملات تحسيسية للتوعية نقلنا الانشغال إلى رئيس بلدية الأربعاء ناث يراثن بناني رمضان، الذي كشف ل«الشعب» عن تنظيم حملات تحسيسية عبر دور الشباب و المدارس، علاوة عن تنظيم لقاءات مباشرة مع المواطنين بالتنسيق مع لجان القرى لتوعية السكان حول مخاطر انتشار القمامات في ظل غياب عقار عمومي لإنجاز مشاريع تهتم بالصحة البيئية. وأشار إلى أن اغلب هذه اللقاءات كانت إيجابية، في حين فشلت أخرى بعد تمسك الخواص بقرار عدم التنازل عن أراضيهم للمصلحة العامة، داعيا السكان إلى الاحتكام إلى العقل وقبول التنازل للصالح العام سيما أن الدولة ما فتئت تقدم ضمانات للمواطنين الملاك بشأن دفع التعويضات وتحيين سعر المتر المربع للأراضي وذلك للمضي قدما للدفع بوتيرة التنمية بالمنطقة في سبيل القضاء على مشكل التدهور البيئي. مدير البيئة: إنجاز 3 مفرغات عمومية قريبا وفي السياق ذاته أكد مدير البيئة لولاية تيزي وزو سي موسى محمد خلال لقاء خص به «الشعب « أن جل بلديات تيزي وزو استفادت من مشاريع هامة لاستدراك الوضع، في إطار البرنامج الخماسي 2009/2005 ، لكنها بقيت عالقة بفعل معارضة السكان ورفضهم المطلق لإنجاز مفرغات ومراكز لردم النفايات بالبلديات المتضررة. معربا عن تفاؤله بإنجاز 3 مفرغات عمومية بكل من مدينة تيزي وزو، ذراع الميزان و واسيف وهي قيد الإنجاز، على أمل تسليمها في الآجال المحددة، مؤكدا أن مفرغة تيزي وزو الجديدة ستتيح إمكانية القضاء على انتشار المزابل الفوضوية المنتشرة عبر 5 بلديات، كما تم تسجيل مشروع مفرغة بلدية بذارع الميزان التي ستقلل القمامات المرمية على مستوى المفرغات العشوائية المتواجدة ب 6 بلديات، وكذا المفرغة المنظمة بواسيف التي هي الأخرى ستقضي على مشكل المفرغات المنتشرة ب 5 بلديات. كما أشار مدير البيئة خلال تطرقه إلى أهم المشاريع المشيدة في قطاع البيئة في السنوات الأخيرة منها مشروع إنجاز مفرغة عمومية منتظمة ببني دوالة والتي ستتدعم بتجهيزات و معدات خاصة بردم النفايات، في انتظار استلام مفرغة بكل من بلديات واضية وافرحونن وتادميت.. فيما دعا محدثنا المواطنين ومعهم العائلات إلى التقيد بأوقات إخراج نفاياتهم المنزلية قبل تجميعها من طرف أعوان النظافة التابعين للبلديات المتضررة من الرمي العشوائي للقمامات التي تتراكم على حواف الطرق بل حتى بقرب التجمعات السكنية.