طرح الناطق الرسمي للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين ملف الأسواق الموازية العائد مجددا إلى الساحة بعد تراجع رقعة اتساع الظاهرة في بعض المناطق، إلا أن الاتحاد دقّ ناقوس الخطر مرة أخرى لتنامي الظاهرة عبر الأحياء بسبب تفادي التجار للعمل بالأسواق التي تم إنجازها ضمن برنامج رئيس الجمهورية، لأسباب عدة منها غياب التنسيق بين الشركاء والجهات الوصية لتنظيمها وتسييرها الذي تتولاه السلطات المحلية. لم يخف الحاج الطاهر بولنوار، الخطورة التي باتت تشكلها الأسواق الفوضوية أو ما يعرف بنقاط البيع السوداء التي أضحت تمثل صورة مستمرة في حياتنا اليومية، مؤكدا خلال ندوة نظمها أمس بمقر الاتحاد ببلوزداد حول التجارة الموازية أن الظاهرة تعرف انتشارا واسعا بفعل استمرار تمويل الباعة بشكل متواصل وفي رده على سؤال «الشعب» حول مدى استغلال التجار للأسواق التي أنجزت في الآونة الأخيرة ضمن برنامج رئيس الجمهورية لتفادي التجارة الموازية، أوضح بولنوار أن عددا معتبرا منها لم يستغل إلى غاية اليوم بسبب بعدها عن المناطق الحضرية أو ضعف التسيير الذي تتولاه حاليا السلطات المحلية على مستوى البلديات. وتنتشر عبر الوطن أكثر من 1500 نقطة بيع موازية يستغل أصحابها الأرصفة لعرض بضائعهم المختلفة من مواد غذائية وخضر وفواكه وقد يتعدى أحيانا الأمر حتى بيع الأدوية مثلما أكده بولنوارالذي طالب بضرورة القضاء على الظاهرة من جذورها من خلال تجفيف منابع تمويل أصحابها من طرف تجار الجملة. وقال رئيس الاتحاد العام للتجار أن اتساع رقعة التجارة الموازية أثر على التجار النظاميين لاسيما المتواجدين في أسواق الجملة، على غرار سوق حطاطبة بولاية تيبازة الذي يمثل نقطة تموين رئيسية لعدة ولايات مجاورة، حيث يشكوا العديد من التجار بذات السواق مشاكل ارتفاع تكاليف الإيجار بسبب نقص البيع في نفس الوقت. ما اثر على استمرار عملهم خاصة وأنهم يشكون ارتفاع أسعار الإيجار قبل انتهاء العقد المبرم مع مصالح التجارة، إضافة إلى العديد من المشاكل التي باتت ترهن عملهم من قبيل غياب التنسيق مع الجهات الوصية وهو ما عابر عنه علي بشير مسير سوق حطاطبة وعضو اللجنة الوطنية لأسواق الخضر مبديا امتعاضه من بعض السلوكات التي تصدر عن بعض الموظفين بالسوق. وطرح بشير ارتفاع أسعار إيجار المربعات بالسوق الذي أدى إلى نفور التجار منه خلال فترة ثلاثة أشهر الأخيرة، ما يساهم على حد تعبيره في نقص التموين بالخضر والفواكه لكل الجهات التي يمولها السوق من بينها العاصمة، مشيرا إلى ارتفاع الأسعار في ظل هذه الظروف التي تعرف تأخر إنجاز مشروع سوق الجملة للخضر والفواكه الخروبة بولاية بومرداس.