ضبط قائمة المواد المستوردة يضع حدّا لنزيف الخزينة العمومية أعلن وزير التجارة بختي بلعايب، عن رفع ملف استيراد اللحوم من السودان وتسقيف سعرها إلى الحكومة، الأسبوع المقبل، وكذا تحديد قائمة المواد التي يمكن أن تكون محل مقايضة بين ولايات الجنوب والدول المجاورة، واعدا الفلاحين بتوفير المساعدات اللازمة لتمكينهم من تسويق منتوجاتهم في أسواق الجملة والتجزئة. شكل اللقاء المنظم، أمس، بين وزير التجارة بلعايب ووفد من الاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين، يترأسه محمد عليوي، فرصة لعرض المشاكل التي يعاني منها الفلاحون، خاصة ما تعلق بمسألة تسويق المنتوجات الفلاحية، الاستيراد الذي «قضى على المنتوج المحلي من خضر وفواكه». وبعد الاستماع إلى انشغالات ممثلي الفلاحين، ردّ الوزير بختي بلعايب على انشغالاتهم ووعد بحل بعضها، مثل قضية تسقيف الأسعار والعمل على تنظيم مجال الاستيراد، من خلال ضبط قائمة المستوردين والمواد المسموح استيرادها، وهي تلك التي تسبب خسارة كبيرة للخزينة العمومية، وكذا المواد الأساسية التي نعاني من عجز في إنتاجها وتوفيرها للمواطنين. غير أن هناك أمور تتجاوز صلاحياته، وقد اعترف صراحة بذلك، منها مسألة القرض السندي، الذي يحتم على المستورد دفع فاتورة الاستيراد قبل استلام بضائعه، كما أكد أن هناك صعوبة يواجهها قطاعه في مجال المراقبة، ليختم قوله بأن بعض المسائل المطروحة تتطلب الحل، وأخرى التنسيق مع قطاعات أخرى وهناك ما يتطلب بتّ الوزير الأول فيها. عليوي: المطالبة بوقف الاستيراد العشوائي من الدول اللاتينية أما الانشغالات التي تؤرق الفلاحين فقد لخصها محمد عليوي في ضرورة تحديد حد أدنى وسقف أعلى لأسعار اللحوم، لتجنب البزنسة التي يمارسها مستوردو اللحوم من الخارج، الذين يعرضونها للبيع بأرخص الأثمان، متسببين في إحداث فوضى كبيرة في السوق»، وهو ما يتطلب، بحسب المتحدث، «فرض رقابة صارمة على أسعار اللحوم في السوق من خلال تحديد سقف لسعر لحم الخروف، وسعر لحم البقر والنعاج حتى لا تحدث المضاربة في أسعارها»، مؤكدا أن «تسقيف أسعار اللحوم سيكون في فائدة الحكومة والشعب». رفع المشاكل التي يعاني منها الفلاحون في مختلف مناطق البلاد، خاصة الجنوبية منها، فيما يتعلق بمسألة التسويق، التوزيع والتموين، كما ركز اهتمامه على قضية اللحوم المجمّدة المستوردة من الدول اللاتينية «استيراد عشوائي»، في حين أنه يمكن الاستيراد من السودان البلد المسلم، الذي يعرض ماشيته على الجزائر بأسعار تنافسية، مؤكدا أنه لم يسجل عليها أي أثر في الدول التي استوردتها وهي دول الخليج ومصر. وتحدث في هذا الصدد عن النوعية الجيدة التي تتمتع بها أغنام السودان، التي ترعى كما ذكر في نفس الظروف الطبيعية والمناخية، كتلك التي تتميز بها المناطق الجنوبية من البلاد، على غرار إيليزي. وأردف يقول، إن الاستيراد من السودان يمكننا من الحفاظ على «المخزون الاستراتيجي الذي نتوفر عليه». وفي هذا الإطار تحدث عليوي عن أسواق المواشي التي تعاني فوضى عارمة، خاصة في منطقة الهضاب العليا. كما أشار إلى وضعية المسالخ الصناعية الصعبة والتي يحسب عددها على أصابع اليد الواحدة. من جهته أثار الأمين الوطني لاتحاد الفلاحين الجزائريين المكلّف بالتنظيم عبد اللطيف ديلمي، مسألة تتعلق بسعر كيس الحليب، حيث دعا صراحة إلى رفعه، لافتا ألى أن كلفة اللتر الواحد من المادة تتراوح ما بين 60 إلى 70 دج، فيما تصل إلى المستهلك بثمن لا يتجاوز 25 دج، ويرى ضرورة مراجعة الدعم.